انتقادات واسعة لظاهرة “البيزوطاج” بعد اعتداء شنيع على طالبتين بالرباط

أثارت ظاهرة “البيزوطاج” التي تشهدها عدد من المدارس والمعاهد العليا بداية كل موسم دراسي، موجة من الانتقادات عقب تعرض طالبتين بالمدرسة العليا للمعادن بالرباط، الأربعاء الماضي، لاعتداء شنيع تحت غطاء ما يسمى “البيزوطاج”، وما صاحب الاعتداء من وابل من السب والشتم والقذف والرشق بمواد مختلفة والركل والرفس من طرف بعض الطلبة والطالبات، كما تظهر أشرطة فيديو حصلت عليها جريدة بيان اليوم.
وفي هذا الصدد، أكد مصدر مقرب من الضحيتين لجريدة بيان اليوم، أن هذا الاعتداء سبقه عدد من المضايقات منذ أول يوم ولجت فيه الطالبة الضحية المؤسسة، مضيفا أنه تحول فيما بعد إلى تصرفات وأفعال مشينة لا يمكن تقبلها، ليتم اللجوء إلى مكتب الطلبة وتوقيع تعهد بعدم المساس بها أو إشراكها بهذا التقليد شريطة ألا تنخرط الطالبة بالأنشطة الموازية المقامة بالمدرسة، وهو الأمر الذي وافقت عليه، حسب ما أكده المصدر عينه.
وقال المصدر ذاته، إن “الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ أنه في يوم الحادث تم الاعتداء مجددا على الطالبة، لتتصل بعدها بأختها، لتلتحق هذه الأخيرة بها بإدارة المؤسسة ليضعا شكاية هناك، لكن القضية ستتطور بشكل أكبر حيث بمجرد خروجهما من الإدارة تم رشقهما بالماء وتعرضهما لاعتداء عنيف بالركل والضرب والسب والشتم، ليتم نقلهما على وجه السرعة إلى  المستشفى وهما فاقدتان للوعي”، وهو الاعتداء الذي تم توثيقه بأشرطة فيديو، توصلت بيان اليوم بنسخ منها.
وتابع المصدر أن من قاموا بهذا الاعتداء فاقوا المائة شخص (طلبة وطالبات)، مشددا على أنهم حاولوا منع جميع وسائل النقل من نقل الضحيتين إلى المستشفى مدعين أنهما سارقتان، مضيفا أنه لو لم تحضر سيارة الإسعاف لكانت إحدى الأختين قد فارقت الحياة، مؤكدا أن الطالبتين ستسلكان جميع المساطر القانونية المتاحة ومنها وضع شكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط، الاثنين المقبل.
من جهته، قال أحد رواد موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن أخاه تعرض لاعتداء شنيع مماثل بالمؤسسة ذاتها، معتبرا أن “هذا النوع من البيزوطاج يجب أن يتم إيقافه والقطع معه بـENIM  وفي جميع مدارس المهندسين الأخرى”.
وتابع المتحدث نفسه أن الإدارة لا تستطيع السيطرة على بعض الطلبة الذين يشكلون نسبة قليلة ويسيؤون لسمعة المؤسسة، مؤكدا أنهم سيلجؤون للقضاء.
وفي تعليق له عن الواقعة، أوضح ناشط فيسبوكي أن “البيزوطاج” كما هو معروف في المدارس العسكرية وشبه العسكرية وبعض المدارس الخاصة من قبيل مدارس المهندسين يتضمن ممارسات تهدف إلى احترام الأكبر، مبرزا أن منها القيام ببعض الحركات والعمليات كالركض وأخذ “دوش بارد” في عز البرد والوقوف على رجل واحدة والمشي على اليدين والرجلين دون أي شتيمة وبكل احترام تام، مؤكدا أنه خاض تجربة مشابهة في أكاديمية مكناس العسكرية في إطار الخدمة العسكرية، مستنكرا ما تم توثيقه من ممارسات واعتداءات على طلبة خلال هذا الموسم الدراسي باسم البيزوطاج.

 عبدالصمد ادنيدن

Related posts

Top