الهاكا في مهمة للاستطلاع وتبادل الخبرات لدى وسائل الإعلام الكندية

أجرى مؤخراً وفد من الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، مؤلف من المدير العام، ومدير الدراسات القانونية ومدير الشؤون الإدارية والمالية، سلسلة من الزيارات الاستطلاعية لمختلف المؤسسات الإعلامية الكندية، حيث قام بمحادثات وتبادلات مع مسؤولي ومدراء هذه المؤسسات.

وعقب اجتماعات متتالية عقدت بمونتريال، اجتمع المسؤولون الثلاث، في مقر الإذاعة العمومية، إذاعة كندا “الفرنكوفونية” / هيئة الإذاعة والتلفزيون الكندية “الناطقة بالانجليزية”، بجان فرانسوا المسؤول عن إعداد شبكة البرامج، وباتريك مونيت، مدير الأرشيف، وغيلين أوفاريل مديرة الاتصالات والتسويق، و ريجان لافرانس، رئيس الاتصالات والشؤون الاستراتيجية، و كريستيان أسيلين، المديرة الدائمة للبرامج المتعددة الوسائط ، والقناة التلفزية تو” Tou.tv”  والقنوات التلفزية عبر الانترنيت، وآن ماري ميغنولت، مديرة الشؤون التنظيمية.

وأثناء هذا اللقاء، الذي جمع بين البعثة المغربية ومختلف المسؤولين الكنديين، والذي نظمه غي كيريون، مدير سابق للبرامج التلفزية والاذاعية بكندا، وحاليا مستشار التدبير والتخطيط الاستراتيجي، ناقش جمال الدين الناجي، و العروسي، و الضريس عدة إشكاليات قد تكون من وجهة نظر المسؤولين الكنديين إما مواضيع مهيكلة لمهامهم المختلفة، أو تحديات مستقبلية يمعنون التفكير حولها ويستعدون لمواجهتها من خلال تدابير استباقية تهم خاصة: 

> احترام مختلف الالتزامات الخاصة بالبرمجة في نطاق إعداد شبكة البرامج، مع إعمال مبدأ التوازن في التنوع والأخلاقيات؛

> التشاور مع مجلس الإذاعة والتلفزة والاتصالات الكندية (مقنن فدرالي) حول تجديد الرخص، الذي يعد التزاما ضروريا يتجوب على الخدمات العمومية احترامه، خاصة فيما يتعلق بالأخبار والبرامج الوثائقية والرياضية؛

> مقاربات ومفاهيم خاصة بالجودة؛

> إشكاليات حفظ وتدبير الأرشيف السمعي البصري، الحفاظ عليه وتنميته، وإنتاج مضامين جديدة، وكذا ضمان سياق تنظيمي في خدمة مختلف البنيات التقنية والتدبيرية والمالية؛

> الحكامة الداخلية، الاتصال الداخلي والخارجي ولا سيما الرقمي، والشبكة الالكترونية الداخلية والويب، والتواصل المؤسساتي والتواصل في حالات الأزمات، ووسائل الاتصال الاجتماعي، وتدبير وتثمين صورة المؤسسة؛ 

> برمجة وإنتاج وتحويل المضامين واتجاهات السوق العالمية والقيود الكامنة في تجزئة الجماهير وتنوع الشاشات والوسائط والنظم الضريبية والالتزامات والحتميات لتعزيز الإنتاج الوطني، الذي يواجه تضاعف الوسائط، والمنافسة الدولية للمحتوى المستقل عن المشغل، والمنافسة، وحقوق التأليف والنشر، والمشاريع التنموية والتوجهات على مستوى العالم؛

> التشاور مع الحكومة والمقنن حول الالتزامات المتعلقة بالتنوع والإشكاليات المرتبطة بحقوق النشر وحماية المعطيات الخاصة، فضلا عن المنافسة مع متعهدي الاتصال السمعي البصري الدوليين، ولا سيما داخل شبكة الانترنيت، والعوائق المتعلقة بحق الوصول إلى المعلومة المؤسساتية. 

استفادت الهيأة العليا، خلال زيارة مطولة أجرتها بهدف الاطلاع على البرامج الخاصة بالأطفال والجمهور الناشئ، من عروض غنية وشاملة قدمتها التلفزة الفرنكوفونية بأونتاريو، الكامن مقرها بتورونتو، التي تعد أكبر مدن كندا الناطقة باللغة الانجليزية (مقاطعة أونتاريو). 

كما أجرى الوفد المغربي، في الثاني من نونبر بتورونتو، محادثات مع نائب رئيس “شركة التلفزة الفرنكوفونية الكندية” والمسؤول عن التكنولوجيا والتطوير، وميشيل ترومبلاي، نائب الرئيس المكلف باستراتيجية الشركات، حول نمط عمل هذه الشركة من حيث التنظيم والميزانية “يعتبر الساهرون على إدارة القناة هذه الأخيرة شركة عمومية ناشئة”. ويتم تمويل التلفزة العمومية بأونتاريو من طرف الدولة، من أجل إعداد برامج تستهدف الجمهور الناشئ، حيث ابتكرت هذه الشركة تكنولوجيا جديدة في مجال إنتاج المضامين التي يتم بثها على المستوى الدولي. وبحكم الترددات التي تتوفر عليها، تتخلى الشركة على هذه التكنولوجيا وتنتقل بصفة نهائية إلى البث عبر الساتل والانترنيت.

كما تناول الوفد إشكاليات/إمكانيات تطور مضامين القطاع العمومي الخاصة بالشباب، وهي مضامين ذات تكلفة تنافسية ومغرية، تهم مختلف الوسائل والشاشات، مقارنة بالمنافسة الدولية، إضافة إلى نموذج العمل والتوجهات التي تفرضها السوق. 

وأثناء المحادثات التي أجريت مع إذاعة كندا وشركة التلفزة الفرنكوفونية بأونتاريو، قام وفد الهاكا بتزويد هاتين المحطتين بمعلومات حول السياق المغربي وأهم إنجازات المملكة المحرزة في هذا المجال، فضلا عن التحديات التي تواجهها وعلاقات التعاون والتبادل التي تربطها بمختلف الدول. وقام المسؤولون المغاربة الثلاث أيضا بزيارة مرافق وقاعات تقنية بكلتا المحطتين: الاستوديوهات والبلاتوهات والمباني والأرشيف والإدارة التقنية….    

وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أن وفد الهاكا التقى في الفاتح من نونبر، أي خلال اليوم السابق لهذه الزيارة، بنائب رئيس أكبر منشأة إعلامية فرنكوفونية بأمريكا الشمالية، شركة كيبيكير “التي تشمل التلفزات والإذاعات ومنشورات الصحافة المقروءة والصحف اليومية وكذا المجلات والصحافة الالكترونية والشبكات…”، بغرض التزود بمعلومات حول نموذج التنظيم متعدد الوسائط الخاص بهذه الشركة والاستراتيجيات الكبرى التي تعتمدها فيما يتعلق بمختلف الوسائط والجماهير “حسب زمن تجزئة الجماهير المستهدفة”، وكذا نماذج العمل واستراتيجيات المنافسة مع عمالقة الأنترنيت الأربعة (غوغل وأمازون وفايسبوك وآبل) والمحتوى المستقل عن المشغِّل (OTT)، ولا سيما في بيئة تأخذ فيها الولايات المتحدة الأمريكية حصة الأسد.

Related posts

Top