الحكومة تطلق برنامج “ممكن” لإحداث مليون و200 ألف منصب شغل في أفق 2021

أطلقت الحكومة برنامج “ممكن” الذي يعد بإحداث مليون و200 ألف منصب وفرصة شغل، وتحسين قابلية التشغيل لأزيد من 1.000.000 باحث عن شغل، ودعم التشغيل المأجور لفائدة أكثر من 500.000 باحث عن شغل، وذلك في أفق سنة 2021.
جاء ذلك على لسان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الذي أشرف على التوقيع على ميثاق برنامج “ممكن” تحت إشراف رئيس الحكومة، مساء أول أمس الجمعة بالرباط، بين الدولة ممثلة بكل من وزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمالية ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الشغل والإدماج المهني، ومن جهة أخرى، بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب في شخص رئيسته، وجمعية مجالس الجهة بالمغرب ممثلة في شخص رئيسها.
ويندرج برنامج التعبئة الوطني لتمكين الشباب “ممكن” في إطار المخطط الوطني للنهوض بالتشغيل، والذي يهدف بحسب رئيس الحكومة إلى إحداث مليون و200 ألف منصب وفرصة شغل في إطار الاستراتيجيات والمخططات القطاعية، وتحسين قدرات التوظيف للشباب وملاءمة كفاءاتهم ومهاراتهم مع حاجيات سوق الشغل، عبر تكوين قصير المدة ومتنوع التخصصات لـفائدة مليون من باحثين عن الشغل، وكذا تقديم الدعم من خلال تحفيزات في إطار العمل المؤجر لفائدة أكثر من نصف مليون باحث عن عمل، بالإضافة إلى مواكبة إنشاء 20 ألف مشروع مقاولاتي (شركات ناشئة، مقاولات جد صغيرة ومتوسطة، المقاول الذاتي)، والحفاظ على معدل النشاط لأكثر من 46 في المائة.
وقد أوضح سعد الدين العثماني أن قضية التشغيل هي من بين الأولويات الثلاثة التي وضعتها الحكومة إلى جانب التعليم والصحة، مؤكدا على أن توفير مناصب الشغل يعد المدخل الأساسي لمحارب الفوارق الاجتماعية.
وبحسب العثماني فإن توفير الشغل ومحو الفوارق الاجتماعية، يعد الطريق الأقرب إلى التنمية بمفهومها الشامل، ويضمن الاستقرار الاجتماعي، مشيرا إلى أن تنزيل الجهوية وانخراط مؤسسات أخرى سيساهم في بلورة هذا المخطط على أرض الواقع، لأن الحكومة لا يمكن أن تضطلع بهذا البرنامج لوحدها.
وقال رئيس الحكومة إن حدث التوقيع على ميثاق إطلاق برنامج التعبئة الوطنية لتمكين الشباب “ممكن” سيخلق تعبئة شاملة بين القوى الحية للبلد، من منظمات حكومية ومجتمع مدني ومقاولات، بالإضافة إلى خلق تعبئة أيضا في صفوف الشباب بأنفسهم لإطلاق ديناميكية مجتمعية في أفق بعث روح لتغيير عقليات وسلوكيات مختلف مكونات المجتمع بكل أجياله، من منطلق أن التشغيل والإدماج الاقتصادي والمهني يحتاج بشكل عام إلى عمل تشاركي وإلى مساهمة الجميع.
وأعتبر العثماني أن برنامج “ممكن” اسم يحمل رسالة إيجابية للشباب بهدف توجيههم وتكوينهم وأيضا تأطيرهم وتمكينهم من عدد من آليات ووسائل الاشتغال، مؤكدا على أن التنزيل الفعلي لهذا البرنامج يقتضي بالدرجة الأولى إشراك كل الفعاليات من قطاعات حكومية ومؤسسات القطاع الخاص وفاعلين اقتصاديين واجتماعيين.
من جانبه، أكد محمد يتيم وزير الشغل والإدماج المهني، لجنة التشغيل انفتحت على عدد من الفاعلين وفي مقدمتهم الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مذكرا في الوقت ذاته أن القطاع الخاص سيكون شريكا أساسيا في تنزيل هذا البرنامج إلى جانب المجالس الجهوية التي أصبح من اختصاصاتها خلق فرص الشغل، مشيرا إلى أن الوزارة ستعمل على توقيع عقود مع كافة مجالس جهات المملكة، على أساس البحث عن السبل الكفيلة لمساعدة هذه المجالس الترابية لممارسة التشغيل باعتباره اختصاصا ذاتيا للجهات وفق منطوق القانون التنظيمي للجهات.
وأضاف محمد يتيم أن الجديد في موضوع التشغيل، هو أن المغرب بات يتوفر على آلية للمتابعة والمتمثلة في اللجنة الوزارية للتشغيل ولجنة تقنية أخرى يرأسها وزير الشغل والإدماج المهني، حيث ستعمل هاته الآلية على تنسيق ومتابعة تنفيذ الإجراءات الواردة في المخطط الوطني للتشغيل.
من جهتها أكدت مريم بنصالح شقرون رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، على أهمية دور القطاع الخاص في خلق مناصب الشغل، مشيرة إلى خلق مليون و200 ألف في أفق 2021 أي 240 ألف منصب شغل سنويا، يبدو هدفا صعبا، لكنه في الوقت ذاته مخطط طموح يتعين العمل على تنزيله.
وسيسمح برنامج “ممكن” للشباب وفق ما جاء في البلاغ الصحفي الذي تم تعميمه بالمناسبة، بإحداث عملهم الخاص، أو إقامة مشاريعهم المقاولاتية، إذا كانوا مبدعين واعتمدوا النهج المناسب، فسيكون متاحا إيجاد تدريب أو شغل، شريطة التوفر على روح المثابرة وتقديم التضحيات والشروع في العمل. فكل شاب قادر على إنجاح مشروعه، مسؤول على مستقبله، يمكنه المضي قدما وبإصرار عبر الاستفادة من الآليات والبرامج التي توفرها له الحكومة.
ويضطلع هذا البرنامج بثلاثة أدوار أساسية، وهي تمكين الباحثين عن الشغل من آليات ووسائل تسمح لهم باكتساب المهارات الضرورية والسلوكيات المهنية المؤدية إلى الإدماج المهني، ودفع الشباب، الذين سيلجون سوق الشغل، إلى تحمل المسؤولية في بناء مشروعهم المهني بجدية ومثابرة، وكذا خلق ديناميكية مجتمعية للتضامن حول قضية التشغيل، حتى تساهم كل مغربية ومغربي، كل حسب تجربته واستطاعته، في الإدماج المهني للشباب.
وبعد برنامج “ممكن” وفق ما جاء في البلاغ ذاته، نتاج مقاربة تشاركية وشاملة ومندمجة، حيث سبق وأن أعلنت الحكومة خلال اجتماع اللجنة الوزارية للتشغيل المنعقد يوم 28 غشت 2017، عن خمس توجهات استراتيجية، كما سطرت 50 إجراء ارتكز عليها المخطط الوطني للنهوض بالتشغيل في أفق 2021، الذي أطلق عليه اسم “ممكن”.

> محمد حجيوي

Related posts

Top