الكويت بين إنجازات الشيخ صباح وتطلعات الشيخ نواف

لاشك أن سفينة الكويت استطاعت طوال العقود الماضية اجتياز العديد من الأمواج العاتية والوصول إلى بر الأمان بفضل السياسة الحكيمة للزعماء الذين تعاقبوا على حكم البلاد، فمن ربان إلى آخر كانت الدفة دائما بيد «نوخذة» ماهر، وها هي تمخر عباب البحر لتمضي قدما نحو مرافئ التقدم والازدهار، فقد قادها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد – رحمه الله – منذ توليه مقاليد الحكم عام 2006م نحو التنمية الشاملة حتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى يوم 29 سبتمبر 2020م. وقد توجت هذه المسيرة بألقاب سامية ديبلوماسية وإنسانية، من قبل أكبر منظمة عالمية أممية سنة 2014م، ولقب ب «قائد العمل الإنساني» بامتياز، حيث كان شديد الحرص على إيصال المساعدات الإنسانية لأكثر الدول المتضررة.
فكان سببا لقيادة الكويت لتوصف هي أيضا ب «مركز العمل الإنساني» تقديرا من المنظمة الدولية للمجهودات الكبرى والخدمات التي قدمتها الكويت تحت قيادته في إطار مجالات مد العون للإنسانية، كما أدار – رحمه الله- مسلسل المسيرة التنموية الكويتية الشاملة نحو بر النجاح، بكل حنكة واقتدار، وعمل جاهدا لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي من خلال نظرة ورؤية بعيدة المدى، عرفت برؤية 2035.
وبرحيله – رحمه الله – خلف تركة من المشاريع التنموية الحضارية الرائدة، وهي تسلك طريق الإنجاز، ويخلف قائدا ملهما مشبعا بالتجارب الداخلية والدولية، السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد – حفظه الله ورعاه.
ومع هذا العهد الجديد، سيستكمل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، المسيرة ليكون خير خلف لخير سلف، شاقا طريقه لإكمال المشاريع التنموية، ومضيفا إليها من طموحاته وتطلعاته ما يقتضيه الإصلاح السياسي من ترسيخ الديموقراطية وتعزيز العدالة الاجتماعية والتوازن الاقتصادي وعدم الانحياز في علاقات الكويت الخارجية، والقضاء على الفساد، ومراجعة خلل التركيبة السكانية.
ونحن على يقين بأن دولة الإنسانية، وقيادة العمل الإنساني الكويتي ستستمر في عهد صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، لتظل الكويت كما عرفها العالم وعهدها.
ولدينا ثقة مطلقة بأن مشاريع الطموح الديموقراطي والسياسي، والنهضة الوطنية الشاملة وما يواكبها من مشاريع دولية منفتحة شرقا وغربا، ستستمر وبانطلاقة جديدة ببصمات صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وبرؤيته الجديدة الملائمة لعهده الجديد، يدعمه في ذلك سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد «العضيد» و«السند» والذي سيكون كما عهدنا القادة الكويتيين دائما الذراع اليمنى لسمو الأمير، ونثق في أن الشعب الكويتي الذي تربى على الوفاء بالعهد لم ولن يتردد في الوقوف صفا واحدا وراء سمو الشيخ نواف الأحمد، ممتثلا لأوامره ومقتفيا تعليماته السامية لتبقى راية الوطن خفاقة في سماء الازدهار.

Related posts

Top