ترحيب دولي باتفاق وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين

وجهت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مناشدات من أجل توفير دعم مالي عاجل للفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة .
وقالت الوكالة في بيان، إنها “تحتاج بشكل عاجل إلى 38 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الإنسانية للسكان المتضررين في غزة والضفة الغربية، في أعقاب التصعيد الدراماتيكي للعنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الأيام الأخيرة”.
وأوضحت الوكالة أن النداء يحدد أولويات الاستجابة الفورية للغذاء والدعم الصحي والنفسي والاجتماعي واحتياجات طارئة أخرى برزت بعد القصف الهائل على غزة.
وجدد المفوض العام “للأونروا” فيليب لازاريني، الدعوة لإسرائيل بفتح ممر إنساني لتمكين الإمدادات الإنسانية وموظفي الوكالة من الوصول إلى غزة، قائلا إنه “لا يوجد أي سبب لمنع دخول هذه الإمدادات والتي يؤدي غيابها إلى تدني مستوى الخدمات الملحة لأكثر الفئات تضررا”.
ولفت إلى أن الطلب على المساعدات الإنسانية في كل من غزة والضفة الغربية تفاقم بسبب جائحة كوفيد 19.
وخلف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استمر لـ11 يوما قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية برعاية مصرية، سقوط 248 شهيدا ضمنهم 66 طفلا و39 امرأة و17 مسنا، و1948 جريحا بينهم حالات خطيرة، إلى جانب دمار هائل لحق بالبنيات التحتية والمباني والشقق السكنية ومقار حكومية ومدنية.
وأعلن نائب الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، الجمعة الماضي، تخصيص 4.5 مليون دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في غزة، حسب ما ذكر، ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة.
ويأتي تخصيص هذا المبلغ عقب إعلان الأمين العام أنطونيو غوتيريش الخميس الماضي، عن وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأوضح دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي، أن المبلغ الذي أعلنه مارك لوكوك يضاف إلى مبلغ 14.1 مليون دولار الذي أ علن عنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، والذي يأتي من الصناديق المركزية المجمعة للأرض الفلسطينية المحتلة.
وذكر أن “13 شاحنة إنسانية محملة بالغذاء ولقاحات كوفيد 19 والمستلزمات الطبية والأدوية، بما في ذلك أدوية الطوارئ ومستلزمات الإسعافات الأولية، للعديد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الشريكة، عبرت إلى غزة اليوم بعد إعادة الفتح الجزئي لمعبر كرم أبو سالم.”
ودخل حيز التنفيذ في الساعة الثانية من فجر الجمعة (23:00 ت غ الخميس) اتفاق لوقف إطلاق النار توصلت إليه بوساطة مصرية إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بعد 11 يوما من تصعيد عسكري هو الأعنف بينهما منذ 2014 وأوقع عددا كبيرا من القتلى، غالبيتهم فلسطينيون.
وفي الدقائق الأولى لبدء سريان الهدنة عمت الاحتفالات قطاع غزة حيث أطلقت الأعيرة النارية في الهواء ابتهاجا، في حين لم تسمع في الجانب الإسرائيلي أي من صافرات الإنذار التي ظلت على مدى 11 يوما تدوي لتحذير السكان من صواريخ الفصائل الفلسطينية من القطاع المحاصر باتجاه إسرائيل.
وهذا الاتفاق الذي سارع إلى الترحيب به الرئيس الأميركي جو بايدن أتى ثمرة جهود دبلوماسية حثيثة قامت بها مصر على وجه الخصوص.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في بيان الخميس، إن المجلس الوزاري المصغر الذي اجتمع لساعات طويلة “وافق بالإجماع على توصية جميع المسؤولين الأمنيين (…) بقبول المبادرة المصرية بوقف ثنائي غير مشروط لإطلاق النار”.
وفي خطاب له عقب إعلان وقف إطلاق النار، أكد الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، أبو عبيدة، الاتفاق قائلا “استجبنا إلى الوسطاء”.

وأضاف “نيابة عن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة وبالتوافق بين مكوناتها (…) أعددنا ضربة صاروخية تغطي فلسطين من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وعلقنا هذه الضربة الصاروخية لنرقب سلوك العدو حتى الثانية فجرا”.
وكان مصدر مصري رسمي أكد الخميس أنه تم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار “متبادل ومتزامن” في قطاع غزة، اعتبارا من الساعة الثانية من صباح يوم غد الجمعة بتوقيت فلسطين.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، عن ذات المصدر أن “القاهرة ستقوم بإيفاد وفدين أمنيين لتل أبيب والمناطق الفلسطينية؛ لمتابعة إجراءات التنفيذ، والاتفاق على الإجراءات اللاحقة التي من شأنها الحفاظ على استقرار الأوضاع بصورة دائمة.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الجمعة، خلال مباحثات هاتفية مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، عن التزام الولايات المتحدة بالعمل مع الأمم المتحدة لتقديم مساعدات إنسانية “سريعة” وتعبئة الدعم الدولي من أجل غزة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان صدر عقب هذه المباحثات، إن “كاتب الدولة والرئيس أشادا بوقف إطلاق النار وناقشا الإجراءات التي يتعين اتخاذها للحفاظ عليه”.
من جانبه، نوه رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بالزيارة المرتقبة للمنطقة لبلينكين، والذي من المنتظر أن يلتقي خلالها مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين وإقليميين لبحث “جهود الإغاثة والتعاون لبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين”.
وأشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن، باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، على أمل إنهاء أعمال العنف الدامية التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية.
من جهتها، رحبت الصين، أمس الجمعة، باتفاق وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينين، معربة عن أملها في العودة لمحادثات السلام لإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو لي جيان،خلال لقاء صحفي، “ترحب الصين بوقف إطلاق النار بين جانبي النزاع الفلسطيني الاسرائيلي وتأمل في أن تلتزم الأطراف المعنية بشكل جدي بوقف إطلاق النار ووقف العنف”، معربا عن تقدير بلاده لجهود الوساطة التي تبذلها مصر والأمم المتحدة والأطراف الأخرى.
وأضاف أنه “من أجل منع تجدد النزاع، يجب على المجتمع الدولي دفع استئناف محادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل لتحقيق حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين”.
وأبرز أن الصين ستدفع مجلس الأمن الدولي لإجراء مراجعة شاملة للقضية الفلسطينية وإعادة تأكيد دعمه لحل الدولتين، كما جدد دعوة بلاده للمسؤليين الفلسطينيين والإسرائيليين لإجراء مفاوضات مباشرة في الصين.
وحث تشاو الولايات المتحدة على “الوفاء بمسؤولياتها” وتعزيز البحث عن حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.
إلى جانب ذلك، رحب الاتحاد الأوروبي، باتفاق وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتعهد بتعزيز الجهود من أجل “حل سياسي” طويل الأمد للأزمة.
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي السامي للشؤون السياسية والأمن، جوزيب بوريل، في بيان بهذا الخصوص، إن التكتل “يرحب بوقف إطلاق النار المعلن الذي ينهي العنف في غزة وما حولها”، معبرا عن إشادته بجميع الأطراف “التي لعبت دورا في تسهيل ذلك”.
وأضاف “نحن مصدومون ونشعر بالأسف للخسائر في الأرواح خلال الأيام الـ 11 الماضية، كما يؤكد الاتحاد الأوروبي باستمرار أن الوضع في قطاع غزة غير قابل للاستمرار منذ فترة طويلة”.
وشدد البيان على أن “الحل السياسي وحده هو الذي سيحقق السلام الدائم وينهي النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي برمته”.
وقال بوريل إن “إعادة توجيه الأفق السياسي نحو حل الدولتين يبقى الآن ذا أهمية قصوى، والاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم الدعم الكامل للسلطات الإسرائيلية والفلسطينية في هذه الجهود”.
وأكد أن “الاتحاد الأوروبي يجدد التزامه مع الشركاء الدوليين الرئيسيين، بما في ذلك الولايات المتحدة وشركاء آخرين في المنطقة، وكذا اللجنة الرباعية للشرق الأوسط التي أعيد تنشيطها لتحقيق هذه الغاية”.
يشار إلى أن اتفاق هدنة دخل حيز التنفيذ في الساعة الثانية من فجر الجمعة، تم التوصل إليه بوساطة مصرية، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بعد 11 يوما من تصعيد عسكري يعد الأعنف منذ 2014.

Related posts

Top