كوفيد 19.. ارتفاع مقلق في عدد الإصابات والوفيات والضغط يتواصل على أسرة الإنعاش

مع نهاية الأسبوع الثالث من شهر يناير الجاري، وهو الأسبوع الذي أشارت التوقعات إلى أنه سيكون ذروة الموجة الحالية من فيروس كورونا التي تشهدها المملكة وسط انتشار واسع للمتحورة الجديدة “اوميكرون”، لازال منحى الإصابات في تصاعد. وبحسب أرقام ومعطيات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لأول أمس السبت، فقد تم خلال الـ24 ساعة الماضية تسجيل 7638 إصابة جديدة وتوفي جراء المرض31 مصابا.
ورفعت هذه الوتيرة المتصاعدة من الإصابات – ما يناهز 71 ألف و 374 حالة نشطة حاليا- مجموع الحالات الحرجة إلى 575 حالة، 115 منها سجلت خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينما يرقد 29 مصابا في حالة خطيرة تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي. وتزيد هذه الوتيرة من الضغط على المستشفيات حيث ارتفع معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لـكوفيد، إلى 11 في المائة.
في هذا السياق، أكد الطبيب والخبير في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أنه طالما أن الجائحة مستمرة، فإن الوسيلة الوحيدة لتجنب المفاجآت غير السارة تظل هي التلقيح واحترام التدابير الحاجزية، مبرزا أن الصنف (BA.2) لمتحور أوميكرون يستدعي اليقظة أكثر من القلق كونه ليس متحورا جديدا في حد ذاته، ولكنه صنف فرعي من نفس سلالة أوميكرون.
وحسب الخبير، فإن العلماء يشتبهون في كون هذا الصنف الفرعي أكثر قابلية للانتقال من أوميكرون الأصلي، والذي هو نفسه شديد العدوى بالفعل ومسؤول عن هذه الموجات الكبيرة التي تضرب العديد من البلدان.
وذكر بأنه تم اكتشاف هذا الصنف الفرعي لأول مرة في الصين في 31 دجنبر لدى رجل عائد من الهند، وهو موجود بالفعل اليوم في أكثر من 40 دولة بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وكندا والدنمارك وأستراليا وجنوب إفريقيا وبريطانيا وفرنسا، مضيفا أن هذا الانتشار العالمي هو أول مؤشر على قابليته العالية للانتقال.
وفي ما يتعلق بانتشار هذا الصنف الفرعي، أشار حمضي إلى أنه في الدنمارك، تضاعف معدله بأكثر من الضعف في أقل من ثلاثة أسابيع، حيث انتقل من 20 في المائة إلى 45 في المائة من المتحورات المشخصة.
وأشار إلى أنه “في الوقت الذي كان يجب أن تشهد فيه الدنمارك تباطؤا لموجة أوميكرون، استؤنفت فجأة، وبالتأكيد تحت تأثير الصنف الفرعيBA.2 “، معتبرا أن العلماء يعتقدون أيضا أن استمرار الموجة في فرنسا بما يتجاوز التوقعات ربما يكون مرتبطا بهذا الصنف.
وقال إن الملاحظات المبكرة لتطور الوضع الوبائي في الهند، التي يشتبه ظهور BA.2 بها، وفي الدنمارك، حيث أصبح الصنف الأكثر انتشارا، تشير إلى أن خطورته ستكون مماثلة لخطورة أوميكرون. وأضاف أنه رغم أن لا شيء مؤكد حتى الآن، فإن مقاومة اللقاحات والمناعة المكتسبة من عدوى سابقة، لن تختلف عن تلك المسجلة في حالة أوميكرون.
وأشار حمضي إلى أنه إذا تأكدت المعطيات التي تقول بأن هذا الصنف الفرعي أسرع في العدوى من أوميكرون، فإنه سينتشر على مستوى العالم في غضون بضعة أسابيع.
وخلص إلى أن ظهور هذا الصنف الفرعي يذكر بحقيقة أن الوباء ما يزال قائما، ولا يمكن القول إنه أصبح جزءا من الماضي إلا عندما يتوقف عن الانتشار بطريقة وبائية بفضل اليقظة واحترام التدابير الحاجزية الفردية والجماعية والتلقيح على نطاق واسع.
هذا وقد بلغ عدد الملقحين بشكل كامل بالمملكة، 4 ملايين و111 ألف و 342 شخصا تلقوا الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للفيروس، فيما ارتفع عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 23 مليون و43 ألف و738 شخصا، مقابل 24 مليون و635 ألف و510 أشخاص تلقوا الجرعة الأولى.
من جهة أخرى، أكدت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أنه في حالة الإصابة بكوفيد 19، فإن الأشخاص غير الملقحين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر هم أكثر عرضة لدخول المستشفيات بنسبة 50 مرة أزيد من أولئك الذين تم تلقيحهم بجرعات معززة.
وحسب بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، التي تغطي الفترة من 6 نونبر إلى 25 دجنبر 2021، فإن الأشخاص غير الملقحين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و 64 عاما معرضون لخطر دخول المستشفى 44 مرة مقارنة بأولئك الذين تلقوا لقاحاتهم أو جرعات معززة.
وتظل معدلات الاستشفاء بين كبار السن الذين تم تلقيحهم، والذين لم يأخذوا جرعتهم المعززة جد منخفضة.
بالنسبة للأشخاص غير الملقحين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما، أشار المصدر ذاته إلى أنه من المرجح أن تتم إعادتهم إلى المستشفى بـ17 مرة أكثر من الأشخاص الذين تم تلقيحهم بالكامل.
وحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فإن الأشخاص غير الملقحين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عاما، فإنهم أكثر عرضة لدخول المستشفى بـ12 مرة، في حين أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 17 عاما تكون أكثر عرضة لدخول المستشفى 9 مرات أكثر ممن تم تلقيحهم.

سعيد ايت اومزيد

Related posts

Top