المغاربة يحتفلون اليوم بالذكرى التاسعة عشرة لعيد العرش

تحل، يومه الاثنين، الذكرى التاسعة عشرة لعيد العرش الذي يشكل محطة حافلة بالدلالات والحمولات التاريخية الوازنة، ومناسبة لجرد الحصيلة ورسم الآفاق.
ولعيد العرش، من حيث هو احتفال وطني له دلالات سياسية ودينية واجتماعية عميقة، خصوصيات مغربية تتجلى في طريقة الاحتفال التي تركز على المظاهر الحضارية والتاريخية بكل تجلياتها.
في هذه المناسبة تكتسي كل مدن المغرب وأقاليمه حلة جديدة يعبر سكانها عن فرحتهم وتعلقهم بملكهم، ويتطلعون إلى جديد ما يتخذه جلالته من قرارات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وتنموية لفائدتهم.
فعيد العرش، كاحتفال سنوي لتجديد روابط البيعة بين الملك والشعب، يوليه المغاربة، سنويا، سواء داخل المملكة أو في الخارج، اهتماما كبيرا لبعده الرمزي الوطني، ولكونه يعد مناسبة وطنية ذات أبعاد سياسية عميقة يجدد فيها الشعب المغربي الولاء لملك البلاد باحترام وتقدير كبيرين، وينتظر فيها هذا الشعب، عبر الخطاب الملكي، الإشارات التي تحدد معالم العمل المستقبلي لمواصلة مسيرة التنمية ومسلسل الإصلاح الديمقراطي والسياسي.
ذلك أنه، في غمرة الاحتفال بهذه الذكرى الوطنية، لا يسترجع المغاربة أهم النضالات والملاحم الجهادية الخالدة التي خاضها العرش، جنبا إلى جنبا، مع أبناء الشعب المغربي، فحسب، بل يتطلعون لتمتين صرح مغرب الحرية والانفتاح والتقدم بجميع أوجهه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ما من شك في أن من أبرز نتائج هذه المجهودات الدؤوبة التي انخرط فيها المغاربة النجاح في مكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار الضروريين لتحقيق نسب تنمية مشرفة إلى جانب تطوير مجالات تألق تعد رافعة للاقتصاد الوطني. فكثيرة هي المشاريع الكبرى المهيكلة التي أطلقها جلالة الملك، وكرست ريادة المغرب في عدة مجالات مثل الطاقة المتجددة وصناعة السيارات، ناهيك عن دور جلالة الملك الكبير في عودة المغرب لحضنه الإفريقي وما يعني ذلك من مكاسب آنية ومستقبلية.
إن تاريخ الثلاثين يوليوز من كل سنة يعد، في الآن ذاته، مناسبة وطنية لاستحضار كل هذه المكاسب، وفرصة للوقوف، ملكا وشعبا، في لحظة تأمل، عندما تم تحقيقه وما يتعين القيام به لبناء مغرب مزدهر ينعم فيه الجميع بثمار التنمية وبالكرامة والديمقراطية.
هي إذن مناسبة لاستحضار المنجزات الكبرى التي عرفها المغرب في عهد محمد السادس، والتحولات على امتداد التسعة عشرة سنة الماضية والتي جعلت المملكة ورشا كبيرا مفتوحا، ومناسبة أيضا، لاستشراف مستقبل الإصلاحات والمبادرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي سيتم إطلاقها تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، في مغرب تمكن بنجاح من أن يزاوج بين الحداثة والأصالة وأضحى اليوم نموذجا يحتذى به في عدة قطاعات.

> مصطفى السالكي

Related posts

Top