السيبة بملعب الداخلة

مشاهد مروعة، صور صادمة، حالات خطيرة، تلك هي ملخص الأحداث اللارياضية، التي عرفتها مقابلة مولودية الداخلة ضد الاتحاد الرياضي القاسمي، برسم الدورة الواحدة والعشرين من بطولة القسم الأول هواة.
أحداث مؤسفة، كنا نعتقد أنه لم يعد لها مكان بخريطة كرة القدم الوطنية، بعد التطور الذي عرفته في السنوات الأخيرة، والجهود التي بذلت من أجل إرساء ممارسة رياضية سليمة، من حيث إصلاح الملاعب، الزيادة في دعم الفرق من الناحية المالية، فرض مجموعة من التغييرات على هياكل الفرق، حتى تصبح قادرة على مواكبة الإستراتيجية العامة للجامعة، وغيرها من الإجراءات والتدابير الهادفة إلى قطع خطوات مهمة على درب الإصلاح المطلوب.
إلا أن ما شهدته مقابلة مولودية الداخلة ضد الاتحاد القاسمي، ليس منعزلا، فأغلب الفرق التي تزور هذا الملعب، تعاني من مضايقات ومعاملات غير رياضية، تصل أحيانا إلى الاعتداءات الجسدية، كما حدث خلال المباراة المذكورة.
أظهرت الصور حجم الإصابات البليغة التي لحقت بلاعبي الفريق الزائر، كما بينت لقطات الفيديو الصعوبة التي وجدها رجال الأمن في السعي للحد من هذه الأحداث، ومحاولة حماية اللاعبين القاسميين، بعد نهاية المباراة، أمام باب مستودع الملابس، حيث كان يختبئ الزوار مخافة من التعرض للاعتداء.
إنه سلوك غير مقبول تماما، ولا يمكن التسامح معه، تحت أي مبرر وأي ذريعة من الذرائع، التي لا يمكن بأي شكل من الأشكال السماح بها، خاصة وأن هناك معطيات وشهادات صادمة من عين المكان، تؤكد أن هناك أشخاص من المحسوبين على الفريق، هم من يتحملون عادة المسؤولية، في اندلاع شرارة الأحداث، وليست هذه المرة الأولى التي تتم فيها الإشارة إلى ثلاثة أو أربعة أشخاص، لا علاقة لهم لا بالطاقم التقني ولا باللاعبين، ولا حتى بالمكتب المشير، غالبا ما يكونون وراء اندلاع الأحداث.
إلا أن الصور الذي ظهرت بعد المباراة الأخيرة، بينت بوضوح مشاركة بعض لاعبي مولودية الداخلة في هذه الأحداث، وكيف وجد رجال الأمن صعوبة في ردعهم، في غياب مسؤولي الفريق المحلي، المفروض فيهم التدخل أيضا لحماية الزوار، ووضع حد للأحداث وتطويقها.
حسب رئيس عصبة الهواة جمال السنوسي في تصريح خاص بـ (راديو مارس)، فإن تحقيقا فتح بناء على تقارير كل من الحكم ومندوب المباراة، وجهات أخرى، من أجل الوقوف على كل الملابسات، ومعرفة كافة المعطيات، وكل الأسباب والمسببات، ومن يتحمل المسؤولية كاملة في اندلاع هذه الأحداث المؤسفة، ومن تم اتخاذ أقصى العقوبات في حق الجهة المذنبة.
ننتظر قرارات العصبة والجامعة واللجان القضائية في هذه النازلة، وأن تكون هذه القرارات والعقوبات في مستوى خطورة المشاهد المروعة التي عرفتها نهاية مقابلة ملعب الداخلة، من أجل عدم تكرارها في أي ملعب من ملاعبنا، بكل المدن المغربية، كيفما كانت الجهة التي تنتمي لها، بدون أية انتقائية، أو اعتبارات أخرى.

>محمد الروحلي

Related posts

Top