عرس تلاحقه الصواريخ.. من الحرب السورية إلى الغارات على غزة

لم يكن يتخيل الشاب فادي الغزالي وخطيبته الفتاة السورية النازحة من بلدة “خان شيخون” بمحافظة إدلب في سوريا إلى قطاع غزة بحثاً عن حياةِ أفضل وهرباً من ويلاتِ الحرب ومشاهدِ الموت والدمار، أنّ تلك المشاهد التي عاشتها في بلدتها ستراها أمامها فورَ وُصُولها إلى غزة.
بعد خمسِ سنواتٍ عُجاف من قصةِ حبٍ مُخلِصة أثبتَ فيها “فادي” شهامة ونخوة الشاب الفلسطيني عندما يُحِبْ، وبقيت خطيبته تَعدُ الأيام بِلَياليها ليجمعها اللهُ به، بعد عدة محاولاتِ باءت بالفشل من خروجها للقاءِ خطيبها في قطاع غزة المحاصر.
وعن لقائه بخطيبته يقول فادي الغزالي :”لقد كان مستحيلاَ، لكننا فعلناها ووصلت خطيبتي غزة الأسبوع الماضي واستقبلتُها أنا وعائلتي عبر معبر رفح البري بالزغاريد والتهاليل، كنا في قمة السعادة.”
وأضاف فادي: “بعد وصول خطيبتي قمنا على الفور بتجهيز المنزل وشِراء “عفش” وأثاث غرفة النوم، وحددنا موعد الزِفاف في الثامن عشر من هذا الشهر والذي يوافق تاريخ ميلادي، وبقينا ننتظر قدومه بلهفةٍ واشتياق.”
من حُلُمٍ سعيد لكابوسٍ لا يُنسى!
لم تكن تلك النهاية السعيدة التي حَلُم بها الخطيبين، فقد عصفت بهذا الحلم طائرات الاحتلال الإسرائيلي المجرمة وأَرْدَته حُطامآ بعد قصفها بالصواريخ بناية “الرحمة” التي يقطن بها فادي وعائلته، وهي بناية وسط حي من أحياء مدينة غزة، يسكن بها مواطنين مدنيين بسطاء، أصبحوا الآن مُشَتتين ومُشردين في بيوت أقاربهم وأصحابهم بعد تدمير بنايتهم.
حيث قام الاحتلال الاسرائيلي ليلة الثلاثاء الماضي بقصفِ منازل للمدنيين ومؤسساتٍ حكومية وإعلامية أسْفرت عن استشهاد ثمانية من المواطنيين العُزّل فيما ُأُصيب العشرات بجراحٍ مختلفة في سلسلة غارات نفذتها على قطاع غزة.
الجميل في قصة “فادي وخطيبته” هو مُناصَرة أبناء مدينة غزة المكلومين “أيضاً” فقد عمّ الحزنُ قلوبَ مَن سمعوا بقصتهم، وقاموا بإطلاق حملة على مواقع التواصل الإجتماعي –فيسبوك وانستغرام- عبر هاشتاغ #كلناهندعمفادي_الغزالي.
حيث قام الأخوان “حمدي وديمة شعشاعة” وهم أصحاب مشروع صغير عبارة عن أتيليه لبيع الأثاث وتصميم الهدايا، بإطلاق تلك الحملة دعماً لفادي في مصيبته، عبر الفيسبوك.
ولاقت الحملة صدى واسع وانتشار بين رواد ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت المساعدات من أصحاب المحلات التجارية وقاعات الأفراح وصالونات التجميل واستديوهات التصوير ومطبعة لطباعة بطاقات الأفراح بالمشاركة في الحملة وتقديم كل ما يلزم للعروسين.
كما قام مركز لبيع بُدل الزفاف بتقديم بدلة للعروس كهدية عِوضاً عن البدلة التي تَلِفَت تحت رُكام المنزل، وكَتب المركز عبر صفحته على الفيسبوك: ” لأننا ثائرون.. ولأننا ما انهزمنا يوماً وانكسرنا، إنما قمنا وازددنا قوة.. نقدم للعروس بدلة بيضاء كهدية رمزية بسيطة تعبيراً منا عن مواساتنا لهم لِما ألمّ بهم من ظلم.”
وقام آخرون بالمساهمة في تنظيف المنزل من الركام وصيانته وترميمه من جديد، حتى تعود الفرحة لقلب الفتاة السورية التي اختارت غزة وطناً لها، تاركةَ خلفها سنواتٍ من الحرب والآلام في بلدتها “ادلب” السورية.
هذه الحملة أتَت ضِمن حَمَلاتٍ كثيرة يقوم بها أبناء قطاع غزة يومياً كنوع من التكافل الإجتماعي ومساعدة الأسر المكلومة والمرضى والجرحى ومَنْ تعرضت منازلهم للقصف الاسرائيلي في غاراته المتواصلة على غزة.
عِلماً بأن أكثر من نصف سكان قطاع غزة يعانون من الفقر و ضيق المعيشة، فقد بلغت نسبة الفقر في غزة 53.0%، والتي تفوق نسبة الفقر في الضفة الغربية بحوالي أربعة أضعاف.
وهذا بسبب الحصار والإجراءات العقابية المفروضة على غزة، إلا أن أبناءها يثبتون دَوما أنهم على قلب رجلٍ واحد.

***

الاحتلال يجري اتصالات لزيارة نتنياهو لدولة “إسلامية” قريبا

تجري دولة الاحتلال، مؤخرا، اتصالات وصفت بأنها “متقدمة” لترتيب زيارة لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لدولة “إسلامية” أخرى لا يوجد لـ”إسرائيل” علاقات دبلوماسية معها، وذلك بعد نحو شهر من زيارة رسمية لسلطنة عمان.
وقالت قناة “كان 11” التلفزيونيه الإسرائيلية إن الاتصالات تجري منذ شهور، وتتوقع دولة الاحتلال أنه سيكون بالإمكان ترتيب موعد الزيارة قريبا، ولكن “الاتصالات لم تنضج بعد”.
وبحسب القناة الإسرائيلية، فإن المستشار للأمن القومي، مئير بن شبات، زار دولة “إسلامية” لا يوجد لها علاقات مع “إسرائيل”، تمهيدا لزيارة نتنياهو.
وكان نتنياهو قد قام بزيارة رسمية، الشهر الماضي، إلى سلطنة عمان. وبحسب القناه الاعلاميه الاسرائيليه فإن “إسرائيل” معنية بزيارة أخرى لدولة أخرى.
وأضافت أنه لم يحدد بعد موعد الزيارة، في حين رفض مكتب رئيس حكومة الاحتلال التعقيب على التفاصيل أو الإشارة إلى موعد الزيارة.
وفي زيارته إلى سلطنة عمان، قال بيان مشترك للطرفين، إنه تم في اللقاء بحث الطرق للدفع بما يسمى “عملية السلام” في الشرق الأوسط.
وجاءت الزيارة الماضية بعد اتصالات مستمرة بين الطرفين، قام في نهايتها السلطان قابوس بن سعيد بتوجيه الدعوة لنتنياهو وزوجته بزيارة عمان في أول لقاء رسمي على هذا المستوى منذ عام 1996.
يذكر أنه كان قد رافق نتنياهو، كل من رئيس الموساد يوسي كوهين، والمستشار للأمن القومي ورئيس المجلس للأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، والمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية يوفال روتم، والسكرتير العسكري لحكومة الاحتلال آفي بلوت.

***

ترامب يراجع آخر تفاصيل صفقة القرن

يبحث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأسبوع القادم، في البيت الأبيض، التفاصيل الأخيرة لخطته الخاصة بإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حسبما أفاد موقع “أكسيوس” الإخباري، الأحد.
وبحسب الموقع، فإن الخطة التي عمل على وضعها، على مدار العامين الأخيرين، “فريق السلام” بقيادة كبير مستشاري ترامب وصهره، جارد كوشنير، ومبعوثه الخاص للسلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، جاهزة تقريبا، لكن مسؤولين أمريكيين أكدوا أن الأزمة السياسية الراهنة في إسرائيل تؤثر على أي قرار لترامب يخص نشرها.
ومن المتوقع ان يشارك في الجلسة وزير الخارجية مايك بومبيو، مستشار الامن القومي جون بولتون، كبير المستشارين جارد كوشنير، الذي يرأس طاقم السلام التابع للبيت الأبيض، والمبعوث الأمريكي الى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان الذي انطلق نهاية الأسبوع في رحلة الى واشنطن للمشاركة في الاجتماع.ومن المتوقع ان يقوم المستشارون بعرض تفاصيل الخطة المحدثة امام الرئيس ترامب خلال النقاش، التي جرى اعدادها في أروقة البيت الأبيض ومقر وزارة الخارجية في واشنطن، للحصول على دعم دول العالم، ان كان على الصعيد الإعلامي والترويجي، للتأثير على الرأي العام.
أحد المواضيع المركزية التي ستتم مناقشتها هو موعد عرضها. وأشار مسؤولون أمريكيون كبار إلى أن ترامب معني بعرض الخطة في أقرب فرصة ممكنة، وربما في نهاية العام الجاري 2018. مع ذلك فإن مستشاريه أكثر حذرا وهناك اراء مختلفة في الإدارة الأمريكية حول الموعد المناسب لطرح الخطة.
ووفقا للمسؤولين الأمريكيين فان الازمة السياسية في إسرائيل وإمكانية تبكير الانتخابات قد يكون لها تأثير هام على القرار الذي سيتخذه الرئيس الأمريكي.
ويعتقد عدد من مستشاريه بأنه يحظر عرض الخطة خلال الحملة الانتخابية بإسرائيل.
وأشار مسؤول أمريكي رفيع الى ان السفير فريدمان قال خلال عدة نقاشات داخلية إنه من الخطأ تحويل الانتخابات في إسرائيل الى استفتاء حول خطة السلام ولذلك اقترح ان يتم عرضها بعد الانتخابات.
وذكر “أكسيوس” أن بعض مستشاري الرئيس الأمريكي يعتبرون أن نشر الخطة أثناء الحملة الانتخابية في إسرائيل قد يكون خطأ.
وخلال لقاء جمع ترامب، أواخر شتنبر، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على هامش الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال الرئيس الأمريكي إن البيت الأبيض مصمم على نشر خطة واشنطن الشاملة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في غضون شهرين الى أربعة أشهر.

***

الإنقسام يعطل قطف ثمار صمود القطاع وإنتصاراته

 

معتصم حمادة

سارع العالم دون إبطاء لإطفاء نيران الحرب في قطاع غزة، قبل أن تتسع وتتحول إلى زلزال، تكون له هزاته الإرتدادية في أكثر من مكان. بدوره سارع بنيامين نتنياهو، هو الآخر، للإستجابة للضغط المصري والدولي، وقبل، دون إبطاء، بوقف إطلاق النار. وفي هذا كله سلسلة دروس وإستنتاجات مهمة، يجدر بالجميع التدقيق بها. ومنها على سبيل المثال:
• أثبتت عملية التسلل التخريبية، أن حكومة الإحتلال، لا تحمل لقطاع غزة سوى سوء النية، حتى عند الوصول إلى تفاهمات بتهدئة أو وقف إطلاق نار. وتجارب المقاومة والشعب الفلسطيني مع تفاهمات التهدئة، في الضفة الفلسطينية، وفي قطاع غزة، تؤكد أن سلطات الإحتلال تحاول على الدوام أن تكرس واقعاً تصنعه هي، يقوم على مبدأ أن التهدئة لا تلزم إسرائيل، لأن ما تقوم به إسرائيل هو حرب ضد الإرهاب الفلسطيني، بالتالي، إن التهدئة تلزم «الإرهاب الفلسطيني» وحده، ولا تلزم إسرائيل بمحاربة «الإرهاب» ومكافحته.
• أثبت فشل العملية اليقظة الفلسطينية وأهمية الحراسات الليلة على خطوط التماس، وعلى شاطئ البحر، تحسباً لعملية غدر قد تقوم بها مجموعات إسرائيلية قد تتسلسل في غفلة من المقاومة الفلسطينية. وأن على المقاومة ألا تغمض عينيها، حتى ولو كانت تلتزم تفاهمات تهدئة مع الجانب الإسرائيلي.
• أن التهدئة هي «إستثناء»، وأن الأمر الطبيعي هو «الصراع مع الإحتلال». وأن الإستثناء ما هو إلا أمر عارض، مؤقت، وأن الصراع هو الدائم إلى أن تتحقق أهداف الشعب الفلسطيني. وهذا يفترض، في إطار «الوضع الطبيعي» أن تعزز المقاومة من قدراتها، من حيث السلاح والعتاد، والمهارة القتالية، ورفع الجاهزية، وإمتلاك الخطط للقتال في شتى الظروف، ويكون المبدأ في هذا كله إيقاع أكبر قدر من الخسارة في الصف الإسرائيلي، وصون المقاتل الفلسطيني بإعتباره ذخراً وثروة لا يصح الإستهتار أو التفريط بها. وهذا يفترض إمتلاك وعياً ومهارة قتالية وإمتلاك الوسائل الضرورية (ضمن الممكن طبعاً خاصة في ظل الحصار) لخوض القتال الفردي والجماعي.
• أن القدرة الإسرائيلية على الردع تراجعت كثيراً، في مواجهة مقاومة قطعت شوطاً مهماً في رفع جهوزيتها وتطوير قدراتها وإمكانياتها. وهذا ما يفسر لجوء الإحتلال والعدوان إلى التغطية على فشله بتكثيف القصف على المناطق المدنية، ليوقع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف المدنيين، ويدمر أكبر قدر ممكن من المنازل والدور والبنية التحتية في القطاع، ليخلخل البنية والجبهة الداخلية، ويزرع الفتنة بين المواطنين والمقاومة، بذريعة أن المقاومة هي التي تستثير الإحتلال، وهي التي تدفع نحو الأعمال الإجرامية ضد المدنيين، وأملاكهم. كذلك ليحول إعادة إعمار ما دمره العدوان، إلى مشكلة داخلية، خاصة إذا لم يتوفر المال اللازم بالسرعة الممكنة لإصلاح وإعادة بناء ما دمره الإحتلال.
• إن الإعلام الفلسطيني، على تنوع إتجاهاته، بات سلاحاً فعالاً في المعركة اليومية، في الهدوء، وفي مراحل القتال، وهذا ما يفسر لجوء العدوان، في الساعات الأولى للحرب إلى إستهداف الفضائيات والإذاعات، لإسكاتها، وإخراسها، وبالتالي إفقاد المقاومة، والشعب، سلاحه التعبوي، وسلاح الإرشاد الجماعي، لتوخي الحذر في المعارك وإطلاق النداءات الضرورية للمواطنين حين يتطلب ذلك، وتوصيل صوت المقاومة إلى الرأي العام الدولي، الأمر الذي يتطلب من الفصائل كافة زيادة إهتمامها بوسائلها وأدواتها وكوادرها الإعلامية، بإعتبار هؤلاء الكوادر جيشاً لا يقل أهمية عن باقي الجيوش المقاتلة في الميدان.
• إن الكرامة الوطنية الفلسطينية أغلى بكثير من أن تباع أو أن يتم المقايضة أو المساومة أو التفاوض عليها. فقد أفشلت المقاومة، والصمود الشعبي ــ محاولة إسرائيل فرض مبدأ «الغذاء والدواء مقابل الدم الفلسطيني»، في لعبة مكشوفة لإحداث إنقلاب في التفاهمات حول التهدئة. لقد ضربت المقاومة، والشعب كله، بعرض الحائط المكاسب التي كان يراهن على تحقيقها في التهدئة: رواتب الموظفين، وإمداد بالمساعدات، وتيار كهربائي. وتمسك بكرامته، وبحقه في المقاومة، أياً كانت النتائج، فالكرامة الوطنية أولاً وآخراً، وما كل هذه التضحيات الغالية، وما هذا الشلال من الدم إلا في سبيل صون الكرامة الوطنية وإبقاءها في مكانها المحفوظ بالدم.
• أكد البيان العسكري حول عملية الباص، التي إعترف بها العدو الاسرائيلي، وتكتم على نتائجها حصول تطورفي الوعي السياسي لفصائل المقاومة، فإصدار البيان بإسم غرفة العمليات المشتركة خطوة لقيت الاستحسان والترحيب من جميع أطراف الحالة الوطنية، وخاصة أبناء الشعب الفلسطيني، شكل هذا البيان رسالة تعلن وحدة البندقية والمقاومة، في الميدان، تخطيطاً ، وتنفيذاً، وهو ما عزز ثقة المواطن الفلسطيني في مقاومته والتي باتت تأخذ طابع جيش الشعب الفلسطيني، وليست مجرد أذرع عسكرية لفصائل مقاتلة.
• أثبتت الوقائع الدامغة، زيف الاتهامات التي جرى تنظيم حملة موسعة للترويج لها بالقول إن التهدئة، هي فصل جديد من فصول «صفقة العصر»، وإنها مشروع لبناء «إمارة» في القطاع، منفصلة عن الضفة الفلسطينية، حملة تجاهلت، من جهة، تركيب القوى والمجتمع في القطاع، ومن جهة أخرى الحاجة الانسانية لمثل هذه التهدئة. وبات واضحاً أن توجيه الاتهام للقطاع وشعبه ومقاومته كان الهدف منه التعتيم على تقاعس القيادة الرسمية في تطبيق قرارات المجلسين المركزي والوطني، وتحويل المعركة من معركة ضد الاحتلال وضد «صفقة العصر»، إلى احتراب داخلي، ومن معركة للدفاع عن الحقوق الوطنية، إلى «الدفاع عن الشرعية»، وكأن شرعية الرئيس عباس هي المهددة، وليست عموم الحقوق والمصالح الوطنية الفلسطينية . ومع صمود القطاع والتأكيد أن مسيرات العودة وكسر الحصار مستمرة وأن لا تراجع عن الحقوق الوطنية والاجتماعية، سقطت الدعايات المغرضة، والتي لم تكن إلا في سياق الاحتراب بين طرفي الانقسام، فتح وحماس.
• أثبتت المعركة، أن قطاع غزة بات جزءاً لا يتجزأ من المعادلة السياسية في المنطقة وفي الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. وما مسارعة قطر، على سبيل المثال، وتركيا، للتدخل من أجل وقف إطلاق النار، إلى جانب التحرك المصري، إلا تأكيد على أن «الصراع على القطاع»، بين الأطراف الاقليمية والعربية قائم، ولا فائدة من التعتيم عليه. لكن المشكلة في هذا كله، هو الانقسام الذي بسببه باتت الأبواب مفتوحة أمام الأطراف العربية والاقليمية للتدخل في شؤون القطاع، وفي الشأن الفلسطيني. هذا من جهة، ومن جهة ثانية أدت سياسة الرهان على أوسلو، إلى حرمان الحالة الفلسطينية من مضاعفة قوتها، عبر امتلاك برنامج يعيد توحيد القطاع مع الضفة الفلسطينية في استراتيجية سياسية رسمت عناوينها قرارات المجلسين المركزي والوطني. وبالتالي أوجدت انكساراً في الجدار الفلسطيني من خلاله تهدر القوة الفلسطينية، وتبقيها رهين الخلافات الداخلية ويعطل عليها تثمير انتصارات القطاع وصموده. الأمر الذي يتطلب نقلة في الوعي والإرادة السياسية لوضع حد للانقسام، واستعادة الوحدة الداخلية، وإغلاق الطريق أمام هدر الطاقة الوطنية في حروب داخلية فئوية.
• وأخيراً، وليس آخراً، أثبتت المعركة أن ثمة خلافاً في رؤية حكومة نتنياهو للوضع في القطاع، وهذا تعبير عن ارتباك سياسي تعيشه حكومة الاحتلال، ويعيشه الكابينت (الحكومة المصغرة)، من أسبابه فشل الاحتلال في تدمير المقاومة، واقتلاعها، وتدمير الإرادة الوطنية للشعب الفلسطيني في القطاع، وفشل جولاته العدوانية، جولة وراء جولة في تحقيق أهدافها. بحيث ارتد هذا الفشل إلى داخل إسرائيل التي بدأت تعاني أزمة عميقة أسمها: «قطاع غزة».

فلسطين: بيان اليوم من اسمى جابر

Related posts

Top