“السيبة” بحي السالمية بالدار البيضاء

تشتكي ساكنة حي السالمية، التابع لمقاطعة اسباتة بالدار البيضاء، من غياب الأمن، وانتشار بيع المخدرات، والسكر العلني، والسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض، واستعمال الكلاب الشرسة لتوقيف المارة في الشارع العام قبل انتشال ممتلكاتها.
وعاينت جريدة بيان اليوم، في زيارة لها للحي، نهاية الأسبوع الماضي، انتشار ترويج المخدرات، والاعتداء على المواطنين من طرف أشخاص يحملون السكاكين، والسيوف، والآلات الحادة، كما وقفت على تفاقم “السيبة” في ظل تكاثر ظاهرة السكر العلني بين أزقة ودروب السالمية التي تخلو من رجال الأمن ليل نهار.
وضاقت الساكنة ذرعا من الوضع الحالي في ظل الغياب شبه التام لدوريات الأمن، خصوصا في الفترات الليلية، مطالبة بضرورة الزيادة في عدد رجال الشرطة بالمنطقة، لاسيما وأن الحي يعرف وجود ساكنة كبيرة، كما أنه يستقبل يوميا العديد من الغرباء عن الحي، نظرا لوجود أكبر سوق لبيع أجزاء السيارات القديمة.
وقال سعيد (38 سنة) واحد من ساكنة الحي، إن ظاهرة الإجرام باتت في تزايد خلال الأشهر الأخيرة، نظرا للانفلات الأمني الكبير، وبالضبط أثناء الليل، مطالبا بضرورة إحداث دوريات ليلية للسهر على الأمن، والضرب بيد من حديد على مروجي المخدرات، واللصوص، وقطاع الطرق.
وأكد سعيد، في تصريح لجريدة بيان اليوم، أن الساكنة وجهت سلسلة من الشكايات في هذا الإطار، للسلطات المحلية، من أجل التدخل ووقف ما وصفه بـ”العبث” الذي تشهده السالمية، التي أصبحت نقطة سوداء على مستوى مقاطعة اسباتة بالعاصمة الاقتصادية. لكن نداءاتها ظلت صوتا أصما لا يرجعه صدى إدارة الأمن التي تفضل موقع المتفرج.
ويزور الحي بشكل يومي، الكثير من الأشخاص من ذوي السوابق القضائية، إما لاقتناء المخدرات، أو السرقة على متن الدراجات النارية، أو بيع أجزاء السيارات المسروقة والسمسرة فيها بسوق السالمية لأجزاء السيارات المستعملة.
وفي هذا السياق، تتوجه ساكنة السالمية يوميا لدائرة الأمن بالمنطقة، لتسجيل شكايات في موضوع السرقة، والاعتداء، والسكر العلني، والإخلال بالنظام العام بالاعتداء على الممتلكات الخاصة، والسب والشتم والقذف في حق الساكنة التي لم تعد تقوى على هكذا استفزازات، “إذ لا يمكن الحد منها إلا بوجود قوات الأمن” يقول سعيد.
ومن جهة أخرى، تعيش السالمية على وقع الفوضى، باحتلال الباعة المتجولين للشوارع الرئيسية، حيث توجد طوابير طويلة للعربات المجرورة يدويا، وبالدواب، مخصصة لبيع الخضر والفواكه، بالرغم من وجود سوق نموذجي بالحي.
ويقض هذا السوق الشعبي العشوائي بالحي، مضجع الساكنة، التي تطالب بتدخل السلطات العمومية لتحرير الملك العمومي، على اعتباره مصدرا لتفريخ اللصوص، والعصابات التي تنشب فيما بينها الكثير من المعارك الدموية بين الفينة والأخرى، تستعمل فيها الأسلحة البيضاء الحادة، ناهيك عما يخلفه من نفايات تتراكم لتنفث روائح كريهة تزكم أنوف ساكنة السالمية.
ولاحظت بيان اليوم وجود تراخ في ضبط إيقاع الحجر الصحي الليلي، الذي سنته الحكومة للحد من تفشي جائحة فيروس كورونا، حيث تسمح سلطات الحي لمحلات البقالة والمقاهي بالاشتغال بعد الساعة الحادية عشرة ليلا، وهو ما يساهم في خلق الفوضى بالحي، على حد تعبير الكثير من الساكنة التي تواصلت الجريدة معها.
فهلا تحركت ولاية أمن الدار البيضاء لوضع حد لـ”السيبة” في السالمية؟

< يوسف الخيدر

Related posts

Top