بهلوانيات عسكر الجزائر التي لا تنتهي…

ضحك المغاربة وكل العقلاء مما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا بشأن استهداف النظام العسكري الجزائري المعتوه مرة أخرى لوحدتنا الترابية من خلال لعبة بليدة تمس ريفنا الشامخ.
فعلا، كان طبيعيا ومشروعا لكل من يملك ذرة عقل أن يسخر من خطوة عسكر الجزائر، وكانت الديبلوماسية المغربية محقة لما امتنعت عن الرد أو التعليق، وبقي كل المغاربة يضحكون من هذا الميل الانتحاري الذي تفشى لدى الجيران.
ما أقدم عليه النظام العسكري الجزائري مؤخرا، وعلاوة على كونه يجسد خطوة انتحارية، وأيضا مناورة مآلها الفشل، وقابله كل المغاربة بالضحك والسخرية و…. الشفقة، فهو يأتي ضمن عدد من السياقات الثنائية والإقليمية والدولية التي تعرض لهزائم سياسية وديبلوماسية وقانونية وميدانية تلقتها الديبلوماسية الجزائرية، ومكاسب تحققت، في المقابل، للمغرب بشأن وحدته الترابية وإنجازاته الميدانية في الصحراء المغربية، وهو ما يؤكد أن عسكر الجيران أصيب بالدوخة جراء ذلك، ولم يعد يتردد في القيام بكل الأعمال العدوانية مهما كانت ساقطة وسخيفة وباعثة على… الضحك.
حتى الأشقاء الجزائريين أنفسهم قابلوا سلوك نظامهم بضحك طافح بالسخط والغضب، وحزنوا لنظام مجنون يبذر أمواله وثرواته على العداء للمغرب بدل صرفها لتحسين الأوضاع المعيشية للشعب الجزائري وتطوير شروط التنمية والتقدم في البلاد.
لكن جينرالات قصر المرادية لا ينشغلون سوى بالعداء للمغرب الجار، ولا يترددون في صرف كل الميزانيات لإضعافه والقضاء عليه، وهم لا يبالون لا بأوضاع شعبهم، ولا بتنمية بلادهم، ولقد عمدوا إلى اقتراف كل الحماقات من أجل ضرب المملكة واستهداف وحدتها الترابية.
المملكة، من جهتها، وإن استمرت في سياسة مد يدها للتعاون المغاربي وتطوير العلاقات الثنائية مع جارها الشرقي، فهي، أيضا، لا تنشغل كثيرا بجنون النظام العسكري وماكينته الديبلوماسية المتكلسة، وبدل ذلك انكبت على البناء والتأهيل ومراكمة النجاحات الميدانية والديبلوماسية والتنموية، وتركت العالم كله يشهد على ذلك، ويتفرج على نظام عسكري أبله وعاري وبلا عقل أو أفق.
وحتى تطورات العلاقات الإقليمية والدولية في الفترة الأخيرة، سواء مع إسبانيا أو بلدان أوروبية أخرى، أو مع روسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية، ثم مع بلدان مجلس التعاون الخليجي، كلها جعلت الهزائم تهوي على رؤوس الجينرالات، وفاقمت الجنون لديهم، وشرعوا يضربون في كل الاتحاهات، وحتى تحت أقدامهم.
ولهذا، مناورتهم الأخيرة لاستهداف الريف تبعث على الضحك فعلا، وهي فاشلة وغبية وبليدة، وانتصرت الديبلوماسية المغربية عندما لم تعلق عليها أصلا.
النظام العسكري الجزائري، الغارق في ورطات كثيرة في الساحل الإفريقي، والمتورط في تمزيق دول هناك ودعم الانفصال والحروب فيها، يشهد ويقر على نفسه بأنه حامل لواء التمزيق في كامل المنطقة، ووارث السياسات الاستعمارية القديمة، والتي يعمل لإحيائها اليوم بغباء، لكنه ينسى أن زمن الاستعمارات لم يعد قائما وأن الوقت غير الوقت، وأن أوروبا ذاتها تحاول التبرؤ من ماضيها الاستعماري، وأن لعبة الجينرالات اليوم من شأنها إشعال النيران من تحت أقدامهم بداخل بلدهم نفسه.
العسكر الحاكم في الجزائر هذا وجهه الحقيقي إذن، ومن ثم هو يجسد خطرا حقيقيا على الأمن الإقليمي والدولي في المنطقة، وهو يمعن في جنونه حتى لما تتوالى عليه الهزائم والخيبات، لأنه نظام مجنون وبلا عقل أو أفق.
الريف المغربي الشامخ، عنوان لهزيمة وسقطة أخرى لعسكر الجيران.
المغاربة يضحكون من غباء العسكر ويسخرون من جهلهم.

<محتات‭ ‬الرقاص [email protected]

Top