الصيد بالصقور في موسم مولاي عبد الله أمغار

رئيس جمعية الشرفاء القواسم لبيان اليوم: الصقر بالبيت مثل الابن وبتنا نتعرض للقرصنة

يشكل صقارة القواسم أحد أعمدة الموسم الثقافي الكبير مولاي عبد الله، لما لهم من لمسة خاصة ومتفردة خاصة على هذه الدورة الجديدة التي تنظمها جماعة مولاي عبد الله تحت شعار التجديد.

ويعد موسم مولاي عبد الله أمغار مناسبة لتكريم الصقارين السابقين في القواسم الذين يعود لهم الفضل في الحفاظ على هذا التراث العريق وضمان استمراريته.

 ويعتبر موسم مولاي عبد الله الذي يتم الاحتفال به منذ مئات السنين، أحد التظاهرات الدينية والثقافية الأكثر جاذبية وثراء في المملكة، وينظم من طرف قبائل دكالة احتفاء بالولي الصالح مولاي عبد الله أمغار في الجماعة القروية مولاي عبد الله، التي تقع بين الجديدة وسيدي بوزيد.

 وتكون هذه التظاهرة السنوية، مناسبة للاحتفال بالصقارة في إقليم الجديدة، يتم خلالها إبراز المظاهر الأخرى لهذا التراث، وخاصة المعرفة في مجال آلات الصيد، والملابس التقليدية، والموسيقى، والغناء، والرقص، وفن الطبخ، ومدى انخراط الصقارين القواسم الأصليين في إعادة كتابة تاريخ قديم وجميل، تاريخ تراث يتعين على الأجيال الجديدة أن تعرفه وتفخر به، وهو حلقة مهمة في حضارتنا، تمكنت قبيلة القواسم من الحفاظ عليه على الرغم من كل الإكراهات ومخاطر النسيان.

 وفي هذا الصدد، قال رئيس جمعية الشرفاء القواسم للصيد بالصقر سيدي بنور، عبد العزيز اسماعيل، إن شيوخ قبيلة القواسم هم من حافظوا على هذا التراث، مشيرا إلى أنه من الصعب الحفاظ عليه بدون دخل مادي، إذ يتطلب مصاريف ووقت، مستطردا: “نحن لم نستطع الاستغناء عنه”.

 واستنكر اسماعيل في تصريح لجريدة بيان اليوم، تعرضهم للقرصنة، موضحا أنه أصبح أشخاص يمثلون الصيد بالصقور في مناسبات عدة، إلا أنهم لا علاقة لهم بالقواسم، معتبرا أن الأصليين الذين يملكون الوثائق والرخص لا يظهرون أبدا.

 وأضاف المتحدث نفسه أن الأصل والوثائق لدى القواسم، مشيرا إلى أن موسم مولاي عبد الله في هذه الدورة يعرف وجود ست خيمات خاصة بالصقور، مبرزا أنه قبل 10 سنوات كانت هناك خيمتان فقط، الأولى خاصة بأولاد فرج والثانية بولاد عمران، مشددا على أنهما هما الأصليان والباقي دخلاء.

 وأكد عبد العزيز اسماعيل على أن تربية الصقر لا تشكل أي خطورة على الأسرة، موضحا أنه “هواية مثله مثل الخيل والكلاب السلوقية، ارتبط به الأجداد وصار يجري في دمهم، موروث ضروري، يجب بالضرورة أن يكون الطير في المنزل مثله مثل الابن”.

 وأوضح المتحدث عينه، أن الوقت يشكل أبرز المشاكل في تربية وتدريب الصقور، مشددا على أن التدريب والتعامل والمعالجة من المرض يحتاجون وقتا وخبرة كبيرين، “فمن ليس بصقار بمجرد أن يمرض الصقر سيظل يشاهده إلى أن يموت، لن يعرف كيف يعالجه…”.

 وأكد عبد العزيز أن الصقر من الطيور المهددة بالانقراض، مشيرا إلى أن المجال أضحى يعرف الكثير من الدخلاء الذين لا يعدو أن يكون همهم بيعه وتدريبه.

وقال عبد العزيز إن الصيد بالصقور انتشر عند القواسم قبل الخليجيين، مشيرا إلى أن الخليج يمتلكون إمكانيات وطوروا الهواية، ولديهم حب الصقور، طوروه فأصبح معروفا على الصعيد الدولي.

ودعا عبد العزيز وزارة الثقافة إلى الاهتمام بهذه الثقافة، وأساسا أصحابها الأصليين، مستنكرا تعامل المسؤولين مع أشخاص لا علاقة لهم بالقواسم ولا الصيد بالصقور: “هذا ظلم… وزارة الثقافة التي يجدر بها أن تحمي هذا التراث، تتعامل مع البزناسة”.

عبد الصمد ادنيدن/ الجديدة

Top