بعد كل من رشيد الطاوسي وبادو الزاكي، ومصطفى حجي، يستعد الحسين عموتة هو الآخر لمغادرة حرم الإدارة التقنية الوطنية والمنتخبات المغربية بجل الفئات، والعدد مرشح للارتفاع، بالنظر للإخفاق الذي لازم بعض المنتخبات السنية، كما هو الحال لمنتخب أقل من 20 سنة، والذي سجل نتائج ضعيفة تحت قيادة المدرب هشام الدميعي.
وقبل هذه الأسماء غادر أيضا مدربون، منهم من تعاقد مع إحدى الفرق، ومنهم من دخل العطالة، في انتظار ما يأتي أو لا يأتي…
وطبيعي أن يتساءل المتتبعون عن الأسباب، جعلت إدارة الجامعة لا تتردد، ولو للحظة واحدة في السماح بمغادرة مدربين، اشتغلوا منذ مدة بالإدارة التقنية والمنتخبات؟ والأكثر من ذلك تدخل الرئيس فوزي لقجع شخصيا في بعض الحالات، من أجل تسهيل مهمة التحاق البعض منهم بالأندية الوطنية، دون إظهار أي معارضة أو تردد…
أما على مستوى البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، فيسجل حضور لافت للمدربين الأجانب، بعدد يتزايد موسما بعد آخر، وخاصة التونسيين منهم، فمن أصل 16 ناد يشكلون البطولة، يسجل حضور 8 أجانب، هو عدد لا يستهان به، يستحق أكثر من وقفة لمعرفة الأسباب، جعلت مساحة الاشتغال تضيق أمام المدرب مغربي…
لن ندخل الآن في مناقشة مسببات، جعلت العديد من المسيرين يفضلون التعاقد مع الأجانب، عوض المدربين المغاربة، فاختزال الأمر في سبب أو سببين، أو تحميل طرف واحد المسؤولية، يعد حكما غير موضوعي تماما، مادامت الأسباب مشتركة ومعقدة، تتداخل فيها الكثير من الجوانب المؤثرة.
وهنا لابد من طرح معطى آخر بكثير من الاستغراب والدهشة، ويتعلق الأمر بعدم تعاقد أي ناد مغربي مع مدربين حصلوا مؤخرا على دبلوم “كاف برو”، والعدد هنا لا يستهان به، كما لم ينجح أي أحد من بين هذه اللائحة الطويلة، من الانتقال للعمل مع إحدى الأندية سواء كانت هاوية أو محترفة خارج الحدود، ما دام الدبلوم المحصل عليه، يسمح لهم بالتعاقد مع أندية احترافية بالقارتين الأوروبية والأسيوية!…
وضعية غير سليمة حقيقة تسائل مهنة المدرب بالمغرب، كما تطرح إشكالات حقيقية، لابد من مناقشتها وتفكيكها، للوصول إلى معالجة شمولية، تجعل وضعية الإطار الوطني أفضل مما نشاهده حاليا…
للإشارة فالكفاءة لا جنسية لها، والبقاء يكون دائما للأفضل، ومن يجتهد في تطوير ملكاته التقنية والفكرية والتأطيرية، عوض الانتشار بكراسي المقاهي، والاكتفاء بمناقشة قضايا الناس…
وبه وجب الإعلام والسلام…
محمد الروحلي