تلامذة الثانويات الإعدادية بالرباط يكتشفون تراثهم الثقافي

بمناسبة اليوم العالمي للآثار والمواقع، تستقبل ثمانية مآثر بمدينة الرباط مصنفة ضمن التراث العالمي من قبل اليونسكو، تلامذة الثانويات الإعدادية بالمدينة، ويشرف على تأطير هذه الزيارات ثلة من مهنيي التراث، بما في ذلك علماء آثار ومهندسون معماريون ومحافظو مواقع ومفتشو المعالم التاريخية.
وتعد فعاليات هذا اليوم انطلاقة كبرى لبرنامج «اكتشف تراث مدينتي» الذي تنجزه مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، التي تترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ومركز التراث العالمي
ويتم زيارة هذه المآثر التاريخية يوميا من طرف أربع ثانويات إعدادية ما بين 12 و29 أبريل الجاري، أي 3720 تلميذ وتلميذة من 62 إعدادية من الرباط وسلا وتمارة سيكتشفون المواقع التراثية العالمية للمدينة: الأسوار والأبواب الموحدية وقصبة الأوداية والمدينة العتيقة والموقع الأثري شالة وحي الحبوس في ديور الجامع والمدينة الجديدة وحديقة التجارب النباتية بالرباط ومسجد حسان.
وتسعى مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، على هامش الاحتفال باليوم العالمي للآثار والمواقع وشهر التراث، تعريف ساكنة المدينة بهذا الموروث التاريخي الضخم، ولاسيما الشباب، من خلال إطلاق هذه الأنشطة الرامية إلى التربية والتحسيس بالتراث الثقافي للرباط وذلك بالاعتماد على خبرات وتجارب مختلف شركائها.
وقد بدأ تنزيل برنامج «اكتشف تراث مدينتي» في المرحلة الأولى بموائمة ملف المصادر التربوية للتراث العالمي للمعلمين الذي أصدرته اليونسكو لإنجاز العدة التربوية حول التراث الثقافي العالمي لمدينة الرباط وتجلياته المتعددة في علم الآثار والتخطيط الحضري والهندسة المعمارية والطبيعة، مع إدراج مفاهيم حول التراث الحديث والتراث العالمي.
وتمتاز أنشطة العدة التربوية المذكورة بتنوعها، وقد وضعت رهن إشارة الأساتذة والتلاميذ بالثانويات الإعدادية من أجل تحفيز مخيلة الشباب، مما سيمكنهم من اكتشاف وبناء تصورهم الخاص للتراث الثقافي للمدينة.
ويدخل هذا النشاط في إطار فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للآثار والمواقع الذي يحتفي به المجلس العالمي للمعالم والمواقع (الإيكوموس) منذ سنة 1982 والذي ينظم سنة 2022 تحت شعار «التراث والمناخ».
تم إنشاء مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط نتيجة إدراج “الرباط، عاصمة حديثة، مدينة تاريخية: تراث مشترك” على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. 
ويتكون التراث العالمي لمدينة الرباط المصنف سنة 2012، من مساحة 348 هكتارا مما يشهد على القيمة العالمية الاستثنائية لهذه المدينة، فمظهرها الحالي بالفعل ناتج عن حوار فريد ومثمر يجمع تراثا مشتركا بين العديد من الثقافات العظيمة في تاريخ البشرية: الماضي العتيق، الإسلامي، الإسباني – المغاربي والأوروبي.
وتكمن مهمة المؤسسة في التربية والتحسيس بأهمية المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، حتى يتمكن جميع فئات المجتمع من الاستفادة منه في الوقت الحالي ونقله كذلك إلى الأجيال القادمة.
وتعمل المؤسسة على توحيد وحشد مختلف الجهات الفاعلة المعنية وتحفيز جهود جميع المتدخلين لتثمين والمحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط وفق منهجية تشاركية تضم المؤسسات والمجتمع المدني والهيئات الدولية والخبراء وكل الفاعلين في هذا المجال. 
وتسعى المؤسسة كذلك إلى تكريس ونقل القيم التاريخية والمعمارية والفنية المادية واللامادية المرتبطة بالتراث الثقافي لمدينة الرباط.

Related posts

Top