لطيفة أحرار تشدد على أهمية الانفتاح على الموروث الثقافي والمسرحي للدول الإفريقية

شكل موضوع “دينامية التعاون بين المعاهد المسرحية في القارة الإفريقية” محور لقاء نظم أول أمس الثلاثاء بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، وذلك في إطار الدورة الأولى لمهرجان المسرح الإفريقي التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 30 أبريل الجاري.
ويهدف هذا اللقاء مناسبة لمناقشة إمكانية خلق دينامية بين المعاهد المسرحية في القارة الإفريقية، نظرا لكون هيكلة سوق المسرح الإفريقي لا يمكنها الاستغناء عن فضاءات التكوين. كما يروم تسليط الضوء على فناني المسرح باعتبارهم يساهمون في سياسات التنمية الثقافية في القارة وفي تطوير عدد من المرافق الثقافية، من بينها المعاهد المسرحية.
وقالت مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، لطيفة أحرار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، إن المعهد يستضيف هذا اللقاء الذي يتميز بمشاركة مديري عدد من معاهد ومدارس تكوين الفن المسرحي الإفريقية، في إطار الدورة الأولى لمهرجان المسرح الإفريقي باعتباره مؤسسة تكوينية جامعية تجمع بين التكوين الأكاديمي المعرفي وتتبع المسار المهني والحرفي للطلبة في شعب التشخيص، والتنشيط الثقافي، والسينوغرافيا.
وأضافت أحرار أن استقبال المعهد اليوم لممثلي معاهد ومدارس التكوين الإفريقية في المجال المسرحي يعتبر انفتاحا على التعاون جنوب -جنوب، وانفتاحا أيضا على موروث ثقافي ومسرحي لعدد من الدول الإفريقية، وذلك من خلال الممارسة المسرحية والتنشيط الثقافي، مشيرة إلى أن هذه المناسبة ستكون فرصة كذلك أمام الطلبة للقاء بمسرحيين ومشاهدة مسرحيات وعدد من العروض والتفكير في أفق الاشتغال والتعاون المشترك.
من جانبه، أوضح عضو اللجنة التنظيمية للدورة الأولى لمهرجان المسرح الإفريقي، السيد عبد الجبار خمران، في تصريح مماثل، أن هذا اللقاء يهدف على الخصوص إلى مناقشة التعاون بين المعاهد المسرحية في القارة الإفريقية، حيث يشكل مناسبة لمدراء هذه المعاهد من أجل تدارس إمكانية التبادل الثقافي وتبادل التجارب، وتسهيل سفر الطلبة للدراسة والاستفادة من التكوين بدول القارة، داعيا أن يكون هذا اللقاء فرصة للمدارء والأساتذة والطلبة لبناء جسور التواصل على مستوى التكوين والاستفادة من تجارب هذه المعاهد.
بدوره أكد المدير الفني للدورة الأولى لمهرجان المسرح الإفريقي، خالد تامر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الأهمية التي يكتسيها هذا اللقاء لأنه يساهم في التفكير بطريقة مختلفة في التكوين بمختلف المعاهد المسرحية في القارة الإفريقية، مشيرا إلى تنوع وتعدد هذه المعاهد والمدارس بالقارة، ومن بينها المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط. وبهذه المناسبة، استعرض المشاركون تجارب التكوين المسرحي في عدد من الدول الإفريقية، مبرزين أن مختلف المعاهد المسرحية تم إحداثها من أجل صقل مواهب الطلبة وتكوينهم وتدريبهم، لأن مسألة التكوين تعتبر أساسية للنهوض بالمسرح خاصة.
واعتبروا أن هذا التكوين يجمع بين الشقين النظري والتطبيقي، ويرتكز على مساعدة الطلبة على بناء شخصية مستقلة وذكية قادرة على اتخاذ المبادرات ومواجهة التحديات والمنافسة التي يواجهها الطالب بعد التخرج.
وأبرزوا أنه من أجل خلق دينامية حقيقية بين المعاهد المسرحية في القارة الإفريقية، يجب تبادل التجارب ووجهات النظر وتنظيم ورشات، والقيام بشراكات وفتح نقاش متواصل ومتجدد حول مضمون التكوين في هذه المعاهد والمعايير والمرجعيات المعتمدة، مؤكدين في الوقت ذاته على أهمية التكوين المستمر ليس فقط بالنسبة للطلبة ولكن أيضا بالنسبة للأساتذة والأطقم الإدارية بهذه المعاهد.
وأكدوا في هذا الصدد على أهمية التعاون بين المعاهد المسرحية في القارة الإفريقية لأنه يمكن من اكتشاف مقاربات التكوين في كل معهد ويساهم في اكتشاف خصوصيتها.

كما دعا المشاركون إلى بلورة برامج تشجع استقبال هذه المعاهد لطلبة من جنسيات مختلفة لأنها ستكون تجربة غنية بالنظر لتعدد ثقافاتهم، وكذا إلى تشجيع البحث في المجال المسرحي في مسالك التكوين المختلفة.
ويسعى مهرجان المسرح الإفريقي إلى تسليط الضوء على ثراء وتنوع المسرح الإفريقي المعاصر باعبتاره مسرحا ينهل من الواقع والمقاومة والصمود، ويعكس أداة لتجسيد نضالات وأحلام الأفارقة، حيث يقدم رؤية غير مسبوقة للمسرح الإفريقي المعاصر يحملها مؤلفون ومخرجون ناشئون وآخرون مشهورون دوليا.
وتشارك في هذه الدورة الأولى فرق مسرحية من 10 دول إفريقية مختلفة هي، إلى جانب المغرب، جمهورية الكونغو الديمقراطية، وغينيا، وبوركينا فاسو، وبوروندي، ومالي، والكاميرون، وكينيا، وجزر القمر والبنين، التي ستتبارى على جائزة أفضل عرض إفريقي.
وتقترح هذه الدورة برنامجا غنيا بالعروض المسرحية المتنوعة، وكذا باجتماعات وموائد مستديرة توفر للجمهور المتتبع مساحة مميزة للمحاورة وتبادل الأفكار حول “وضعية المسرح في إفريقيا”، و”كيفية إعادة التفكير في المهرجانات في إفريقيا”، وكلها قضايا ستغذي نقاشات فعالة حول راهنية المسرح في إفريقيا.
يذكر أن برنامج الاحتفالات بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية ينظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس إلى غاية ماي 2023، ويشمل مجالات الآدب والشعر والفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح والسينما وفنون الشارع والرقص والفنون الرقمية وعروض الأزياء والتصوير الفوتوغرافي والفنون الشعبية وفن الحكي وفنون السيرك، إضافة إلى منتديات ولقاءات فكرية وغيرها.

Related posts

Top