العالم سيبلغ 8 مليارات نسمة في 15 نوفمبر المقبل

من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 8 مليارات نسمة في 15 نونبر القادم، وذلك وفقا للتوقعات السكانية العالمية لعام 2022، التي أصدرتها إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة اليوم.

واعتبر المكتب الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان للمنطقة العربية، في بلاغ صحفي توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن الوصول إلى هذه العلامة الفارقة هو مدعاة للاحتفال، لكن في الوقت ذاته يعد بمثابة نداء واضح للإنسانية لإيجاد حلول للتحديات الخطيرة التي تواجهها؛ فالقضايا الحاسمة التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالأجيال الحالية والمستقبلية، مثل تغير المناخ والنزاعات وكوفيد 19، تؤثر على نحو غير متكافئ على الفئات الأكثر استضعافا وتهميشا. ويلفت البلاغ إلى أنه، حتى الآن، لا يزال الملايين يعيشون في فقر ويعانون من الجوع وسوء التغذية، ولا يحصلون على الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية، ولا يستطيعون استكمال تعليمهم الابتدائي والثانوي عالي الجودة. ولا تزال النساء على مستوى العالم محرومات من الحق الأساسي في اتخاذ قرارات بشأن أجسادهن ومستقبلهن، إذ يشهد العالم تراجعا مثيرا للقلق فيما يتعلق بالتقدم المحرز في مجال حقوق المرأة في العديد من البلدان.

واعتبر البلاغ أنه على الرغم من هذه التحديات، إلا أن بلوغ ساكنة العالم رقم 8 مليارات نسمة “ما هي إلا قصة انتصار ونجاح”. لأن ذلك يعني تحقيق نسبة من أهداف الحد من مستويات الفقر، وتقدما ملحوظا في الرعاية الصحية، بما أدى جزئيا إلى زيادة متوسط العمر المتوقع وتراجع معدلات وفيات الرضع والأمهات.

آسيا وإفريقيا أكبر المساهمين في النمو السكاني

وحسب التوقعات السكانية في العالم لعام 2022، فإنه من المنتظر أن يصل عدد سكان العالم إلى ذروة تبلغ حوالي 10.4 مليار شخص خلال ثمانينيات القرن العشرين وأن يظلوا عند هذا المستوى حتى عام 2100.

وقد استغرق الأمر حوالي 12 عاما للنمو من 7 إلى 8 مليارات، وهو الوقت ذاته تقريبا الذي استغرقه للنمو من 6 إلى 7 مليارات. ومن المتوقع أن يستغرق المليار القادم ما يقرب من 14.5 عاما (2037).

ونصف عدد سكان العالم الذي من المقرر أن يبلغ 8 مليارات نسمة هو نتيجة للتوسع الديموغرافي في آسيا. وقدمت إفريقيا ثاني أكبر مساهمة (ما يقرب من 400 مليون نسمة). وبتفصيل أكثر، فإن 10 بلدان ساهمت في أكثر من نصف النمو السكاني الذي أدى إلى الزيادة من 7 إلى 8 مليارات نسمة. وكانت الهند أكبر مساهم حتى الآن، تليها الصين ونيجيريا.

ومن المتوقع أن تدفع آسيا وإفريقيا النمو السكاني للوصول إلى 9 مليارات نسمة في عام 2037.

ويعيش ما يقرب من ثلثي سكان العالم اليوم في بلدان ومناطق يقل فيها معدل الخصوبة عن 2.1 طفل لكل امرأة (تعرف أيضا باسم معدل الإحلال). وتتزايد نسبة السكان في سن العمل (بين 25 و64 سنة) في كثير من البلدان النامية.

وبلغ متوسط العمر المتوقع عند الولادة 72.8 عاما في عام 2019، وهو تحسن بنحو 9 سنوات منذ عام 1990. ولكن في 2021، تراجع متوسط العمر المتوقع لأقل البلدان نموا عن المتوسط العالمي 7 سنوات.

البشر هم الحل وليسوا المشكلة

وقالت الدكتورة نتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، إن الوصول إلى هذا العدد هو بمثابة “علامة فارقة”، مؤكدة “إنها قصة نجاح وليست سيناريو لنهاية العالم. فعالمنا رغم التحديات التي يواجهها، هو عالم يحظى بارتفاع نسب الأفراد الذين يحصلون على تعليم والذين يتمتعون بصحة أفضل أكثر من أي وقت مضى على مر التاريخ”. وأضافت إن “التركيز فقط على عدد السكان ومعدلات النمو يؤدي في كثير من الأحيان إلى اتخاذ تدابير قسرية يكون لها نتائج عكسية وإلى تقويض حقوق الإنسان. ففي واقع الأمر، إن الأشخاص والسكان هم الحل وليسوا المشكلة. إذ تظهر التجارب أن الاستثمار في الشعوب وفي حقوقهم وخياراتهم، هو السبيل إلى بناء مجتمعات يسودها الرخاء وتنعم بالسلام والاستدامة”.

ومع اقتراب شهر نونبر 2022، سيعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع شركائه من أجل تسخير طاقات وقدرات 8 مليارات نسمة، باعتبار ذلك جزء من مهمة تحقيق أهداف برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية في عام 1994. فبحماية حقوق وخيارات الشعوب كافة للتمتع بحياة صحية يتوافر بها التمكين للجميع على نحو عادل، تمتلك الإنسانية المفتاح لإطلاق العنان لإمكانات الأشخاص غير المحدودة في جميع أنحاء العالم لمواجهة التحديات التي تهدد مجتمعاتهم ومعالجة المشاكل العالمية التي تعرض البشرية للخطر، بحيث يتوجب تكثيف جهود التضامن والعمل على التصدي للفقر والتمييز والعنف والإقصاء وغيرها من العوائق التي تحرم الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم من حقوقهم وخياراتهم وتحول دون تمتعهم بها.

ولأجل ذلك، دعا البلاغ إلى تحفيز الرؤية والعمل على حد سواء، داعيا الحكومات إلى سن سياسات سكانية تتمحور حول الشعوب والأفراد وتكون الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية في صميمها. وحث القطاع الخاص على تطوير حلول مبتكرة والاستفادة من قوة الابتكار والتكنولوجيا لما فيه خير العالم. كما أشار إلى دور الفنانين والمبدعين في جميع أنحاء العالم الذي يمكنهم تسخير إبداعهم وموهبتهم لبلورة أفكار ملهمة ومساعدة على تخيل المستقبل الواعد الذي يحمله لنا عالم يسكنه 8 مليارات نسمة.

  • سميرة الشناوي

Related posts

Top