قصة وفاء للبيئة من كلميم واد نون إلى الأمم المتحدة

لمدة 16 سنة، وبفضل عمل عاشق ملتحم بالأرض بقرية (أم إفيس) بجماعة القصابي (إقليم كلميم)، تمكنت جمعية (عائشة للتنمية عن قرب والاهتمام بالبيئة)، من إيصال صدى عملها البيئي الى العالمية من خلال الاعتراف الدولي متمثلا في الأمم المتحدة بحصولها، مؤخرا، على التوالي على الوضعية الاستشارية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي لهذه الهيئة، وعلى عضوية شبكة جمعيات المجتمع المدني بالصندوق العالمي للبيئة.
وليست هذه أولى التتويجات، ولن تكون الأخيرة بالتأكيد، فقد سبق للجمعية، التي يترأسها شغوف بالأرض وبالزراعة، محمد مصطفى بنداود، الحصول على وسام الجودة للفريق الأوربي للتطوع العالمي وعلى شهادة الهيئة الاوربية للتطوع، وعلى أول جائزة للمجتمع المدني للجمعيات المحلية بالرباط، وعلى وسام الجودة لـ “كوب22 ” سنة 2016.
بعد هذا الاعتراف الدولي، الذي انطلق من المحلية المحضة، اعتبر محمد مصطفى بنداود، أن مسؤولية الجمعية “تضاعفت بشكل كبير” حيث أصبحت مطالبة بالترافع في الأمم المتحدة مرة كل سنة.
وأوضح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الأمم المتحدة تسمح لجمعية عائشة بتقديم عرض، هدفه توضيح ما تعانيه المنطقة بسبب التغيرات المناخية، وبالتالي الترافع من أجل بيئة آمنة وتوزان إيكولوجي مستدام، وترسيخ ثقافة غرس الأشجار لمحاربة التصحر وآثار الجفاف.
وفي هذا الإطار، أبرز بنداود أن الجمعية حققت إنجازات مهمة بتوزيع أكثر من 18 ألف شجرة مجانا وغرسها من خلال حملات الغرس التي يشارك فيها متطوعون من أوربا وافريقيا، وذلك بتنسيق مع الجمعيات المحلية وبالتعاون مع شركائها وعدد من المتدخلين في المجال البيئي منهم على الخصوص المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بكلميم، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان (أوندزوا)، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووكالة التنمية الاجتماعية.
وهناك شركاء دوليين يساهمون بشكل فعال مع الجمعية في تحقيق برامجها منهم ROAD TREEPS وYVES ROCHER وجامعة زيوريخ التي تساعد على خلق عمل تشبيكي بالعمل على برامج مشتركة مع الأمم المتحدة.
وتعمل الجمعية أيضا من أجل كسب تحدي تشجير أكثر من 200 هكتار على مدى العامين المقبلين موزعة على جماعات إقليم كلميم ، وجماعات أخرى بإقليمي أسا الزاك وسيدي إفني.
وقد وقفت وكالة المغرب العربي في هذا الإطار على نموذج من هذه العملية تتمثل في تخليف شجر الأركان وزراعة أشجار مثمرة أخرى كالرمان بقرية أم إفيس، والتي يفكر بنداود في تطويرها باستعمال الطاقة الشمسية ونظام ري أطلق عليها “نظام ري الدفن”.
كما يأمل في أن غرس الأعشاب الطبية والعطرية وخلق مناطق خضراء في المناطق التي هجرها السكان والسعي الى اعادة الحياة لها وللمناطق المجاورة بغرس أشجار وأعشاب لا تتطلب كثيرا من المياه .
من جهته قال أنور جاوي، المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بكلميم، إن جمعية عائشة تجمعها بالمديرية شراكة منذ سنة 2006 من أهدافها تزويد الجمعية سنويا بأكثر من ألفي شتلة من أشجار الخروب.
وأوضح في تصريح مماثل أن المديرية الإقليمية، وفي إطار تشجيع غرس شجرة الخروب، تقوم بتوزع شتلات هذه الشجرة المعمرة (500 سنة تقريبا ومتعددة الوظائف) على الجمعيات والتعاونيات من أجل تشجيع بزراعتها بالإقليم.
وعبر جاوي عن أمله في رفع إنتاج بعض الأشجار بتوزيع شتائلها عن طريق جمعية عائشة، باعتبارها شريكا متميزا للمديرية، لا سيما شجر الأركان الغابوي وكذا عبر صيانة المسالك وإحداث نقط الماء والتحسيس والتربية البيئية لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية بالمنطثة
وتشتغل جمعية “عائشة” على رؤية ترتكز بالخصوص، على التنمية المستدامة بالواحات عبر تشجيع الفلاحة الأسرية وتطوير الزراعة الإيكولوجية بتقنيات حديثة (أشجار الخروب والصبار والزيتون والأركان) وتشجيع السياحة الإيكولوجية.
يذكر أن الوضعية الاستشارية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة تخول للجمعية الحصول على شراكات دولية في مجال البيئة ومحاربة آثار الجفاف لا سيما وأن رسالة الجمعية تكمن، بالخصوص، في تحسين مستوى العيش في الواحات جنوب المغرب عن طريق خلق واحات متطورة وتنويع الأنشطة المدرة للدخل بالتركيز على غرس أشجار مثمرة تتحمل الجفاف والشح في التساقطات المطرية.

Related posts

Top