ما جدوى مركبات كبرى؟

يجمع أغلب المختصين في الشأن الرياضي سواء قاريا أو دوليا، أن البنيات التحتية التي يتوفر عليها المغرب تسمح له بتنظيم أهم الأحداث الكروية وفي ظروف جيدة، وأن اختياره من طرف الأجهزة الدولية كالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مثلا لاستضافة تظاهرات مهمة خاصة كأس العالم للأندية في نسختي 2013 و2014، ليس من باب الصدفة.
وحسب المختصين، أعد المغرب بنية تحتية مهمة وشيد ملاعب من الجيل الجديد لضمان نجاح أي تظاهرة على أرضه، في بلد يوصف بالآمن، بالإضافة إلى شغف مواطنيه بكرة القدم وحماستهم وعشقهم للعب الفرجوي.
كل هذه المميزات التي من الصعب أن تجتمع دفعة واحدة خاصة على مستوى الدول الإفريقية أو الثالثية عموما، فإن الأمر يدعو للاستغراب بالنسبة للمغرب الذي يتوفر على بنية مهمة لكنها غير مستعملة ولا توظف بالشكل الجيد، قصد إظهار الجانب الإيجابي فيما يخص الإمكانيات أو المؤهلات وكل المميزات التي تتوفر عليها المملكة.
كل الملاعب والمركبات التي تم إنشاؤها في العقدين الآخيرين تعيش نوعا من العطالة، وأغلبها يحتضن مباريات بطولة كرة القدم الوطنية بمعدل مباراتين أو ثلاث مباريات في الشهر، مع مقابلات متقطعة للفريق الوطني المغربي لكرة القدم، خاصة بملعبي محمد الخامس بالدار البيضاء وملعب مراكش الكبير، غير ذلك فإن هذه المنشآت التي كلفت خزينة الدولة مبالغ مهمة، لا تتم الاستفادة من تواجدها بمدن مهمة وكبيرة كأكادير وطنجة والرباط وأيضا فاس.
كما أن الملاعب التي كان مرشحة لاحتضان منافسات كأس إفريقيا للأمم لسنة 2019، لا تتوفر على خاصية تعدد الاستعمالات، من قبيل احتضان أنواع رياضية أخرى غير كرة القدم، أضف إلى ذلك المؤتمرات والندوات، وافتقادها لبنية الاستغلال التجاري كالمقاهي والمطاعم والمحلات التجارية مفتوحة طيلة الأسبوع.
وعليه، فإن المنشآت تعتبر في غياب هذه الأسس الضرورية عالة وكيانات غير منتجة تماما، ولا تحاكي ما هو معمول به على الصعيد الدولي، فلا هي تستغل في احتضان التظاهرات الدولية، ولا هي قادرة على جلب الموارد المالية، وتشغيل الكفاءات، وبالتالي يبقى طرح التساؤل الجوهري: ما الجدوى من إنشائها؟ تساؤلا ملحا ومشروعا، لأننا نجهل ما الفائدة من تواجد مركبات كبرى؟

محمد الروحلي

Related posts

Top