مقتل جندي مغربي وغابوني في هجوم مسلح بجمهورية إفريقيا الوسطى

علم لدى مصدر عسكري، أول أمس الأربعاء، أن جنديا مغربيا تابعا لتجريدة القوات المسلحة الملكية العاملة ضمن بعثة الأمم المتحدة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، لقي مصرعه، الاثنين، في هجوم مسلح لعناصر مجموعة مسلحة في بانغاسو، جنوب جمهورية إفريقيا الوسطى استهدف قافلة كان ضمنها.
وأضاف المصدر ذاته أن (مينوسكا) أدانت بشدة هذا الهجوم الذي خلف أيضا مقتل شخص واحد من القبعات الزرق الغابونية. كما نسبت البعثة الأممية هذا الهجوم الجبان إلى مقاتلي جماعة «الوحدة من أجل السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى» المتمردة التي تسيطر على المناطق الجنوبية من البلاد وميليشيا (أنتي بالاكا)، العضو في تحالف الجماعات المسلحة.
وأكدت بعثة الأمم المتحدة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى، في بيان لها، أنها ستعمل مع سلطات جمهورية إفريقيا الوسطى لإلقاء القبض على مرتكبي جرائم الحرب هاته والمتواطئين معهم وتقديمهم أمام العدالة.
وأدانت الأمم المتحدة هذا الهجوم، وقالت في بيان، إن «جنديين من قوات حفظ السلام -غابوني ومغربي- لقيا مصرعهما على بعد 17 كيلومترا من بلدة بانغاسو، عاصمة إقليم مبومو، وذلك في أعقاب سقوط قافلتهما في كمين نصبته عناصر جماعات مسلحة متحالفة تتكون أساسا من (اتحاد الوطنيين الكونغوليين) ومناهضي بالاكا».
وأدان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى، مانكور ندياي، بشدة هذا الهجوم الذي وصفه بـ»الجبان».
وأكد ندياي، الذي يرأس أيضا (مينوسكا)، في بيان صادر يوم الهجوم، أن البعثة ستعمل مع سلطات جمهورية إفريقيا الوسطى لإلقاء القبض على مرتكبي جرائم الحرب هاته والمتواطئين معهم وإحالتهم على العدالة.
وأشاد الممثل الخاص بعنصري قوات حفظ السلام المفقودين وقدم تعازيه القلبية إلى الأسر المكلومة، والوحدات الغابونية والمغربية وحكومتيهما.
وأعرب الممثل الخاص للأمين العام عن تقديره لعنصري القبعات الزرق المفقودين، وقدم تعازيه لأسرتي الضحيتين والوحدات الغابونية والمغربية، وكذا حكومتيهما.
ومنذ 19 دجنبر المنصرم، شهدت إفريقيا الوسطى هجمات متكررة من جانب جماعات مسلحة تعارض السلطة الحكومية في هذه الجمهورية وإجراء الانتخابات.
وأكد ندياي قائلا «لقد دفعت (مينوسكا) ثمنا باهظا، حيث سقط سبعة من القبعات الزرق في خدمة السلام، منذ شن هجمات منسقة ومتزامنة من قبل مناهضي بالاكا، و3 آر، ولجنة السياسة النقدية، واتحاد الوطنيين الكونغوليين، حلفاء الرئيس السابق فرانسوا بوزيزي، ولكن البعثة تظل ملتزمة بمتابعة ولايتها المتمثلة في حماية السكان المدنيين وتأمين الانتخابات».
وفي الأسبوع الماضي لقي عنصران من قوات حفظ السلام -روانديوني وبوروندي- مصرعهما في هجومين منفصلين على البعثة الأممية.
وأشاد المبعوث الأممي أيضا بالمدنيين والعاملين في المجال الإنساني وأفراد قوات الدفاع والأمن في جمهورية إفريقيا الوسطى، ضحايا هذا العنف».
وتواصل البعثة عملية تأمين بانغاسو، المدينة التي تسيطر عليها قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام سيطرة كاملة منذ يوم الجمعة بعد وصول قوات القبعات الزرق المنتشرة لتعزيز الصفوف، وبعد توجيه إنذار إلى الجماعات المسلحة التي كانت تحتل بعض المواقع عقب هجوم 3 يناير الجاري.
وقالت بعثة الأمم المتحدة إن «دوريات معززة تجول حاليا المدينة وضواحيها»، مضيفة أن الوضع الأمني هادئ وأن السكان شرعوا في العودة إلى منازلهم. بيد أن قوة البعثة لا تزال في حالة تأهب لمنع أي هجوم قد تنفذه الجماعات المسلحة ضد السكان المدنيين وسلطة الدولة والقبعات الزرق أو عودة المتمردين إلى بانغاسو.
وفي سياق متصل أدان أعضاء مجلس الأمن الدولي،»بأشد العبارات» الهجوم ، وأفاد بيان لمجلس الأمن الدولي بأن أعضاء المجلس عبروا عن خالص تعازيهم لأسرتي عنصري القبعات الزرق اللذين قتلا، وكذا للغابون والمغرب وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، و»أدانوا بأشد العبارات كل هجوم أو استفزاز أو تحريض على العنف ضد بعثة المينوسكا من قبل الجماعات المسلحة أو مجرمين آخرين».
وجدد أعضاء مجلس الأمن التأكيد على أن الهجمات على القبعات الزرق يمكن أن تشكل جرائم حرب، مذكرين كافة الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي.
ودعا أعضاء مجلس الأمن حاكم جمهورية أفريقيا الوسطى إلى فتح تحقيق في أقرب الآجال بشأن هذه الهجمات وتقديم الجناة إلى العدالة.
وجدد المجلس التأكيد أيضا على «دعمه التام» لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، معربا عن «امتنانه العميق» لجنود البعثة والبلدان التي تساهم فيها.
وأكد أعضاء مجلس الأمن مجددا دعمهم القوي للممثل الخاص للأمين العام لجمهورية أفريقيا الوسطى، مانكور ندياي، ولبعثة المينوسكا، اللذين يساهمان في العمل الذي تقوم به سلطات جمهورية أفريقيا الوسطى وشعبها من أجل إحلال سلام واستقرار دائمين، وفقا للمهمة التي أوكلها إياهما مجلس الأمن في قراره رقم 2552.

Related posts

Top