قوات الدعم السريع تتهم الجيش بإشعال الحرب لإطلاق سراح قيادات نظام البشير من السجن

اتهمت قوات الدعم السريع أمس الأربعاء الجيش إشعال الحرب كغطاء لإخراج قيادات نظام عمر البشير من سجن كوبر، شمالي الخرطوم، لاستكمال مشروعه الانقلابي والعودة مجددا إلى السلطة، وفيما دعا وزير في النظام البائد أنصارهم إلى دعم الجيش في الحرب، اتهمت دبلوماسية روسية أطرافا أجنبية بتأجيج الأوضاع في السودان.

وفي الأيام الأخيرة تداولت بعض وسائل الإعلام السودانية أنباء عن اقتحام عناصر مدججة بالسلاح لأحد السجون وإخراج موالين للرئيس المعزول عمر البشير بينهم عناصر أمنه الخاص السابقين إلى جانب آخرين كانت ستنفذ فيهم أحكام بالإعدام.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان نشرته عبر صفحاتها على فيسبوك وتويتر اليوم الأربعاء “طالعتم جميعًا منذ اليوم الأول لاندلاع المعارك بين قوات الدعم السريع وقيادات القوات المسلحة الانقلابيين، والتي اختارت فيها قوات الدعم السريع الوقوف إلى جانب جماهير شعبنا ضد قوى الردة المتمثلة من قيادات الانقلابين الذين وضعوا الخطط ورسموا السيناريوهات لإشعال الحرب كغطاء لخلق مبررات أمنية لإخراج قيادات النظام البائد من السجن لاستكمال مشروعهم الإرهابي المتطرف من خلال العودة مجددًا للسلطة”.

وتابعت “لقد حذرنا منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب وأكدنا بالدليل القاطع أن قيادة قوات الانقلاب عادت إلى أحضان تنظيمها المتطرف، واختطفت قرار القوات المسلحة وجيرته لخدمة أجندتها الظلامية”.

وأضافت “اليوم تكشفت الحقائق بشكل مفضوح بعد البيان الذي أصدره المطلوب للمحكمة الجنائية أحمد هارون نيابة عن قيادة النظام البائد الذين غادروا سجن كوبر على أيدي القوات الانقلابية وكتائب المجاهدين”.

وأشارت إلى أن “هذا المخطط المكشوف بين قيادات القوات المسلحة الانقلابية وشركائهم من النظام البائد الذي يستهدف تقويض ثورة الشعب، التي ضحى من أجلها خيرة شباب أمتنا، لن يكتب له العيش في هذه الأرض الطيبة لأننا نتصدى له اليوم بكل بسالة نقدم الشهيد تلو الشهيد. نعاهد شعبنا بأننا لن نتوانى ولن نتراجع عن وعدنا الذي قطعناه بحماية ثورته المجيدة وصولًا إلى حكم ديمقراطي حقيقي”.

وتابعت “نحن مدركون أن قيادات القوات المسلحة الانقلابيين ومن خلفهم فلول وقيادات النظام البائد يعدون العدة الآن لاتخاذ الخطوة القادمة لكننا لهم بالمرصاد، كما أن شعبنا أذكى من أن تمر عليه مثل هذه الممارسات التضليلية المكشوفة التي تهدف الى استعادة نظامهم المخلوع”.

واختتم البيان “جماهير شعبنا الكريم لقد بدأت الآن ثورة جديدة يقودها أشاوس قوات الدعم استكمالًا لثورة ديسمبر المجيدة لاقتلاع نظام الفتنة من جذوره وتخليص الشعب السوداني من قبضة نظام البطش والتطرف والإرهاب إلى الأبد”.

وسبق أن حذر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” من دعم فلول النظام السابق للجيش السوداني من أجل العودة إلى السلطة ومنع انتخاب حكومة مدنية ديمقراطية.

وأعلن الجيش السوداني فجر أمس الأربعاء، عدم وجود أي مصلحة له في خروج النزلاء من السجون، ونفى وجود علاقة له بحزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم سابقا بقيادة الرئيس المعزول عمر البشير).

ومساء الثلاثاء، قال أحمد هارون المسؤول السوداني السابق في نظام عمر البشير إنه غادر سجن كوبر مع مسؤولين سابقين آخرين كـ”حماية أنفسهم بعد تدهور الأوضاع في السجن وانعدام الماء والخبز وانقطاع الكهرباء”.

وأضاف هارون المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في تسجيل صوتي بثته قناة طيبة التلفزيونية مساء الثلاثاء أنه “بسبب انشغال الدولة وأجهزتها وخلو السجن من السجناء انتقلنا نحن ومعنا قوة بسيطة من حرس السجن إلى مكان آخر”.

وردا على ذلك، أوضح الجيش في بيانه أن سلطة إدارة والإشراف على سجون البلاد هي خارج نطاق اختصاصاتنا، َوتقع تحت مسؤولية وزارة الداخلية”.

وأكد البيان أن لا مصلحة للجيش في خروج النزلاء من سجونهم بهذه الطريقة التي تضع أمن الناس وطمأنينتهم على المحك.

وأضاف “نؤكد أن الجيش غير معنى بأي بيانات تصدر من جماعة أو أفراد خرجوا من السجون بتلك الطريقة، بما فيها بيان أحمد هارون المحتجز على خلفية بلاغات سياسية”.

وكان هارون قد دعا الشعب وأعضاء حزبه المنحل، إلى “المشاركة في دعم الجيش في حربه ضد قوات الدعم السريع”.

وأصبح مكان وجود البشير المطلوب أيضا لدى المحكمة الجنائية الدولية مثار تساؤلات بعدما إعلان هارون أنه غادر السجن مع مسؤولين سابقين آخرين.

وقال مصدران بمستشفى عسكري بالعاصمة السودانية إن الرئيس السابق عمر البشير نُقل من سجن كوبر إلى المستشفى قبل اندلاع القتال العنيف في 15 أبريل.

كما أكدت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، أن البشير محتجز مع آخرين بمستشفى علياء تحت حراسة ومسؤولية الشرطة القضائية.

من جانبها، اعتبرت قوى الحرية والتغيير، أن “خروج مجرمي النظام السابق (المؤتمر الوطني) من سجن كوبر يؤكد ان النظام البائد هم من يقفَون خلف الحرب الدائرة في البلاد منذ 15 أبريل الجاري”.

وأفادت في بيان صباح الأربعاء، بأن بيان القيادي بحزب المؤتمر الوطني المنحل، “أكد الحقائق في أن اندلاع الاشتباكات المسلحة بين الجيش والدعم السريع جرى من خلال عناصرهم الموجودة داخل القوات المسلحة”.

وقالت القوى إن “هذه الحرب التي أشعلها ويتكسب منها النظام البائد، ستقود البلاد إلى الانهيار ولن تحقق أياً من القضايا الرئيسية التي سعت الأطراف المدنية والعسكرية لحلها عن طريق العملية السياسية”.

ووجه البيان نداء لجماهير الشعب بأن “ترص الصفوف للتصدي لمخططات الفلول الشريرة التي تكشفت الآن أكثر من أي وقت مضى”.

وإلى جانب هارون فر من السجن علي عثمان محمد طه نائب البشير ووزير الطاقة سابقا عوض أحمد الجاز ورئيس البرلمان السابق أحمد إبراهيم الطاهر.

وكان قادة الإسلاميين في السودان قد أدخلوا سجن كوبر الشهير وتجري محاكمتهم بتهمة الانقلاب على حكومة منتخبة.

ومنذ أن اندلعت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل، تتبادل الولايات المتحدة وروسيا الاتهامات بشأن تدخل أطراف أجنبية لتأجيج الأوضاع في البلاد.

وقالت أنا يستجنيفا نائبة المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة إن العديد من اللاعبين الخارجين “قاموا بشكل مصطنع بتعجيل” عملية نقل السلطة إلى القوى المدنية في السودان.

Related posts

Top