شهادات في حق الباحث والمخرج المسرحي عبد الواحد عوزري

بمناسبة تكريمه في الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للمعاهد المسرحية

  • الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد: إنسان موسوعي وتكريمه مستحق

أرى أن المسرح الأمازيغي يشق يعد عبد الواحد عوزري فنانا ومثقفا موسوعيا، مارس الهواية المسرحية في سبعينيات القرن الماضي، وتابع دراسته الجامعية في فرنسا، ولما عاد من هناك بشهاداته، قام بتأسيس تجربة مسرح اليوم، حيث جمع بين روح الهواية والعمل الجاد والجيد كما هو ممارس في الاحتراف، إنه منفتح على النصوص المسرحية المغربية والعربية، حيث أخرج عروضا مسرحية لمحمد قاوتي ومحمد بهجاجي وعبد الكريم برشيد وعبد اللطيف اللعبي ومحمد الماغوط.. إنه موسوعي، أعطى الشيء الكثير، انتقل بعد ذلك للاشتغال في التلفزة من خلال إعداده وتقديمه لبرنامج أنفاس مسرحية، صور للقناة الأولى مجموعة من الأعمال المسرحية، منها أعمالي. إنه رجل منظم في عقله وإبداعه وعمله، أعطى الشيء الكثير للمسرح بروح المبدع والفنان، تجربته تعد فريدة من نوعها، وتكريمه مستحق.

* الكاتب المسرحي محمد قاوتي:  المخرج الذي استطاع أن ينشئ مشتلا

الفتوحات التي قام بها صديقنا وعزيزنا المكرم عبد الواحد عوزري ليست بالهينة في تاريخ المسرح المغربي، لقد أرسى قاعدة مسرحية برفقة الفنانة ثريا جبران، وكان يحرص على تقديم عمل مسرحي جديد في كل موسم فني، ففي كل موسم يخرج بعرض مسرحي جديد، باستثناء أربعة مواسم، فإنه كان يحرص على الاشتغال مع كاتب مختلف في كل موسم، واستطاع بذلك أن ينشئ مشتلا، حيث ظهر كتاب مسرحيون إلى الواجهة بالفعل والقوة، صحيح أن كتاباتهم يعرفها أصدقاؤهم، لكن عوزري عمل على إيصالها إلى الجمهور وخلق بذلك مشروعا جماليا في مرحلة معينة، ولكل شيء إذا ما تم نقصان.

* المخرج المسرحي والنقيب مسعود بوحسين: فنان يحظى بالتقدير من طرف الجميع

يعد عبد الواحد عوزري من المخرجين المسرحيين الذين ساهموا في تطور المسرح وفنون الفرجة المعاصرة منذ نهاية الثمانينات، تميز بالثنائي الرائع الذي شكله مع ثريا جبران، باعتباره هو مخرجا وهي ممثلة، إلى جانب العديد ممن بصموا التجربة المسرحية المغربية، كانت فرقة مسرح اليوم تجربة قوية عبرت تاريخنا المسرحي.    
بالإضافة إلى ذلك فعبد الواحد عوزري باحث أكاديمي رصين في المجال الفني والجانب البيداغوجي. ساهم في تأسيس المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، كما تميز بعطاءاته في مجال التكوين والإدارة الثقافية، له موقعه الوازن ومكانته المحترمة داخل الوسط الفني، يحظى بالتقدير من طرف الجميع. إنها لفرصة عظيمة أن يتم تكريمه في مهرجان المعاهد اعترافا بمجهوده ويده البيضاء على المسرح المغربي المعاصر، حيث يمكن القول إنه ساهم في إنشاء مشاتل من المكونين في ميدان المسرح. 

   *   المسرحي الأكاديمي مولاي أحمد بدري: رجل مبادئ متحمس كثيرا

التقيت بعد الواحد موزري وتعرفت عليه في فترة إنشاء المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي سنة 1986 عندما تم تكليفي بتأسيسه، تجمعني بعبد الواحد عوزري صداقة دائمة ومودة وحوار، ألمس فيه ميزة الوفاء في الصداقة والالتزامات، إنه رجل مبادئ متحمس كثيرا.
بعد لقائي معه، اقترحت عليه الاشتغال في المعهد بصفة مساعد للمدير، لا يمكن إلا الإشادة بروح المبادرة والتسيير البيداغوجي التي يتحلى بهما في تأطير الطلبة والتفاعل معهم، ولا شك أن أي طالب بالمعهد في هذه الفترة، يتذكر صرامته البيداغوجية المرتبطة بالتكوين المسرحي أساسا وكذا الانضباط في الوقت.
اختار عوزري بعد ذلك الاستقالة من المنصب الإداري بالمعهد، واحتراف المسرح، وهذا دلالة على قوة الإرادة والشغف بالمسرح. لم تنقطع العلاقة بيننا، سيما وأننا ننتمي إلى نفس الجيل من حيث التكوين، أميز فيه روح الدينامية والوفاء والنقاش، ولا أنسى الإشارة إلى أنه بجانب إنتاجه الإبداعي، فهو باحث، أصدر عدة بحوث في ميدان المسرح، أحيي مبادرة جمعية إيسيل لتفكيرها في تكريمه وأتمنى له مزيدا من العطاء.

* الناقد والكاتب المسرحي محمد بهجاجي: صديق راكم تجربة مسرحية محترمة

المخرج المسرحي عبد الواحد عوزري رفيق مساري الإبداعي والشخصي، ننتمي إلى نفس الحي ونفس الأفق السياسي والمجتمعي، متتبع لتجربته المسرحية التي أسسها رفقة الفنانة ثريا جبران، وأعني بها فرقة مسرح اليوم التي تأسست سنة 1987، أنا متتبع لهذه التجربة وكنت أحد مدعميها إعلاميا من خلال القراءات النقدية، كما كتب لنا أن نشتغل معا في مسرحيات: “البتول” و”العيطة” و”الجنرال” و”امرأة غاضبة”، لقد جمعتنا أواصر الحي والأفق السياسي والمجتمعي بأفق فني مشترك، وتعمق هذا الأفق الجمالي.
لعبد الواحد عوزري إيمان بالبعد السينوغرافي كمكون أساسي في التجربة المسرحية، كما يعتبر النص المسرحي من المنطلقات المركزية في بناء العرض المسرحي.
إلى جانب ذلك يهتم كثيرا بأداء الممثل، صحيح أن ثريا جبران كان لها حضور مركزي، لكن إلى جانب ذلك يحرص عوزري على أن يكون بجانبها ممثلون من آفاق مختلفة، هناك شباب خريجون من المعاهد المسرحية، وإلى جانبهم أسماء كبيرة من قبيل عبد الله العمراني في مسرحية “البتول” ومحمد اللوز في مسرحية “العيطة”..
تنتابني مشاعر الاعتزاز بصديق راكم تجربة مسرحية محترمة.

*الفنان عبد الحق الرزوالي:  بصمة قوية في المسرح المغربي

إن المتأمل للمسرح المغربي منذ الاستقلال إلى الآن، يمكن أن يركز على رموز وتجارب وأوراق قوية ورابحة في المشهد العام للممارسة المسرحية في المغرب، ولا شك أن عبد الواحد عوزري يعد واحدا منها، مارس الهواية والاحتراف في المسرح، إنه باحث وأستاذ، اشتغل مؤطرا في المعهد العالي للفن المسرحي التنشيط الثقافي، تجربته المسرحية مثيرة للجدل والاهتمام، من خلال فرقة مسرح اليوم التي أسسها برفقة الفنانة ثريا جبران والمجموعة كاملة، قدم للمسرح خدمة كبيرة باعتباره مخرجا ومؤطرا وصاحب رؤية واستراتيجية متميزة على الصعيد المحلي والعربي. جمعتنا لقاءات مسرحية متعددة في الكثير من مدن وعواصم الدول العربية: بغداد ودمشق والقاهرة وقرطاج.. وتفاعلنا مع بعض بخصوص عدة تجارب مسرحية. إنه يشكل واحدة من القاطرات التي لا بد منها لكي تتحرك بقية المقطورات، لقد كان له إسهام في تحريك الساكن نحو الآفاق التي نعمل من أجلها لتقديم صورة مرضية ومقنعة ومثيرة للإعجاب والتساؤل أيضا، ذات قيمة إبداعية ومواقف، إنها إنجازات ذات توجه سياسي ليس بالمفهوم الحزبي الضيق، لكن بالمفهوم النبيل للسياسة، خدمة لقضايا الوطن والمجتمع.
لعبد الواحد عوزري بصمة قوية في المسرح المغربي، تستحق كل الاهتمام داخل الوطن وخارجه.
اشتغاله في القناة التلفزية الأولى لمدة عشر سنوات حتى الآن، أعطى دفعة قوية للمسرح من خلال الحرص على تقديم تجارب مسرحية متعددة وندوات وملفات حول المسرح. إنه وديع ومشاكس على ذاته وعلى الآخرين، أدى مهمته بشكل جيد وفاعل وقوي، لم ينته، وقد كنت عادة ما أستفزه لكي ينفض الغبار عن ذاته ويتفتح ويعلن عن انطلاقة جديدة وناضجة.
لا أغفل الإشارة كذلك إلى أنه أثرى الخزانة المغربية بالعديد من الكتب التي تؤرخ للذاكرة المسرحية وترصد أهم التجارب المسرحية، كما وثق لتجربته الحياتية رفقة مسرح اليوم.

*الكاتب والباحث المسرحي محمد أمين بنيوب: ركيزة أساسية في المسرح المغربي

عبد الواحد عوزري أستاذ جامعي وباحث درسني بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، يعد من مؤسسي المعهد سنة 1986 برفقة أحمد بدري وجمال الدين الدخيسي، يزاوج بين البحث الأكاديمي والممارسة المسرحية التي تتجلى في العروض التي أخرجها في إطار فرقة مسرح اليوم، استمرت هذه التجربة إلى سنة 2004، إنه يشكل ركيزة أساسية في المسرح المغربي. له أنشطة فنية أخرى، من خلال إدارته الفنية لمهرجان الرباط الدولي، إنه متعدد الاهتمامات في مجال المسرح، حيث يجمع بين البحث والتكوين والممارسة.

Related posts

Top