السلطة الفلسطينية تبدأ حملة التلقيح ضد كورونا

أكدت مصادر طبية فلسطينية لوكالة فرانس برس أول أمس الثلاثاء أن السلطة الفلسطينية بدأت حملة التلقيح ضد كورونا في الضفة الغربية المحتلة بحقن الكوادر الطبية العاملة لديها، وذلك بعد تلقيها ألفي جرعة من لقاح موديرنا من إسرائيل.
وأكد مسؤول في وزارة الصحة الفلسطينية الاثنين وصول ألفي لقاح من أصل خمسة آلاف كانت إسرائيل أعلنت في وقت سابق موافقتها على نقلها إلى الفلسطينيين بعد الضغوط التي مارستها عليها الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية.
وأكدت وحدة تنسيق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية في المناطق (كوغات)، في بيان الاثنين نقلها “شحنة أولى تضم ألفي جرعة من لقاح موديرنا (…) لاستخدام الفرق الطبية التابعة للسلطة الفلسطينية”.
وأضاف البيان أنه “تم نقل جرعات اللقاح صباح اليوم (الاثنين) عند معبر بيتونيا”، غرب رام الله في الضفة الغربية المحتلة.
ووصف مسؤول في وزارة الصحة الفلسطينية الخطوة الإسرائيلية بأنها “رمزية”.
وفي تقرير بثه التلفزيون الرسمي الفلسطيني الثلاثاء، ظهرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة وعدد من الكوادر الطبية أثناء تلقيهم اللقاح.
وقالت الكيلة التي أطلقت حملة التلقيح من مستشفى هوغو تشافيز شمالي شرق مدينة رام الله “بدأنا اليوم، وغدا سنرسل من هذه اللقاحات إلى قطاع غزة حتى لو كانت ألفي جرعة فقط”.
وأكدت الوزيرة “إعطاء الكوادر الصحية في فلسطين الأولوية القصوى (…) وخصوصا أولئك العاملين في وحدات العناية المكثفة الخاصة بفيروس كورونا”.
وبحسب بيان لوزارة الصحة الثلاثاء فإن “الفئة الثانية التي ستتلقى اللقاح هي فئة كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما والمصابون بالأمراض المزمنة”.
وسجلت الضفة الغربية المحتلة أكثر من 108 آلاف إصابة و1325 وفاة بكورونا، فيما أحصى قطاع غزة المحاصر نحو 52 ألف إصابة و523 وفاة.
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أعلن الاثنين، أن الحكومة الفلسطينية ستبدأ حملة تطعيم الفلسطينيين ضد فيروس كورونا في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة منتصف فبراير الحالي.
وبحسب بيان وزارة الصحة، تصل بعد أيام خمسة آلاف جرعة من لقاح سبوتنيك-في الروسي، بالإضافة إلى 37 ألف جرعة عبر منصة كوفاكس الدولية.
وأكد البيان أن “الحكومة الفلسطينية اشترت لقاحات استرازينيكا وستصل الى فلسطين أيضا خلال الفترة المقبلة”.
وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت الشهر الماضي أنها وقعت أربعة عقود للحصول على لقاحات بينها اللقاح الروسي، على أن يتم تسليمها بحلول شهرين وتشمل سبعين في المئة من السكان.
وعن تلقيح سكان قطاع غزة البالغ عددهم نحو مليون نسمة، أكد نائب مدير عام الرعاية الأولية في قطاع غزة مجدي ضهير حاجة القطاع إلى مليون ومئتي ألف جرعة من اللقاح.
وقال ضهير لفرانس برس “نتوقع وصول اللقاح إلى غزة منتصف الشهر الجاري”.
وبحسب ضهير “هناك أولويات سنعتمدها لتوزيع اللقاح حسب الكميات المتوفرة، سنبدأ بالطواقم الطبية وكبار السن والمرضى، حتى نصل إلى تطعيم 60 في المئة من السكان”.
وأكد أن حصول سكان القطاع الذي تديره حركة حماس الإسلامية، على اللقاح سيكون اختياريا ومجانيا.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال مدير عام ديوان وزيرة الصحة الفلسطينية علي عبد ربه لفرانس برس إن الفلسطينيين بحاجة إلى ستة ملايين جرعة من اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا، وهذا الرقم كاف لتلقيح 70 في المئة من السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف عبد ربه “هناك حوالى خمسة ملايين نسمة، ونحن بحاجة إلى جرعات كافية لحوالي ثلاثة ملايين ومئتي ألف نسمة” إذا تم استثناء الفئات العمرية الصغيرة.
ووفقا لبيان وزارة الصحة الفلسطينية، هناك “730 فرقة من الكوادر الطبية مجهزة للتطعيم وموزعة على مراكز وزارة الصحة، وستقوم بتطعيم الفئات المستهدفة مع وصول اللقاحات”.
وتقول الحكومة الفلسطينية إن أعداد الإصابات المسجلة بالفيروس في الأراضي الفلسطينية تشهد انخفاضا ملحوظا بسبب الإجراءات التي اتخذتها السلطة.
والاثنين، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوما قضى بتمديد حالة الطوارئ المعمول بها في الأراضي الفلسطينية منذ رصد أولى الإصابات بالفيروس في آمارس من العام الماضي، لمدة ثلاثين يوما.
وأعلن اشتية الاثنين استمرار العمل بإجراءات السلامة لأسبوعين آخرين، مع تواصل الإغلاقات الليلية والإغلاق الشامل يومي الجمعة والسبت.
وكانت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية وأطباء حثوا إسرائيل التي شرعت الشهر الماضي في حملة تطعيم طموحة تعتبر الأسرع والأكبر في العالم نسبة لعدد السكان، على مساعدة الفلسطينيين في الحصول على اللقاح ضد الفيروس.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية في العام 1967. وبحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش” فإن إسرائيل “ملزمة” بصفتها “قوة احتلال” “توفير” اللقاحات لنحو 2.8 مليون فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، ومليوني نسمة في قطاع غزة.
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للصحافيين الثلاثاء إنه “وافق” على إرسال شحنة صغيرة من اللقاح إلى الضفة الغربية.
وعزى نتانياهو هذه الخطوة إلى “اهتمام إسرائيل بعدم وجود عدد كبير من الاصابات هناك”.
وأضاف “لسنا نيوزيلندا ولا أستراليا (…) انضممنا إلى الفلسطينيين، إنهم يعملون هنا ويأتون إلى هنا”.

> أ.ف.ب

Related posts

Top