الرياضيون المغاربة وغياب ثقافة التضامن…

تناقلت وكالات الأنباء نهاية الأسبوع الماضي، قرار لاعبي المنتخب الصربي، القاضي بالتبرع بمليون يورو، عبارة عن مكافأة تلقوها من الحكومة، نظير تأهلهم لمونديال قطر 2022، على حساب منتخب البرتغال، خصصوها للأطفال الذين يحتاجون إلى العناية الصحية.
صحيح أن المبلغ ليس بالقيمة الكبيرة، بالنظر لحجم الحاجيات، ببلد يعرف الجميع الخصاص الذي يعاني منه، كدولة صغيرة، لا تصنف ضمن مصاف الدول الأوروبية الغنية، لكن تبقى للمبادرة قيمتها التضامنية والإنسانية، والتي تستحق الإشادة بها.
لن نعيد هنا الحديث عن الأعمال الخيرية الكثيرة التي يقوم بها نجوم الرياضة الحاليين بمختلف الدول، إلى درجة تحول البعض منهم إلى رموز ساطعة للعمل الخيري والتضامني والإنساني، وفي مقدمتهم رونالدو، وميسي، وأوزيل وكروز، وغيرهم كثير، وكثير جدا…
وإذا كانت مبادرات هذه الأسماء الكبيرة، تحولت إلى تقليد وعمل عادي جدا ببرنامج حياتهم اليومي، فإن هناك أسماء عربية وأفريقية تسجل هي الأخرى حضورها اللافت في هذا المجال، كما هو الحال بالنسبة للسنغالي صاديو ماني، والمصري محمد صلاح، وقبلهم ديدي دروغبا، والعداء الأسطورة جبري سيلاسي، كما هناك رياضيون آخرون لا يتخلفون في كل مناسبة، عن مثل هذه المبادرات ذات العمق الإنساني النبيل.
ونحن نذكر مثل هذه المبادرات الخيرية، كان بودنا أن نعطي أمثلة أيضا عن أعمال قام بها رياضيون مغاربة سواء أولائك الذين ينتمون لكرة القدم، أو رياضات أخرى، خاصة الذين يمارسون بعالم الاحتراف، أصحاب العائدات المالية المهمة، لكن للأسف لا شيء يذكر في هذا المجال.
فسواء الذين تربوا بالمغرب، أو القادمين من الديار الأوروبية، نفس التعامل ونفس التجاهل، ونفس العقلية، بل نجد البعض منهم يتهافت كالعادة على الامتيازات، والسعي للاستفادة من الريع بمختلف أنواعه، دون أن يساهموا ولو بالقليل، كما يقول المثل المغربي الدارج: “لي ما اعطى من القليل، ما يعطي من الكثير…”.
وهذا المثال ينطبق تماما على نجوم الرياضة المغربية، هناك من يقول أن البعض منهم، يقوم بأعمال بالمدن والأحياء التي ينتمي لها، لكنه لا يحب الإشهار بها، أو الإعلان عنها، قد يكون هذا الأمر حاصل فعلا في حالات معينة، وهي قليلة، لكنه تحول بالنسبة للعديد منهم إلى مجرد مبرر، يلجأ له قصد التهرب من الجواب، لحظة مواجهته بسؤال حول أسباب عدم المساهمة بالأعمال الخيرية.
للأسف هذا هو الواقع، والغريب أن سلوك التجاهل يشمل أيضا رياضيين تربوا ونشؤوا داخل الفضاء الأوروبي، حيث ثقافة التضامن والتطوع راسخة بقوة في كل المجتمعات…
صراحة ليس هناك تفسير لهذه الظاهرة…

>محمد الروحلي

Related posts

Top