الخبث

عندما تكون مسؤولا مشرفا على صفحة ثقافية أو ملحق ثقافي؛ فإن عليك أن تتوقع من أولئك الذين لم ينجحوا في إقناعك بصلاحية نشر مراسلاتهم، أي رد فعل خبيث؛ فحين نشرت في صفحتي الاجتماعية الخاصة بالموقع الالكتروني، نصا إبداعيا من إنتاجي الشخصي، أطل أحد هؤلاء  لتعكير المزاج ولمحاولة زرع بذور الإحباط:   

هو:

 لو جاءتك مثل هذه القصة هل تنشرها في الجريدة؟ 

أنا:

 لم أفهم سؤالك، مع ذلك، لست وحدي من يبت في نشر المراسلات التي ترد على القسم الثقافي لجريدة بيان اليوم، فهناك طاقم بشري يتناوب على قراءة كل مراسلة على حدة، وبعد ذلك يتقرر نشر ما يكون إجماع حول صلاحيته للنشر. لعل هذه القصة لم تنل إعجابك، من حقك أن تعبر عن ذلك، وأتمنى أن يكون تعبيرك واضحا وصريحا. 

هو:

 لم تروق إلي (هكذا كتبها) كما كتاباتك السابقة، أما النشر فكان مع أهل الذوق الرفيع: الملياني، وصوف، وقاوتي …الخ.

أنا:

 ههها.. ها هو نموذج صارخ من أولئك الذين لا يؤشر القسم الثقافي لجريدة بيان اليوم على صلاحية نشر كتاباتهم، يكفرون وينطلقون في التحدث بالباطل. لعلمك فأولئك الأساتذة لم يغيبوا قط عن القسم الثقافي، إنهم يساندونه ويدعمونه، عد إلى أرشيف الملحق الثقافي، فستجدهم حاضرين، وحتى لا نذهب بعيدا، ألق نظرة على العدد الأخير، به مساهمة خاصة ببيان اليوم للأديب محمد صوف.. فلو كان ما ينشر في هذا المنبر الإعلامي دون المستوى؛ لقاطعوه بالمرة. أما عن مستوى ما أكتبه، فأنا يسعدني جدا أن لا تروق كتاباتي أمثالك. لعل من حسنات هذه الصفحة الافتراضية (صفحة الفايسبوك) أنها تجعل الأعداء يطفون على السطح، وهذا ما يجعلني أحتفظ بها حتى الآن.

 هو:

 أبقى معك في مستوى الكتابة فقط؛ لأن الفرق شاسع بين الخاطرة الأدبية والقصة، حتى على مستوى الترقيم، واللغة….الخ، وما تبقى أعرفه جيدا قبل أن تطأ قدمك مقر الجريدة؛ لو كان المرحوم أحمد مازال على قيد الحياة وهو من جنود الخفاء والعلن في ذاك المنبر لأطلعك على حقيقتي، وآخر ملف تعاونت معك فيه هو ملف الطبقة الشغيلة والكتابة، ونشر في نفس المنبر تطوعا منا. يا صديقي، قصتك رديئة جدا، على غرار سابق كتاباتك الأولى؛ وأنت عزيز والحقيقة أعز منك، كما أشير إليك بأن هذا المنبر للجميع (يقصد جريدة بيان اليوم) قبلك وبعدك، وإن كنت لم تفهم قصدي بأنك واحد بصيغة الجمع باسم لجنة النشر التي تتستر وراءها، لأن ذوقك مزاجي تابع لأهوائك، أما القبح لم أجبل عليه في حياتي، الصراحة دائما مكلفة. 

أنا:

 كل هؤلاء الأساتذة الذين عبروا عن إعجابهم سواء بالإشارة أو بالتعليق؛ بهذه القصة القصيرة جدا، تقوم بالتنقيص من ذائقتهم الفنية، عن طريق تعليقك المبيت، مع أن جلهم يعدون أسماء أساسية في الإبداع القصصي والنقد الأدبي.

 هو:

 ما يهمني هو تراجعك المفجع خطوتين إلى الوراء، أما الأذواق فهي تختلف باختلاف أصحابها ومستوياتها الجمالية والفنية وهذا في حاجة إلى سلخ عمر من التربية الفنية والجمالية والذائقة المقروئية، هل تعرف بأن هذا الجنس الأدبي زئبقي ويصعب الإمساك به إبداعا ونقدا وتلقيا؟ وكيف ننساق وراء المجاملات المجانية، تقبل النقد الصريح والبناء لتقف على أرض صلبة؛ يسهل علي أن أضع “جيم” أو تعليق يمسح مثل كف حنو فوق رأسك، هذا هو المغرض والمبيت، أنا لا تطاوعني نفسي لفعل ذلك حتى مع أساتذتي المتواجدين في هذا الافتراضي، مشاركتي تكون صريحة وحقيقية في وضع أي جيم لأي كان.. وهذه أخلاق وتربية أولا وأخيرا.

أنا:

 لم يحدث قط أن أعلنت عن أن ما أكتبه جيد وجميل ووو.. منذ بداية النشر أواسط الثمانينات من القرن العشرين. هذا من جهة، ومن جهة أخرى؛ فأنت غير مؤهل للحكم على جودة هذا النص الإبداعي أو غيره، أما نعتك له بأنه رديء جدا فلا يمت بصلة إلى النقد الأدبي، وهذا شيء طبيعي؛ لأنك لا تمتلك الأدوات النقدية. أما أخطاؤك النحوية واللغوية؛ فيندى لها الجبين. باختصار، أنت مجرد متطفل على الكتابة، إبداعا ونقدا.

****

 لم يعقب بأي شيء، اختفى فجأة، توارى عن الأنظار، لم أمنعه من الرد، لم أسحب اسمه من قائمة الأصدقاء، لم أحجز حسابه الشخصي، لا شك أنه خجل من نفسه، بعد أن انكشف خبثه أمام جميع الأصدقاء.

عبدالعالي بركات

[email protected]

الوسوم
Top