العمران يلتزم بتحفيز الابتكار والبحث في قطاع البناء

في مبادرة تعلن الانخراط في تنفيذ الاستراتيجية المغربية للنجاعة الطاقية، وقع الرئيس المدير العام لمجموعة العمران بدر الكانوني، والمدير العام لمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، بدر إيكن، على اتفاقية إطار بين المؤسستين تهدف إلى إقامة شراكة مؤسساتية في مجال مواد البناء المستدام بما يؤدي إلى تحسين مفهوم المباني المحققة للنجاعة الطاقية، من خلال تطوير تقنيات جديدة للتصميم يعتمد على الخصوصيات المناخية الطبيعية، سيتم تطبيقها سواء بالنسبة للسكن الاجتماعي أو سكن الطبقة المتوسطة.
وقال المدير العام، في كلمة ألقاها خلال مراسيم توقيع هذه الاتفاقية، مساء أول أمس الأربعاء، بالمقر المركزي للمجموعة بالرباط، “إنه بتوقيع هذه الاتفاقية تدشن المؤسستان لمرحلة جديدة في مسلسل التعبئة لأجل التنمية المستدامة، تنبني على البحث والابتكار، خاصة وأن الطرفين سيعملان، بموجب هذه الاتفاقية، على إحداث مدرسة للتكوين في مهن البناء يتم عبرها تقوية قدرات الفاعلين في جميع التخصصات المتعلقة بالطاقة المتجددة والنجاعة الطاقية ومواد البناء”.
وأوضح أن الاتفاقية ستمكن عمليا من تسريع مسار البحث والتطوير في قطاع البناء المستدام وأساسا التي تخدم مسألة الحد من استهلاك الطاقة، حيث سيعمل الطرفان على تطوير البحث بشكل خاص بالنسبة لمواد البناء المستدامة وتقنيات التخطيط والتصميم والبناء، بحيث يتم تطبيق تقنيات جديدة للتصميم المعتمد على الخصوصيات المناخية الطبيعية التي تتيحها بعض مواد وتقنيات البناء وعزل المباني التي تطبق في مجال السكن الاجتماعي وسكن الطبقة المتوسطة.
وأضاف أن المؤسستين ستحرصان، بموجب هذا الاتفاق، على دعم الشركات الناشئة التي يتمحور نشاطها الرئيسي في تثمين المواد وأساليب البناء المستدامة وتقنيات التصميم والتهيئة الجديدة والمبتكرة، وذلك عبر تقديم الدعم من حيث الإقامة والاستشارة والتمويل، خلال المراحل الأولى من حياة هذه الشركات التي يرتبط نشاطها بشكل مباشر أو غير مباشر بمهن مجموعة العمران، وكذا من خلال طرح طلبات عروض تهم هذا النوع من المشاريع.
من جهته، شدد بدر إيكن، المدير العام لمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة،على أهمية اعتماد الطاقات المتجددة في البناء الذي يعد أحد أكبر مستهلكي الطاقة الأولية بنسبة تصل إلى 36 في المائة، على اعتبار أن ابتكار تقنيات جديدة وتطوير أساليب البناء من شأنه أن يساهم في تخفيض فاتورة الطاقة، حيث يتجاوز الاعتماد الوطني على الطاقات الأولية نسبة 93 في المائة.
وأوضح أن هذه التقنيات المبتكرة والحلول الجديدة في مجال البناء ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار تنوع المناخ بين مختلف أقاليم المملكة، مؤكدا أن وضع أرضية للبحث والتطوير في مجال البناء يعد تحديا كبيرا، لكن بفضل مضامين هذا الاتفاق سيتم العمل بشكل حثيث على التغلب عليها والمساهمة في تطوير حلول مبتكرة لتحقيق البناء الأخضر، الذي يعتمد بالأخص على استعمال الطاقات المتجددة سواء في الإنارة أو التدفئة أو غيرها.
ولم يفت بدر إيكن، أن يشير إلى الدينامية التي أطلقها المغرب في مجال البناء، عبر إقامة مدن جديدة من أجل تلبية احتياجات المواطنات والمواطنين في مجال السكن، وهي الدينامية التي تمثل، حسب تعبيره، فرصة لتطوير تكنولوجيات جديدة، لاسيما في ما يتعلق باستخدام الطاقة الشمسية والنجاعة الطاقية، وإدماج الحلول التي تتلاءم مع خصوصيات مناخ كل منطقة داخل المملكة.
ويشار إلى أنه بموجب هذه الاتفاقية المبرمة بين مجموعة العمران ومعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، ستتم تجربة حلول وتقنيات جديدة للتهيئة القابلة للتطبيق في الأحياء الإيكولوجية والمجالات المستدامة، من خلال إقامة منصة للاختبار في الهواء الطلق، تتيح عرض الحلول التكنولوجية الجديدة في قطاع التنمية المستدامة والبناء الأخضر، بما يمكن المؤسستين من تقييم الحلول المبتكرة القابلة للتطبيق.

> فنن العفاني

Related posts

Top