قوة الوداد في استقراره..

تؤكد كل الأرقام والاحصائيات، تحول فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم خلال السنوات الأخيرة، إلى رقم صعب على المستويين الوطني والإفريقي.

ففي كل موسم رياضي، يظهر النادي المغربي بزي المنافس القوي، صعب المراس، إلى درجة تحول إلى اسم مألوف على الساحة، يضرب له ألف حساب، قادر على مواجهة أعتد الأندية حتى على الصعيد القاري.

والموضوعية تفرض القول، إن إدارة الوداد الحالية بقيادة سعيد الناصري، يعود لها كل الفضل في هذا التحول الايجابي على المستويين المحلي والإفريقي، محطما كل الأرقام، ومؤكدا أن الاستقرار على المستوى الإداري، يقود بالضرورة إلى ضمان مسار متوازن، على مختلف المستويات.

قد نختلف في الرأي بخصوص طريقة التسيير، وقد نرفض الأسلوب المتبع من طرف الرئيس الحالي للوداد، والذي يتقلد المسؤولية منذ سنة 2014، من حيث الانفراد بكل القرارات، وإشراك محدود للمحيطين به، إلا أنه -وكما يقال- فإن العبرة بالخواتم، والدليل على ذلك النجاح المحقق حاليا، من حيث عدد البطولات والألقاب والمشاركات المتميزة، إلى درجة تحول إلى نموذج ناجح، يحتدى به بالنسبة للعديد من الأندية الوطنية.

هناك بطبيعة الحال، عناصر قوة في طريقة التدبير، أولها الحفاظ على الركائز بالتشكيلة الأساسية، ضمانا لاستمرار العطاء بنفس القوة، ونفس الحضور الفعال، وذلك بتهيىء الخلف عن طريق التدرج، وعدم التمادي في إفراغ الفريق من قوة خطوطه وتكاملها، والدليل على ذلك أيضا رفض انتقال بعض اللاعبين الرسميين، كما هو الحال، بالنسبة للظهير الأيسر الدولي يحيى عطية الله.

كما أن هناك تفوق بخصوص اختبارات اللاعبين، الجاهزين لتقديم الإضافة في الوقت والظرف المناسبين، إذ تعود المتتبعون على جلب لاعبين متميزين، ينخرطون بسرعة ضمن المنظومة، وهذا ما يشكل مناعة ملحوظة للفريق، تقيه من الاهتزازات والحالات الطارئة، وبمبالغ تبقى مقبولة.

صحيح أن هناك صفقات لم يكتب لها النجاح، وصحيح أن هناك ارتباكا غير مقبول فيما يخص الطاقم التقني، إلا أن المميزات التي ذكرناها، هي السر في الحفاظ على التوازن المطلوب.

فقد أصبح من المألوف بالنسبة للوداد، تجاوز دور المجموعات، بل تخطى ذلك بكثير، وأصبح حضوره دائم بمرحلة نصف النهاية، وأيضا المباراة الختامية، كما هو حاصل هذه السنة، حيث سيواجه نادي الأهلي المصري يوم الأحد القادم، في مباراة العودة لنهائي دوري أبطال إفريقيا بالدار البيضاء، وهو مرشح بقوة للظفر باللقب للمرة الثانية على التوالي، وعلى حساب نفس النادي.

برصيده الآن يضم ثلاثة ألقاب، هناك طموح كبير للحصول على النجمة الرابعة في تاريخه، ويفض الشراكة بينه وبين الرجاء البيضاوي، الذي يتوفر على ثلاثة ألقاب.

مدعوما بجمهور كبير، يعد قوة دافعة لا يستهان بها، سيخوض أصدقاء العميد يحيى جبران مباراة الأحد، إصرار على مواصلة الطريق بعزيمة “أسود الأطلس”.

محمد الروحلي

Top