مبادئ وأبعاد وشروط التعليم الفعال

تمهيد
لم تعد العملية التعليمية عملية نقل المعارف، هي المهمة الوحيدة للتدريس، ولكن النظريات التربوية الحديثة تلغيها وتعتبر النشاط المدرسي عملية ممنهجية تستهدف نواتج تعلم المتعلم المرغوب فيه، ومتى كان تخطيط المدرس جيدا، وإدارة الفصل الدراسي والأنشطة الصفية فعالة وناجعة، تحقق مخرجات العملية التعليمية التعلمية النتائج المنتظرة والمسطرة سابقا.

1- تعريف التدريس الفعال
لقد تعددت وتنوعت التعاريف المرتبطة بالتعليم الفعال، وذلك بتعدد الخلفيات والبراديغمات المؤطرة لعملية التعليم والتعلم، وهكذا يمكن تعريفه كالآتي:
يستمد التدريس الفعال والصريح والمباشر فلسفته من المتغيرات العالمية المحيطة، والتي تتطور مع مرور الوقت، وتحتم على عملية التدريس مسايرتها ومواكبتها للعصر الجديد ومتطلباته، فالتدريس التفاعلي يعتبر نتيجة مباشرة لهذه المتغيرات التي تتطلب إعادة النظر في أدوار المدرس والمتعلم، والتي تتطلب وتنادي بنقل محور الاهتمام من المدرس إلى المتعلم وجعل المتعلم هو مركز العملية التعليمية التعلمية، حيث إن فلسفة التدريس التفاعلي تؤكد على إن التعلم أن يرتبط بـ:
– حياة التلميذ ومجتمعه وواقعه واحتياجاته واهتماماته.
– تفاعل المتعلم مع البيئة أي كل ما يحيط به في بيئته.
– استعدادات المتعلم وقدراته.
– جميع الأماكن التي ينشط فيها المتعلم (مدرسة، البيت، الحي، …) (1)
التعليم الفعال هو نمط من التدريس يلعب فيه المتعلم دورا مهما في التعلم، ومنفعلا للمعلومات، وليس متلقي سلبي للمعارف، بل يعد مشاركا وباحثا عن المعلومة بمختلف الوسائل، وهو نمط يعتمد على:
– النشاط الذاتي والمشاركة الإيجابية
– الملاحظة وصياغة الفرضيات
– القياس وقراءة البيانات والاستنتاج. (2)
– التعليم الفعال هو جعل المتعلم قادرا على اكتساب مهارات ومعارف وقدرات معينة واتجاهات محددة.
– التعليم الفعال هو تعليم ذو معنى ومعقد، ذو قيمة للبقاء والاستمرار والاستدامة في حياة المتعلم الراهنة والمستقبلية.
– هو تعلم منتج وابداعي، يؤدي إلى استثمار الطاقات والإمكانات والاستعدادات للمتعلم.
– حسب Genfel Johnson في حديثه عن التعليم الفعال: فهو الذي يجعل المتعلم قادرا على ممارسة القدرات الذاتية.

2- أبعاد التدريس الفعال
يقوم التدريس الفعال على بعدين أساسيين هما:
البعد الأول بعد فكري، فالتعليم الفعال من شأنه أن يستثير الفكر لدى المتعلم، ويعتمد المدرس في تحقيق البعد الفكري من خلال التواصل اللفظي أثناء شرح المادة المعرفية، وإحداث أثر انفعالي إيجابي باستخدام الطريقة في تقديم التعلمات.
البعد الثاني بعد علائقي، فطبيعة العلاقة البيداغوجية بين المدرس والمتعلمين من شأنها تحقيق مجموعة من الأهداف عبر استثارة العواطف الإيجابية، وتجنب العواطف السلبية.
ولتحقيق ذلك يستدعي تضمين مجموعة من الشروط التي تجعل من عملية التدريس أكثر فعالية ونجاعة.

3- شروط التدريس الفعال
هناك مجموعة من الشروط الأساسية التي تقوم على تفعيل التدريس الفعال:
– ارتباط التدريس بالأهداف ارتباطا وظيفيا.
– إيجابية ومشاركة المتعلم في مواجهة الوضعيات التعليمية.
– التدبير البيداغوجي والديداكتيكي للمادة المعرفية، والممارسة الصفية بشكل إيجابي.
– امتلاك المتعلم القدرة على التحليل والنقد والتركيب والاستنتاج.
– إثارة الدافعية والحافزية والتشويق والانتباه لدى المتعلم.
– فاعلية المتعلم من خلال المشاركة في بناء التعلمات، والتركيز على تنمية شخصيته بشكل متكامل (معرفي – مهاري – وجداني).
– المعلومات المكتسبة يجب أن تتصف بالديمومة والاستمرارية (تخزين المعارف).
– مراعاة المستوى الاستيعابي والإدراكي العقلي والتحصيلي للمتعلم.

4- مبادئ التدريس الفعال
يقوم التعليم الفعال على عدة مبادئ تربوي ونفسية وديداكتيكية من أهمها:
 المعرفة الجيدة بالأهداف المحددة سلفا، والأداءات المنجزة من طرف المتعلم، للتحقق من الوصول إلى الأهداف المرغوب فيها عبر الملاحظة المباشرة (التقويم التفاعلي).
 يجب إثارة الدافعية للتعلم عبر التشجيع المستمر.
 الأخطاء المرتكبة من طرف المتعلمين، تعتبر جزء من سيرورة التعلم، ومنطلقا لبناء تعلمات جديدة.
 توفير البيئة المدرسية لتحقيق النجاح، باعتباره ليس له بديل.
 الاستعداد يعتبر شرطا أساسيا لإحداث تغيير في التعلم، ويتضمن استعدادا نفسيا، بيولوجيا، عقليا ولغويا عضويا، وارتباطه بالنمو أو التعلم القبلي.
 التنويع من حيث المصادر واستخدام الأنشطة المتنوعة، وربط التعليم بالممارسة الموجهة والمستقلة.
 تنظيم التعلم من خلال اختيار المحتوى التعليمي التعلمي، والمفاهيم والمبادئ….. تنظيما دقيقا ومنطقيا، والأخذ بعين الاعتبار مبدأ التدرج أي الانتقال من البسيط إلى المركب إلى المعقد، ومن الملموس إلى المجرد، ومن المهم إلى الأهم.(3)

************************
المراجع
– عفاف عثمان عثمان مصطفى، استراتيجيات التدريس الفعال.
– فراح السليتي، استراتيجيات التعليم والتعلم.. النظرية والتطبيق، ط1، عمان جدار للكتاب العالمي عالم الكتاب الحديث،
– عبد القادر محمد عبد القادر، نماذج من استراتيجيات التدريس الفعال بين النظرية والتطبيق، د ط، 2011،

بقلم: رشيد البوعزاوي مستشارفي التوجيه متدرب بمركز التوجيه والتخطيط التربوي
وطالب بسلك الدكتواره تخصص علوم التربية والديداكتيك بكلية علوم التربية الرباط

Top