سلوك راق…

تناقلت وسائل الإعلام الدولية تعرض النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو اللاعب السابق لنادي ريال مدريد الإسباني والحالي يوفنتوس الإيطالي، لموقف طريف خلال مباراة منتخب بلاده أمام نظيره الكرواتي، والتي غاب عنها بسبب الإصابة.
تابع رونالدو المواجهة من المدرجات، وفي لحظة من اللحظات توجهت نحوه سيدة يظهر أنها مسؤولة عن التنظيم بالمنصة، مطالبة منه ارتداء الكمامة الطبية الخاصة به، تماشيا مع الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا، فكان الرد إيجابيا وبشكل سريع، وعلى الفور من كريستيانو، دون نقاش ولا تردد، كما أن الأمر لم يتطلب الكثير من الوقت، حيث تمت معالجته في ثانية واحدة، دون تداعيات، ولا إظهار أنانية مفرطة.
ويعود التركيز من طرف زوار وسائل التواصل الاجتماعي على كون رونالدو أصلح الموقف دون طرح أي إشكال أو ردود فعل غاضبة، مما اعتبر سلوكا حضاريا أصلح من خلاله النجم العالمي الكبير، خطأ غير مقبول ارتكبه ربما عن غير قصد، أو ربما لسهو أو عدم انتباه، وهذه مسالة واردة ومألوفة، والمهم هو طريقة المعالجة.
ويعود البعد الذي أعطى لهذا الموقف الذي تجاوز حدود الطرافة بدخوله مجال الجدية المطلوبة، بسبب صعوبة الظرف الذي يمر منه العالم بسبب الوباء، كما أن هناك أسباب أخرى، ساهمت في إعطاء الحالة درجة معينة من الاهتمام، إذا ما تمت مقارنته بما يحدث عادة من مواقف مماثلة تصدر من طرف بعض الرياضيين، ليس فقط داخل الملاعب، بل بالعديد من الأماكن الخاصة والعامة، حيث يصطدم بعض “النجوم” عامة الناس بسلوكات غير لائقة، وأنانية مفرطة، وتعال يصل إلى حدود المرضية.
فالكثير من تدوينات رواد وسائل التواصل الاجتماعي خاصة بالمغرب، ربطت بين ما قام نجم كبير كرونالدو، وما يحدث عادة من سلوكات شاذة من طرف الأغلبية الساحقة من الرياضيين المغاربة، وخاصة لاعبي كرة القدم، فالخاص والعام يتحدث عادة عن قيام هذا الاسم أو ذاك بخرق سافر للقانون أثناء السياقة، أو عدم احترام الشروط التنظيمية ببعض الأماكن، أو التهجم أو حتى الاعتداء على الأمن الخاص والمكلفين بالتنظيم، والتلفظ بكلمات نابية أمام الملأ، وغيرها من المشاهد الصادمة خاصة بعد منتصف الليل.
والأكيد أن ما يشجع على القيام ببعض السلوكات غير المقبولة وتكرارها، هو بالإضافة إلى سوء التربية وضعف التأطير، التساهل الذي يتم التعامل به مع مثل الحالات، مما يشجع على ارتكاب حماقات، والأكثر من ذلك قيام مسؤولي الأندية بالتدخل قصد معالجة المواقف، للحيلولة دون تطبيق القانون في حق المخالفين، وما أكثرهم.
رونالدو، وكما جاء في الكثير من التدوينات، لم يقل للمنظمة كما يحدث عندنا من تخلف عندما يخاطبون المرأة ب “ماعرفتنيش” أو “دابا نربيك” أو “سيري لكوزينة” وغيرها من الردود الجاهزة أو المألوفة، والتي تدل على انعدام التربية السليمة، والاعتقاد بأن الشخص المخالف من صنف آخر، وأحسن من باقي المواطنين أو أنه من درجة خاصة، وغيرها من الاعتقادات الغارقة في التخلف.
رونالدو ليس نجما غير عادي، وبصفته لاعبا استثنائيا، كما عبر في الكثير من الحالات عن إنسانيته وحبه لمساعدة الناس، وإدخال الفرحة على قلوب المحتاجين بمختلف مناطق العالم، ولكن أيضا إنسان راق في سلوكه، وقدرته على إصلاح الخطأ عندما يخطئ …

>محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top