تقديم كتاب «لالة السعدية العلمي، المقاومة رغم كل الصعاب

نظم مؤخرا بفضاء «دار الصويري» بمدينة الصويرة، حفل تقديم وتوقيع كتاب «لالة السعدية العلمي، المقاومة رغم كل الصعاب»، لمؤلفه الدكتور عزيز الشرقاوي.
وحضر هذا الحفل، الذي نظمته جمعية الصويرة – موكادور، بشراكة مع (صالون مراكش، فكر وفن)، ويأتي عشية تخليد ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، على الخصوص، رئيس المكتب التنفيذي لهذه الجمعية، ورئيس المجلس الجماعي للصويرة، طارق العثماني، ونخبة من المفكرين، والكتاب ورجال الأدب، وفاعلين من مختلف الآفاق.
ويسعى هذا الكتاب، الواقع في 166 صفحة، إلى أن يشكل «تكريما بلا حدود» لسيدة عظيمة من المقاومة الوطنية، وكذا «لإنصاف وتشريف» هذه السيدة العظيمة، زوجة الشهيد محمد الزرقطوني، أحد الوجوه البارزة في حركة التحرير الوطني.
ويطمح هذا العمل إلى تسليط الضوء على «حياة فتاة صغيرة، وامرأة استثنائية عاشت، في البداية، مع زوجها الأول، الراحل الزرقطوني، الذي رافقته في كافة أعماله في الكفاح من أجل الاستقلال، ثم مع زوجها الثاني، بعد نيل الاستقلال مباشرة، الراحل الحاج أحمد بلحاج الشهيدي، الوطني الكبير، والقاضي المعروف».
وأكد المؤلف أن الكتاب يصف «حياة هذه المرأة التي أعطتنا أشياء شيقة عن هذه الفترة من المقاومة، قبل الاستقلال مباشرة، إذ تعد حقائق غير معروفة، وخاصة إظهار شجاعتها ونضالها وأوقاتها الصعبة، وكذلك متعة العيش مثل أي امرأة مع أطفالها».
وكتب «لقد أرادت أن يرى هذا الكتاب النور ليحفظ في ذاكرته الحقائق التي يكشف عنها، وأن يكون ضميرها مرتاحا في ما يتعلق بتاريخ بلد، المغرب الذي أحبته كثيرا وعرضت حياتها للخطر من أجله في العديد من المرات»، مبرزا أن «إيمانها وشجاعتها سمحا لها بالمقاومة والتغلب على صعوبات كبيرة، في مواجهة وفاة زوجها الأول، ولكن أيضا لبناء حياة كاملة مع من أنجبت معه سبعة أطفال».
ويقدم هذا الكتاب، بحسب ما جاء في مقدمته، والذي جاءت حكاياته على لسانها، الكثير من الحقائق حول حياتها وحياة رجلين تزوجتهما، وكذا تصريحات أرادت أن تتركها لتاريخ المقاومة المغربية، وكما كانت تقول، تتركها لشباب اليوم ولأجيال المستقبل على حد سواء.
وذكر الكاتب في المقدمة أن لالة السعدية العلمي كانت تريد هذا الكتاب ليس لكي يتكلم عنها الآخرون، أو من أجل الشهرة، ولكن فقط لمجرد ترك أثر عن تاريخها. وأوضح الشرقاوي، تصريح لقناة الأخبار المغربية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن لهذا الكتاب هدفا رئيسيا يتمثل في إظهار قيمة هذه المرأة المقاومة، مبرزا أن هذا الحفل المخصص لتقديم هذا العمل شكل مناسبة لتسليط الضوء على العمل الذي قامت به هذه السيدة العظيمة طيلة حياتها، منذ أن كان عمرها 15 سنة إلى غاية وفاتها عن عمر 86 سنة بمراكش. وأضاف أن هذه المبادرة مكنت جمهور الصويرة، مدينة الثقافة المعروفة والمعترف بها، والجمهور المغربي، بصفة عامة، من معرفة هذه المرأة المقاومة الفريدة من نوعها، بشكل أفضل. من جهتها، شددت مؤسسة (صالون مراكش، فكر وفن)، السيدة أمال الملاخ، التي تولت تسيير هذا اللقاء، على تعريف الأجيال الصاعدة بأهمية التاريخ للإلمام والتشبع به، واستخلاص الدروس اللازمة، وبالتالي ضمان نقل هذا الإرث.
وأضافت أن هذه المبادرة تسعى إلى أن تشكل تكريما قويا لهذا الوجوه البارز في المقاومة النسائية الوطنية، قصد انصافها، موضحة أن حفل تقديم وتوقيع هذا الكتاب يحمل رسالة هامة، انطلاقا من الصويرة، مدينة الثقافة بامتياز، لفائدة النساء المقاومات.
وأكدت الملاخ الأهمية التي يكتسيها التاريخ، والثقافة والفن قصد مواكبة الشباب في تنميتهم، مشيرة إلى الانعكاسات الجانبية، وخاصة الاقتصادية، لجائحة (كوفيد-19)، التي أصبح معها استئناف النشاط الثقافي أمرا صعبا.

Related posts

Top