في وهران.. الرياضيون المغاربة صامدون رغم الاستفزازات 

الاستفزاز والتضييق المستمران في حق الرياضيات والرياضيين المغاربة المشاركين في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط المقامة بوهران، يجعل صمود هؤلاء الشباب بطوليا.
الممارسات البئيسة للنظام العسكري الجزائري فاقت المتوقع، واستهجنها كل المراقبين والهيئات ذات الصلة، وكشفت  أننا أمام أشخاص تافهين ومرضى بكثير من العقد.
لم يكتف النظام العسكري الجزائري بطرد صحافيين رياضيين مغاربة، أو التشنيع بهم عبر إعلامه المأجور، ولم يكتف بعرقلة سفر الوفد الرياضي المغربي وإجباره على التحليق لآلاف الكيلومترات، رغم أن وهران لا تبعد عن المغرب سوى ببضع أميال…
برغم أن هذا غريب ويبعث على الاستنكار، فهو لم يكن سوى البداية، وفي كل فضاءات هذه الألعاب المتوسطية يحس المراقب بالكثير من الشحن والاحتقان تجاه المغاربة، وكأن الأمر يتعلق بحرب حقيقية يجب الانتصار فيها على العدو.
في كل حركة بسيطة يصدم المغاربة هناك بعراقيل وتجاوزات، ويشترك في الأمر مسؤولو  مختلف الخدمات، وأيضا  إدارة التظاهرة الرياضية والحكام، وحتى الرياضيين المنافسين…
نستحضر، في هذا الصدد، مباراة كرة القدم بين منتخبي المغرب والجزائر، وكيف كان اللاعبون المحليون متشنجين جدا، وكيف مارسوا كل أشكال العنف، ما أجبر الحكم على توزيع العديد من البطاقات…
وكيف تعامل الجمهور كذلك مع عزف النشيد الوطني أثناء هذه المباراة…
ونتذكر أيضا مباراة في الملاكمة بين مغربية وفرنسية، كان بطلها حكم جزائري، لم يخجل من إعلان الفرنسية منتصرة حتى وهي منهزمة فوق الحلبة بفارق نقاط عديدة، وهو ما لم يقبله الحكام خارج الحلبة حيث انتفضوا في وجه زميلهم الجزائري ورفضوا هذه الرعونة الطائشة من طرفه.
ويمكن أن نستعرض أمثلة أخرى من مباريات أو رياضات غير كرة القدم والملاكمة…
يحس المرء كما لو أن اللاعبين والحكام الجزائريين ينفذون تعليمات العسكر، وأن المغاربة يجب أن يهزموا حتى وإن كانوا متفوقين…
ولم يغفل المراقبون الحاضرون في وهران أيضا ظروف إقامة البعثة المغربية الرسمية، وكيف يتم اختيار أماكن الجلوس لأعضائها في المدرجات، علاوة على أن الوفد الرياضي المغربي يتحرك برقابة أمنية لصيقة عكس وفود أخرى، ولا يخطو خطوة واحدة من دون حراسة مبالغ فيها…
وعندما يتعلق الأمر برياضيين شباب يحضرون منافسات الألعاب المتوسطية، وجميعهم صغار السن، وضمنهم من يسافر لأول مرة خارج المغرب، فإننا ندرك حجم الأثر النفسي لكل هذه الضغوط البئيسة عليهم.
ليس الإعلام المغربي وحده من سجل السقطات التنظيمية والسلوكية للمسؤولين الجزائريين بمناسبة ألعاب وهران، ولكن جرى تناقل ذلك من لدن وسائل إعلام دولية عديدة، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما استنكره رياضيون مشاركون من بلدان كثيرة، ووجهت اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط عديد انتقادات للسلطات الجزائرية بهذا الشأن، وتبين، تبعا لكل هذا، أن النظام العسكري الجزائري لا يتردد في إقحام السياسة وباقي مناوراته البئيسة في الرياضة أيضا، بل وحتى في المنافسات الرياضية يعتبر المغرب عدوا لدودا، ويكثف الشحن تجاه الجمهور لاستعدائه، ولتحويل الألعاب الرياضية إلى مناسبة للاحتقان والتوتر والعداء.
بشاعة التدني والبؤس والوقاحة فعلا…

<محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Related posts

Top