بني ملال: مع قرب فصل الصيف.. ملامح انتعاش تدريجي في القطاع السياحي تلوح في الأفق

بعد موسم سياحي سيئ تميز بسلسلة إغلاقات وتراجع حاد في الوافدين، بسبب وباء كوفيد-19، بدأت فنادق بني ملال تعد العدة للموسم السياحي الجديد وكلها آمال في انتعاش تدريجي إثر التدابير الحكومية الأخيرة للتخفيف من إجراءات الحجر الصحي والتنقلات والعودة التدريجية للحركية الاقتصادية والتجارية في البلاد.
وما يزيد في مستوى التفاؤل السير الحسن للحملة الوطنية للتلقيح والتي تجاوزت يوم الثلاثاء الماضي أعداد الملقحين بشكل كامل (الجرعة الأولى والثانية) الخمسة ملايين و640 ألف شخص ثم توسع فئات الأشخاص الذين تم تطعيمهم، والمؤشرات المتفائلة بقرب فتح الحدود الجوية تدريجيا بعد تحسن الحالة الوبائية في العديد من الدول المصدرة للسياح، ناهيك عن منح علامة ”مرحبا بكم بأمان في المغرب” للعديد من الفنادق في المدينة.
وتستند هذه العلامة على نظام مرجعي صحي وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية ومنظمة السياحة العالمية التي تحدد الظروف الآمنة، للسياحة والإقامة السليمة من خلال توفير فضاءات تنتفي فيها أي مخاطر محتملة لوباء كوفيد-19.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أكد المندوب الإقليمي للسياحة ببني ملال، عبد الفتاح باودن، على أهمية الرهان على السياحة الداخلية في ضوء الإمكانات التي تزخر بها مدينة بني ملال والجهة ككل.
ويضيف أن ما يشجع على ذلك هو التدابير التخفيفية التي اعتمدتها السلطات بالنظر للوضع الوبائي الوطني السائر في التحسن وأيضا للوتيرة الجيدة للحملة الوطنية للتلقيح، ما سيتيح فرصا وإمكانيات للسياح الداخليين من أجل إعادة اكتشاف مواقع الجذب السياحي الوطني بعد أشهر من الإغلاقات والقيود بهدف الحد من انتشار الوباء.
وبدأت المؤسسات الفندقية الرئيسية في مدينة بني ملال، وغالبيتها ظلت مغلقة لشهور، استعداداتها لموسم الصيف من خلال وضع برامج خاصة لاستقطاب السياح، وذلك بمواكبة من المندوبية الإقليمية للسياحة التي تبذل جهودا في مجال الترويج لوجهة بني ملال وتقديم عروض مغرية.
وبحسب باودن، فإن منح علامة ”مرحبا بكم بأمان في المغرب” للعديد من المؤسسات الفندقية سيضمن استعادة النشاط السياحي بسرعة، وتجاوز الآثار الضارة الناجمة عن هذه الأزمة الصحية.
وأضاف أن دعم الدولة للقطاع والعاملين فيه والجهود التي بذلتها وزارة السياحة ستساهم بدون شك في إيجاد مخرج من هذه الأزمة القاتمة التي يمر منها القطاع في الوقت الراهن معربا عن يقينه بتحقيق تعافي مع موسم الصيف.
وأضاف أن المهنيين والمندوبية الإقليمية معبأة لدعم هذا الانتعاش المتوقع، ولاسيما مع رفع القيود الجوية التي ستسمح بعودة تدفقات السياح الأجانب وأفراد الجالية المغربية بالخارج.
وبالنسبة لأحمد سكاك، المسؤول التجاري بفندق شمس ببني ملال، فإن هناك آفاقا لحدوث انتعاش تدريجي في السياحة في المنطقة، لاسيما مع تخفيف الإجراءات الصحية وتوسيع الفئات المستهدفة من عملية التلقيح.
وقال إن نجاح عملية التلقيح على المستوى الوطني هو بالتأكيد بشرى سارة لقطاع السياحة المحلي الذي يعتمد أكثر على السياحة الداخلية.
ومن جانبها اعتبرت نزهة بوحميدي، مديرة مؤسسة فندقية في بني ملال، أن استئناف الأنشطة السياحية يعتمد على التزام المؤسسات الفندقية وقدرتها على توفير ظروف صحية لاستقبال وإقامة السياح.
وأكدت أن بني ملال منطقة جذب سياحي هامة بالنظر لما تكتنزه من مميزات طبيعية وجبلية، مشيرة الى أن الأولوية حاليا هي تكييف العروض الموجهة للسياحة الداخلية من خلال تقديم منتجات جذابة للمغاربة مع مراعاة مختلف الشرائح الاجتماعية ومتطلباتها وإمكانياتها المالية.

Related posts

Top