تخلصي من عصبيتك!

الغضب شعور طبيعي وصحي يساعد في التخلص من شحنة التوتر الموجودة داخلك، لكن عندما يتحول الغضب والصراخ إلى أسلوب حياة يتحول من كونه شعورا صحيا إلى شعور يؤثر بالسلب فيك وفي كل من يعيش معك، وأضرار الصراخ على الأطفال خصوصا لا تنتهي.
والعصبية مع الأطفال من أكثر الأمور التي تعاني منها الأم، نتيجة للضغوط التي تتعرض لها ما بين مسؤولياتها الأسرية وطموحاتها الشخصية وسرعة وضغط إيقاع الحياة، لتجد الأم نفسها في حالة غضب وصراخ دائم حتى في أثناء النقاشات العادية مع الزوج والأبناء، فتعرفي معنا كيف يمكنك التخلص من العصبية على الأطفال؟

أضرار العصبية مع الأطفال

عند شعورك بالغضب تحدث مجموعة كبيرة من التغيرات الفسيولوجية في جسمك، مثل ارتفاع ضغط الدم وتسارع دقات القلب وارتفاع مستوى هرمون الأدرينالين. وتجد المرأة العصبية نفسها فريسة لأمراض القلب والضغط واضطرابات المعدة والقولون، بالإضافة لما تسببه نوبات الغضب من ضيق وتوتر لمن حولها، ومن خلق بيئة غير سوية لنمو الصغار. هذه المشاعر تحدث في بعض الأحيان لأن التربية مسؤولية كبيرة وصعبة للغاية، ومن الطبيعي أن تشعري معها بالضغط والرغبة في التنفيس في بعض الأحيان، لكن يجب أن تعرفي تأثير الصراخ في الأطفال، لتدركي كيفية التعامل معه ومحاولة اجتناب الأمر في المواقف التي لا تستدعي ذلك.

كيفية التخلص من العصبية على الأطفال

< اعرفي سبب الغضب أولا: الغضب الشديد ﻷسباب تبدو تافهة عادة ما يكون دليلا على وجود مشكلة أخرى غير مرئية، فقد يترافق مع وجود إحساس بالإحباط الشخصي أو الحزن، أو فقدان الثقة في النفس، أو الإحساس بالخذلان وعدم وجود نتيجة مرضية للنقاش العقلاني الهادئ. وأحيانا ما يكون عرضا لوجود أوجاع جسدية، تتسبب في تغير مستوى الهرمونات في الجسد. حاولي اكتشاف السبب الحقيقي الذي يدفعك للإحساس الدائم بالغضب، لتتمكني من النظر إلى الأمور في حجمها الحقيقي والتعامل معها بعقلانية.
< سيطري على نفسك: في كل مرة تشعرين بالغضب جربي استخدام إحدى تقنيات السيطرة على النفس ومحاولة اكتساب الهدوء، مثلا: عدي من واحد إلى عشرة، أو غيري وضعيتك، أو اتركي الغرفة، أو أغمضي عينيك وفكري في شيء مريح.
< لا تتركي نفسك لوقت الانفجار: ابحثي عما تحبين القيام به، ربما يكون الرسم أو الكتابة أو التلوين أو ممارسة الأعمال اليدوية، مثل الكروشيه والتريكو، فممارسة الهوايات والأنشطة تخفف من توترك وتعزز ثقتك بنفسك وإحساسك بقيمتك.
< مارسي رياضة مفضلة لك: المشي والرياضة مفيدان في التخلص من التوتر، استغلي توترك وتخلصي من هذه الكيلو جرامات الزائدة التي تؤرقك كلما نظرت في المرآة.
< عززي ثقتك في نفسك: ابحثي عن طرق لتعزيز إحساسك بالثقة بالذات، وفتح حوارات هادئة متعقلة مع من حولك، فالصوت المرتفع والغضب الدائم دلالة على عدم وجود طريقة أخرى تستطيعين التعامل بها مع من حولك.

ماذا تفعلين بعد الصراخ على الأطفال؟

الجميع يتفق على أن نتيجة الصراخ والعصبية على الأطفال دائما سلبية، ولا توجد نتيجة إيجابية طويلة المدى لهذا الصراخ، بل على العكس تفقدين كل المعاني وتتأثر شخصية طفلك عندما يكبر. ومع هذا نتفق أننا جميعا نقع في هذا الخطأ، ولكن الفرق بين أم وأخرى هو كيفية تدارك هذا الخطأ. عندما يرتفع صوتك وتشعرين بأنك فقدت أعصابك على طفلك، اعتذري لطفلك مباشرة بعدها، وهنا سيتعلم طفلك درسا مهما جدّا، وهو أن الجميع يرتكب الأخطاء، والاعتذار هو الطريقة الصحيحة لإنقاذ الموقف. الأمر نفسه سيفعله صغارك عندما يرفعون صوتهم عليك أو يغضبون في مراحل متقدمة من عمرهم، سيقلدون ما رأوك تفعلينه معهم وهم صغار.

عواقب الصراخ على الأطفال

إذا كنت تعتمدين على الصراخ لتأديب وتأنيب أطفالك، عليك أن تكوني مستعدة لمواجهة عواقب ذلك، وستشاهدين الآثار التالية بنفسك: سيعتمد أطفالك على الصراخ في توصيل رسائلهم الرافضة والغاضبة لبعضهم البعض، ولك أنت ووالدهم. لن تجدي الاحترام المفترض أن يكون لك ولوالدهم إلا قليلا، فالصراخ والصوت المرتفع سيكونان سمة الحوار معكما. لن تكون العلاقة بينكما مستقرة، ولن تكوني قادرة على التواصل معهم بطريقة صحية. سيبتعدون عنك، ويقتربون أكثر من أقرانهم وأصحابهم.
وأخيرا، لم يفت الوقت، يمكنك التخلص من العصبية على الأطفال وتغيير كل ذلك بجلسة مصارحة معهم والاعتذار عن الفترة السابقة، وبدء صفحة جديدة معهم خالية من الصراخ المستمر، وفي حالة الخطأ عليك بالاعتذار.

الوسوم , ,

Related posts

Top