مجلتا “المدرسة المغربية” و”دفاتر التربية التكوين” تصدران من جديد

بعد أن توقفتا عن النشر سنة 2014، عادت من جديد مجلتي “المدرسة المغربية” و”دفاتر التربية والتكوين” للصدور مجددا.
وجاء الإعلان عن استئناف الإصدار في لقاء تواصلي عقده المجلس الأعلى للتربية والتكوين، أول أمس بالرباط، لتقديم العددين الجديدين من المجلتين اللتين اختارتا ملفا “المدرسة والديموقراطية” و”النموذج البيداغوجي للمدرسة المغربية” المحور الرئيسي لإصدارهما الجديد.
في هذا الإطار قال عبد اللطيف المودني المدير المسؤول عن المجلتين أن السبب الرئيسي لعدم صدور المجلتين بوتيرة منتظمة هو ضعف المساهمات التي تتوصل بها هيئتا تحرير المجلتين. واللتين كان من المفروض أن تصدرا منذ أكتوبر الماضي؛ لكن قلة الأبحاث المتوصل بها أخرتا إصدارهما”.
وأضاف المودني أنه تم استئناف صدور هاذين العددين بعد توقف اضطراري منذ سنة 2014، لتعزيز البحث الأكاديمي والمعرفة المدرسية وفق خط تحريري يفتح المجال لتعددية الآراء والأفكار، والإسهام في تكوين الفاعلين والمستفيدين بالمدرسة المغربية.
وأبرز المسؤول عن المجلتين أنهما تتميزان بالاستقلالية في هيئتي تحريرهما، نافيا أن يكون هناك أي توجيه من المجلس الأعلى للتربية والتعليم الذي يقوم بدعم إصدارهما فقط. حيث قال إن “المجلتين تلتقيان في مبدأ الاستقلالية والانفتاح على الآراء المتعددة وفي كونهما مجلتان محكمتان، وتلتقيان في الانفتاح على تعدد التخصصات لأن المبدأ الأساسي في هذا الإطار هو أن قضايا المدرسة والتكوين تستدعي تعاون التخصصات وتفاعل المنهجيات”.
من جهته، أبرز عبد الفتاح لحجمري، رئيس تحرير مجلة المدرسة المغربية، أن هيئة تحرير المجلة واجهت عدة تساؤلات للبحث في أدوار المدرسة وفي صلتها بإشكالات التفاوتات الاجتماعية والفوارق التعليمية، مضيفا أن المدرسة مدعوة اليوم لتوفير تعليم يضمن المساواة والإنصاف والجودة لكل المتمدرسين.
وتابع لحجمري أن هذا العدد الجديد من مجلة “المدرسة المغربية” يطرح إشكالية ديموقراطية التدبير بالمنظومة التربوية، إضافة إلى كونه يسائل أدوار المدرسة ومسؤوليتها في ترسيخ مقومات المجتمع الديموقراطي، من خلال التربية على قيم المواطنة والمساواة والحقوق والواجبات، وعلى فضائل السلوك المدني.
من جانبه، أكد رئيس تحرير مجلة “دفاتر التربية والتكوين”، حماني أقفلي، أن هذا العدد يتوخى معالجة موضوع النموذج البيداغوجي للمدرسة المغربية من زوايا مختلفة لكنها متظافرة، تسائل على الخصوص النمودج البيداغوجي المعتمد حاليا، من حيث مفهومه وواقعه وصعوباته، وكذا أسس ومرجعيات النماذج البيداغوجية وعلاقتها بالمشروع المجتمعي المغربي وكيفية جعلها مستجيبة لمستلزمات الملاءمة والمواكبة والنجاعة في أفق الارتقاء بالمدرسة المغربية.
وأضاف أقفلي أنه في هذا الإطار كانت الإشكالية الأساسية تتمحور حول مجموعة من الأسئلة تهم بالخصوص النماذج البيداغوجية المنتهجة في المدرسة المغربية بقطاعيها العمومي والخصوصي، والصعوبات والإكراهات التي تواجهها في الممارسة اليومية، وكيفية الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة في هذا المجال.
جدير بالذكر أن العدد الجديد من مجلة المدرسة المغربية يطرح عدة دراسات تهم على الخصوص المدرسة ورهان الديموقراطية بالمغرب، والديموقراطية التشاركية بمؤسسات التعليم الثانوي، والمدرسة بين إرادة الديموقراطية وواقع إعادة الإنتاج، والفلسفة بما هي رهان ديموقراطي. كما يقدم وثيقة لتقديم الأطلس المجالي الترابي، وذاكرة المدرسة المغربية التي تتناول بالخصوص جذور المدرسة العصرية في مغرب الحماية.
وتهدف المجلة من خلال هذا العدد إلى إيجاد حلول ناجعة لإشكالية التفاوتات الاجتماعية والفوارق التعليمية، ضمن مدرسة مطالبة بإنجاح إصلاح تربوي عميق، كفيل بضمان المساواة والانصاف في نشر التعليم وتعميمه، وفي تأمين التمدرس واستمراريته بمواصفات الجودة.
كما يذكر أن اختيار مجلة “دفاتر التربية والتكوين” لموضوع “أي نموذج بيداغوجي للمدرسة المغربية” محورا رئيسيا لهذا العدد، يأتي اعتبارا لمحورية النموذج البيداغوجي في المهام الموكولة للمدرسة.
يشار إلى أن هاتين المجلتين اللتان يدعمهما المجلس الأعلى للتربية والتكوين تهدفان في خطهما التحريري إلى الإسهام في تيسير إنتاج وتداول المعرفة والنظريات والأعمال الميدانية المرتبطة بالتربية والتكوين والبحث، علاوة على سعيهما إلى أن تكونا منبرين منفتحين على إسهامات الكفاءات الفكرية والمهنية والخبرات المتخصصة والمهتمة بقضايا المدرسة بكل مكوناتها.
وتجدر الإشارة إلى أن ملف العدد المقبل من مجلة “المدرسة المغربية” سيتناول موضوع “التعليم: رهانات الرأسمال البشري والاقتصاد”، أما ملف العدد الثالث عشر من مجلة “دفاتر التربية والتكوين” فسيعالج موضوع “ممارسات التدريس والتعلم والتكوين”.

< محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top