الرباط تشن حربا على الشاحنات الإسبانية

منعت سلطات ميناء طنجة المتوسط دخول الشاحنات الإسبانية غير المتوفرة على “عقد شركة مع مصنع محلي” إلى المغرب.
جاء هذا المنع كرد سريع من الرباط على مدريد بشأن قرارها إلزام الشاحنات المغربية على عدم ملئ خزانات الوقود بأكثر من 200 لتر من المحروقات، وذلك من أجل إرغامها على التزود بالوقود من شركات توزيع الوقود بترابها، مع فرض أداء مخالفة قيمتها 700 أورو على الشاحنات المغربية غير الملتزمة بهذا القرار.
وقال منير بنعزوز، الكاتب العام للنقابة الوطنية لمهنيي النقل الطرقي، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إن رد الرباط يعتبر طبيعيا وفي محله، لكونه يدافع عن مصالح شركات النقل المغربية التي ستتضرر من الإجراء الإسباني الذي يدخل في إطار تضييق الخناق على الاقتصاد المغربي.
وأكد منير بنعزوز على ضرورة إعادة النظر في موضوع السماح للأجانب بالاستثمار في قطاع النقل واللوجستيك بالمغرب، لاسيما وأن الكثير من هذه الشركات الأجنبية تعمد إلى تشغيل شاحنات متهالكة انتهت مدة صلاحيتها القانونية في أوروبا.
وأوضح بنعزوز أنه، في الوقت الذي تفرض فيه أوروبا على المستثمرين المغاربة الراغبين في فتح شركات للنقل على الأراضي الأوروبية، شروطا قاسية، بل تعجيزية، يسمح للأوروبيين بالاشتغال في المغرب بدون دفتر تحملات مهني، تحترم فيه المصالح الاقتصادية والبيئية للمغرب.
وأفاد الكاتب العام للنقابة الوطنية لمهنيي النقل الطرقي أنه لا يمكن للمغرب أن يدمر اقتصاده من خلال فتح المجال لشركات إسبانية تستثمر في قطاع النقل شاحنات مهترئة، تنافس بها الشركات المحلية التي تنشط في القطاع، داعيا إلى التعامل بالمثل حتى تستفيد كل الأطراف بشكل متساو.
وذكر المسؤول النقابي أنه، إلى جانب هذا المشكل، هناك موضوع “الكوطا” الخاص بدخول شاحنات النقل الدولي المغربية إلى دول الاتحاد الأوروبي، حيث تفرض كل دولة على الشركات المغربية عددا محددا من الشاحنات التي يجب أن تلج ترابها، في الوقت الذي يفتح فيه المغرب أبوابه على مصراعيها لعدد غير محدود من الشاحنات الأجنبية، مشددا على ضرورة إشراف مديرية النقل بوزارة التجهيز والنقل على موضوع الكوطا بما يحمي المغاربة من هذا “الإغراق”(dumping )، والترافع عن مصالح المهنيين أثناء لقاءاتها مع المسؤولين الإسبان وغيرهم، وتبني مشاكل المهنيين والدفاع عن مصالحهم.
وتأتي هذه الحرب الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا التي بدأتها مدريد بشنها حملة هوجاء على شاحنات النقل الدولي للمغرب، كرد فعل منها على القرار السيادي للمغرب بخصوص غلق معبري سبتة ومليلية المحتلتين، منذ سنة 2019، وهو ما تريد مدريد أن تنتقم له من خلال هذه الإجراءات الشاذة في حق مهنيي شاحنات النقل الدولي.

< يوسف الخيدر

تصوير: أحمد عقيل مكاو

Related posts

Top