الحوز: “خزان” لا ينضب من المؤهلات الغنية والمتنوعة لإقلاع السياحة القروية والجبلية

يفرض إقليم الحوز، الذي يغطي مساحة شاسعة بنواحي مدينة مراكش، الوجهة السياحية الرئيسية للمملكة، نفسه ك”خزان” لا ينضب من المؤهلات السياحية الغنية والمتنوعة، والإمكانات المهمة في مجال السياحة، ولاسيما القروية والجبلية.
ويتميز إقليم الحوز، الذي يمتد على مساحة 6 آلاف و212 كيلومترا مربعا، بتنوع تضاريسه ، وعلى الخصوص بسهل يحمل الاسم نفسه، علاوة على العديد من السلاسل الجبلية التي يتراوح علوها بين 1000 و 4 آلاف 165 مترا، مع جبل توبقال المنتصب كأعلى قمة في المغرب، كما يتوفر الإقليم على العديد من الهضاب والتلال وغيرها.
ويمتاز هذا الجزء من التراب الوطني، أيضا، بموقع جغرافي استراتيجي ومناخ معتدل، ومناظر طبيعية خلابة تزينها وديان متدفقة وشلالات وبحيرات ومواقع تاريخية وأثرية، وصناعة تقليدية أصيلة، فضلا على تقاليد عريقة (بساطة وكرم الساكنة المحلية)، وهي عوامل من بين أخرى جعلت من الحوز، محطة أساسية في المدارات التي يتم اقتراحها على زوار المدينة الحمراء.
ويستفيد إقليم الحوز من قربه من مدينة مراكش، مع بنسيج حضاري أصيل وتراث عريق ووجود خريطة سياحية تحدد المدارات السياحية الرئيسية والمآثر التاريخية وفضاءات للاصطياف.
كما يمثل الحوز وجهة لا محيد عنها لممارسة العديد من الأنشطة الرياضية، من قبيل القنص وصيد الأسماك والمشي والتزلج وتسلق الجبال والطيران الشراعي والدراجات، وذلك بفضل المواقع المتعددة بالإقليم.
وعلى الصعيد الثقافي والروحي، توجد بالحوز عدد من الزوايا والأضرحة والمدارس القرآنية، ومواقع التعبد، ولاسيما اليهودية منها، على غرار أضرحة مولاي إيغي بالجماعة القروية زرقطن، ورابي حبيب مزراحي (الجماعة القروية آيت فاسكا)، وبلحنش بالجماعة القروية أوريكا، أو رابي حاييم بن ديوان بالجماعة القروية ويرغان.
وفي ما يتعلق بالجانب التاريخي، يزخر إقليم الحوز بعدد كبير من المآثر التاريخية، ومنها النقوش الصخرية بهضبة ياݣور بجماعات تغدوين وأوكايمدن ومسجد تينمل (جماعة ثلاث نيعقوب)، وضريح المعتمد بن عباد (جماعة أغمات)، علاوة على العديد من القصبات، مثل أمناس والكندافي وتامادوت أو حمام (حمامات) أغمات.
ويعرف الإقليم خلال السنوات الأخيرة، باستثناء فترة الجائحة، استثمارات مهمة ومشاريع سياحية كبيرة، التي انتقل عددها من مشروعين اثنين في 2020، أحدثت 466 منصب شغل، و9 مشاريع في 2021 (1517 منصب شغل)، إلى 11 مشروعا في 2022 (942 منصب شغل)، بحسب أرقام للمجلس الإقليمي للسياحة بالحوز، الذي كشف أن 8 مشاريع سياحية (94 منصب شغل) توجد في طور الإنجاز بالإقليم في 2023 .
وقال رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بالحوز، مروان شيوخ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن السياحة القروية تمثل مجالا واعدا للمساهمة في تنمية إقليم الحوز، مشيرا إلى أنه يتم بذل مجهود كبير قصد تقوية وتنويع البنية التحتية السياحية بالإقليم.
وأوضح بلغة الأرقام، أن إقليم الحوز يتوفر على 5 آلاف و839 سريرا، في 148 مؤسسة سياحية وفندقية، أي ما يعادل 2531 غرفة، مبرزا أن الإقليم يضم عددا من المؤسسات المصنفة في فئات مختلفة، فضلا على م آو ون ز ل، وبيوت للإيواء، والتي تناسب القدرة الشرائية لجميع الأسر.
وتابع أنه تم بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إحداث العديد من وحدات الإيواء وتجهيزها وتهيئتها، مع مراعاة الخصوصيات المعمارية المحلية، وذلك من أجل تعزيز العرض السياحي والحفاظ على هذا الطابع المحلي.
وأضاف أن السلطات الإقليمية وبالتنسيق مع العديد من الشركاء لا تدخر جهدا في توفير الوسائل من أجل تنظيم فعاليات ومهرجانات منها، على سبيل المثال لا الحصر، اللقاءات الروحية لمولاي إبراهيم، ومهرجان أمزميز الاجتماعي الثقافي، ومهرجان الصناعة التقليدية بتحناوت، ومهرجان للا تاكركوست.
وسجل أن عدد السياح الذين يستقبلهم الإقليم سنويا لا يزال دون الانتظارات، مضيفا أنه “يتعين على الإقليم أن يتموقع بشكل أفضل، من حيث تأهيل منتوجه السياحي وتكييفه، وتحسين متوسط مدة الإقامة، بهدف استقبال عدد كبير من السياح، وخاصة أولئك الذين يختارون مراكش كوجهة رئيسية”.
من جهة أخرى، سلط شيوخ الضوء على الجهود الحثيثة التي تبذلها الوزارة الوصية وجهة مراكش – آسفي والسلطات الإقليمية، في إطار الاستراتيجية القطاعية الموجهة إلى تنمية السياحة بإقليم الحوز، مذكرا، في هذا الاتجاه، بالعديد من اتفاقيات الشراكة المبرمة مع فاعلين محليين مؤسساتيين وخواص.

Related posts

Top