لقجع ينتقد بشدة أخطبوط الفساد المتحكم في دواليب الكرة الإفريقية

خرجت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى الواجهة في موضوع الظلم الفادح الذي تعرض له فريق الوداد البيضاوي ذهابا وإيابا، في نهائي عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم أمام نادي الترجي التونسي.
هذا الخروج القوي كان منتظرا وبالحدة نفسها التي جاءت بها تصريحات فوزي لقجع على هامش اجتماع المكتب الجامعي انعقد نهاية الأسبوع المنصرم، خصص بالكامل لموضوع ما تعرض له بطل المغرب من ظلم وقهر أمام أنظار العالم أجمع.
ظلم لا يحتاج للمزايدة، وعلى هذا الأساس تعهد لقجع بعدم تواني الجامعة ولو ثانية واحدة في اتخاذ كل القرارات المناسبة دفاعا عن الوداد، ومن خلالها الدفاع عن مصالح الكرة الوطنية، حتى وإن تطلب الأمر تبني تصعيد في المواقف وليس اللهجة فقط.
الاجتماع الذي حضره أعضاء من مكتب الوداد، منح الصلاحيات الكاملة للقجع كي يتحمل مسؤولية الدفاع عن ملف الوداد خلال الاجتماع الذي سيعقده الاتحاد الإفريقي لكرة القدم يوم الثلاثاء القادم، مع تكليف مختصين لإعداد ملف مشترك بين الجامعة والفريق الأحمر، للترافع أمام الهيئات القارية والدولية عن حق الوداد الضائع بفعل التلاعب وعدم الإنصاف.
قبل السفر إلى القاهرة مسلحا بالدلائل والحجج الدامغة والمنصفة، وقبل اللجوء للأجهزة الدولية مطالبا بالإنصاف، رفع لقجع السقف عاليا، مهاجما ما أسماه بـ “أخطبوط الفساد الكروي المتحكم في دواليب الكرة الإفريقية منذ سنوات خلت”، ولا زال في نظره مسيطرا يعيث فسادا على الساحة الإفريقية.
لقجع لم يتردد أيضا في توجيه رسائل غير مشفرة، مخاطبا بوضوح من أسماهم بالممسكين بزمام التحكيم، موجها لهؤلاء اتهاما صريحا بالمسؤولية في نشر الفساد في ميدان التحكيم خلال كل الفترات التي ترأست فيها أسماء معروفة لجنة التحكيم بـ “الكاف”.
من حق الوداد أن تخوض معركة قانونية رفضا للظلم، ورفضا لتكريس فساد استشرى داخل دواليب كرة القدم الإفريقية، هذه المعركة القانونية يمكن أن تصل إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية (الطاس)، وعدم الخضوع لقرار لوبي “الكاف” الذي عمل بكل الوسائل من أجل منح لقب غير شرعي للترجي.
رفض مواصلة أطوار المباراة، احتجاجا على عدم وجود حكم الفيديو “الفار” كشرط من الشروط الأساسية لإجراء مقابلة في كرة القدم، يمكن أن يعرض الوداد للتوقيف لمدة على الأقل سنتين، وعلى هذا الأساس، فإن الاعتراض يجب أن يتركز على الجانب القانوني.
فـ “الفار” كان من أسس المباراتين النهائيتين، إلا أنه حضر بالرباط وغاب بتونس العاصمة، وغياب المراجعة بالفيديو، بمثابة غياب حكم الساحة أو المرمى أو غير ذلك، وبالتالي لا يمكن إجراء المقابلة، وهذه هي حجة الوداد الدامغة، فبفضل “الفار” في الذهاب منح الحكم المصري ضربة جزاء للترجي، جاء منها هدف السبق، فلماذا حرم الوداد من نفس “الامتياز” في الإياب من نفس التقنية؟
معركة الوداد هي معركة قانونية صرفة، كما تعد معركة كرامة ورفض “الحكرة”، وعلى هذا الأساس لا يجب أن يكون الفريق وحيدا، بل مدعما من طرف جل مكونات الرياضة الوطنية، وفي مقدمة الداعمين جامعة كرة القدم.
فطيلة العشرين سنة الأخيرة سيطرت مصر وتونس على جل الألقاب، والفضل في ذلك يعود لتدخلات سافرة في تعيينات الحكام واختيار أسماء محددة لقيادة مباريات تكون أندية ومنتخبات الدولتين المذكورتين طرفا فيها، والمغرب الذي كان دائما غائبا عن مصدر القرار، أدى ثمن هذا الغياب غاليا، ولنا في المعارك العديدة والخاسرة التي خاضها أكثر من ناد ومنتخب مغربي أكبر دليل، ولعل أشهرها المعركة التي خاضها فريق الرجاء البيضاوي سنة 1999 ضد ترجي الفساد سليم شيبوب بملعب المنزه.
وعليه، فإن المستقبل هو للتضامن والتآزر واستحضار الروح المغربية الصادقة والعالية، بعيدا عن المصالح الضيقة وتصفية الحسابات المبنية على أمور شخصية، لا تقيم وزنا للمصلحة العامة…

***

الصحف العالمية.. RAV معطل ولقب مسروق

وصفت الصحافة التونسية مباراة نهائي عصبة أبطال إفريقيا (إياب) التي جرت ليلة الجمعة-السبت في ملعب رادس بين فريق الوداد البيضاوي ونادي الترجي التونسي بأنها ” فضيحة”.
موقع “إسباس مناجر” كتب: “إنه أمر غير مسبوق، فضيحة مباراة نهائي إياب عصبة أبطال إفريقيا بين الترجي والوداد ستظل راسخة بالتأكيد في سجلات كرة القدم العالمية”.
من جهته، عنون موقع “كابيتاليس”، تتويج الترجي التونسي بـ “نهائي عصبة أبطال إفريقيا: مهزلة كرة القدم”، مشيرا إلى أن قرار انتصار الترجي التونسي أصدره الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) وليس الحكم الغامبي بكاري غاساما، رغم أنه من يمتلك سلطة القيام بذلك.
واعتبر الموقع أن صور مباراة النهائي زادت من تلطيخ كرة القدم الإفريقية قبل أقل من شهر واحد من نهائيات كأس الأمم الأفريقية في مصر، مضيفا أن “تلك الصور كانت مخجلة” و”لا تليق بمباراة على هذا القدر من الأهمية”، ومعتبرا أن القيمة الرياضية للحدث انهارت وأن المستوى الضعيف للمنظمين أساء إلى كرة القدم الإفريقية.
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن الحكم لم يتحقق من تقنية الفيديو للتأكد من صحة هدف الوداد المغربي، لأنها كانت معطلة، مشيرة إلى أن أحداث مباراة نهائي دوري أبطال أفريقيا، تعتبر جدل عالمي آخر حول أكثر تقنيات كرة القدم ضررا.
ومن جانبها أكدت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، حدث عدم استكمال المباراة النهائية لدوري أبطال أفريقيا بين الترجي التونسي والوداد المغربي.
وأوضحت الصحيفة أنه هذه هي المرة الأولى في تاريخ مسابقات الأندية الأفريقية على مدار 55 سنة، لم تكتمل فيه مباراة نهائية.
وسلطت الصحيفة الضوء على أحداث الشغب التي شهدتها المباراة، والجدل التي أثارته تقنية الفيديو.
وأكد جريدة “آس” الإسبانية، أن فريق الترجي التونسي فاز ببطولة دوري أبطال أفريقيا بشكل مخزي بعد أحداث الشغب التي شهدتها المباراة النهائية.
وأضافت الصحيفة الإسبانية، أنه على الرغم من إعلان الترجي بطلا للبطولة، فلم يكن هناك فائز في رادس، مشيرة، إلى أن كرة القدم الإفريقية هي الخاسر الوحيد بعد هذه الأحداث.
في حين، تحدثت شبكة “بي بي سي” البريطانية، عن الكارثة التي حدثت في نهائي دوري الأبطال إلى تقنية الفيديو، مضيفة، أن فريق الوداد قد يتعرض لعقوبة الإيقاف لمدة سنتين من المشاركة في أي بطولة قارية.
وصفت صحيفة “ماركا” الإسبانية، تقريرها عن المباراة النهائية لدوري أبطال أفريقيا بـ”الفضيحة”، مؤكدة، أن المباراة انتهت بشكل فوضوي بسبب تعطل تقنية الفيديو وعدم احتساب هدف لفريق الوداد.
وأشارت إلى أن الفريق الأحمر قرر الانسحاب من المباراة في الدقيقة 63، بعد أن توقفت لمدة وصلت إلى الساعة.

***

تصريحات

– داري: تعرضنا لاعتداءات

قال مدافع الوداد البيضاوي، أشرف داري، إن لاعبي الفريق تعرضوا للرشق بالقارورات والحجارة، عندما كانوا يتابعون أطوار المباراة النهائية لعصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم بملعب رادس بتونس العاصمة.
وأضاف داري الذي غاب عن المباراة، أنه تلقى ضربة بحجر تسببت له في إصابة على مستوى القدم، إلى جانب لاعبين آخرين، مشيرا إلى أن جماهير الفريق التونسي منعتهم من متابعة اللقاء.
وعبر مدافع الوداد عن أسفه لتعرض اللاعبين لمثل هذه السلوكات التي لا تمت للرياضة بصلة، مؤكدا أن فريقه والجماهير المغربية استقبلت لاعبي وأنصار الفريق التونسي بحفاوة في لقاء الذهاب الذي احتضنه الأسبوع الماضي المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط.

– نوصير: مهزلة تحكيمية

نفى عبد اللطيف نوصير ما أورده مدرب الترجي معين الشعباني وقائد الفريق خليل شمام، مضيفا بالقول، “الحكم لم يعل مني بعدم توافر تقنية الفيديو.. فوجئت بتصريح لاعب فريق الترجي”.
وأوضح نوصير في تصريحات صحفية، “من رأى الشوط الأول رأى أن لاعبي الترجي احتجوا على الحكم وطالبوا بالعودة إلى “الفار”، في إشارة إلى مطالبة لاعبي الفريق التونسي، باحتساب لمسة يد في منطقة الوداد لصالحهم”.
وأشار لاعب الوداد، “تعرضنا لمهزلة تحكيمية في الرباط، لكنها تعاد وتكرر عن طريق الاتحاد الإفريقي التي تشارك في هذه المهزلة.. هذه مهزلة تحكيمية سيشهد عليها العالم.. سنلجأ إلى جميع الأمور القانونية حقنا لن نتنازل عنه”.

– الزين: الكاف أفسد المباراة

قال أنور الزين الكاتب العام لفريق الوداد البيضاوي، ” تعرضنا في إياب الدور النهائي لظلم من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعد امتناعه عن استعمال تقنية الفيديو رغم التوافق الحاصل قبل المباراة، الشيء الذي جعلنا نرفض إكمال المباراة”.
وأضاف الزين في تصريحات صحفية، “ما عرفته المباراة يعد فضيحة بكل المقاييس .. الاتفاق كان حاصلا خلال الاجتماع الفني للقاء على وجود تقنية (الفار) في مباراة حاسمة”.
وختم حديثه قائلا، “الكاف هي الطرف المسؤول عن تنظيم المباراة وهي تتحمل وحدها المسؤولية عما حدث.. لن نصمت عما تعرضنا له من ظلم وحيف وسوف نرفع الأمر لكل الهياكل الدولية من الاتحاد الإفريقي والفيفا ومحكمة التحكيم الرياضي”.

> محمد الروحلي
مبعوث بيان اليوم إلى تونس: أحمد عقيل مكاو

Related posts

Top