للرجاء رب يحميها

تواصل كرة القدم المغربية حضورها القوى على الساحة الإفريقية، فبعد كسب تذكرة مشاركة المنتخب الوطني بنهائيات كأس العالم الأخيرة في روسيا، وفوز فريق الوداد البيضاوي بعصبة الأبطال الإفريقية وكأس السوبر الإفريقي، وفوز المنتخب المحلي بكأس أمم إفريقيا (الشان)، جاء الدور على فريق الرجاء البيضاوي ليتوج بكأس الاتحاد الإفريقي.

 وبما أن الرجاء واحد من الفرق التي كانت سباقة إلى التتويج القاري وكان ذلك سنة 1989، فلا يمكن أبدا أن يبقى بعيدا عن المساهمة في العودة القوة لكرة القدم الوطنية على الساحقة الإفريقية، وهو صاحب الرقم القياسي الوطني بثلاثة ألقاب على مستوى مسابقة عصبة الأبطال. 

فرغم كل الظروف الصعبة التي مر منها الفريق الأخضر، ورغم الهزات العنيفة التي عاشها، والأزمات الطاحنة التي لا زال يعاني من تبعاتها إلى الآن، فإن الفرق الكبيرة -وكما تؤكد التجارب- تمرض ولا تموت، وهذه حقيقة ثابتة وتؤكد الرجاء حاليا صحتها.

فبعد مسار ناجح على امتداد سنة كاملة، تمكن الفريق البيضاوي من العودة إلى الواجهة القارية، غياب غير منطقي وغير مقبول دام 15 سنة كاملة، وهذا غياب محير بالفعل، إذ كيف لهذا النادي المرجعي وطنيا وقاريا، أن يغيب كل هذه الفترة الطويلة عن منصات التتويج والابتعاد عن الأضواء؟

  وهذه العودة الموفقة جاءت نتيجة تظافر جهود مجموعة من المكونات الرجاوية التي تحملت كل التبعات، وصمدت أمام كل العواصف، واحترقت من أجل أن تضيء الطريق أمام فريق كان تائها وسط ظلام دامس، ودخل نفقا مظلما جراء أخطاء تقنية وتسييرية سببها أخطاء بشرية، وسوء تقدير ومغامرات غير محسوبة العواقب.

   ورغم كل هذه الظروف الصعبة التي جعلت الكثيرين يتخوفون حتى من الاقتراب من محيط الفريق أو تحمل أي مسؤولية، ففي وقت الشدة يظهر معدن الرجال، ورجال الرجاء ظهروا في الوقت الحاسم، تحملوا الضربات تحت الحزام، سهروا الليالي وهم يفكرون، يخططون، يحددون الأسبقيات والأسس الجديدة، القادرة على إخراج الرجاء من الأزمة.

   وبالفعل تفوقوا في زمن قياسي، والدليل هو هذه العودة القوية على الساحة الإفريقية التي تستحق عليها كل المكونات التهنئة الحارة، ويستحق عليها الجمهور الرجاوي ألف تحية، وهو الذي آمن بإيجابية المرحلة وانخرط بتلقائية وزكى الاختيار، بل سانده بكل قوة ودافع عن استمرار الرجاء متوهجة، ومصدر إلهام وفخر وفرحة للآلاف من الرجاويين عبر مختلف بقاع العالم …

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top