من أعطى بنعطية هذا الامتياز؟

أثار تواجد المهدي بنعطية بمستودع ملابس الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، خلال المباراة الودية أمام منتخب الرأس الأخضر، العديد من التساؤلات، بحكم أن العميد السابق، تحول بعد الاعتزال إلى وكيل للاعبين، يبحث عن زبناء لكسب توقيعات احتكارية، تسهل القيام بمهنته الجديدة…
الثابت أن لبنعطية كل الحق في ممارسة ما يراها مناسبا لمستقبله، إلا أن وجه الاعتراض يكمن في سعيه إلى استغلال علاقاته السابقة، داخل منظومة الجامعة، وقربه من أطقم المنتخبات الوطنية، لتسهيل الحصول على عقود احتكارية، وسط اللاعبين الدوليين الجاهزين للاستعمال.
وهنا يكمن الإشكال الحقيقي؛ فوجود وكيل بغرفة تغيير الملابس، وأثناء المعسكرات التدريبية، يفقد اللاعبين التركيز المطلوب، كما يؤثر على عمل الأطقم التقنية، وبالتالي، فإن سلبيات هذا الاختراق متعددة الأبعاد والأوجه…
كثيرا ما طالبنا بضرورة حماية المنتخبات الوطنية من كل التدخلات الخارجية، وخاصة الوكلاء والسماسرة ومختلف الوسطاء، وأن تكون لمؤسسة الفريق الوطني الأول بصفة خاصة، حرمة لا يمكن تجاوزها أو اختراقها، بأي شكل من الإشكال، كما كان يحدث أيام الفرنسي هيرفي رونار، حيث كان وكيله الخاص، دائم الحضور وسط اللاعبين؛ وخلال كل المعسكرات التدريبية…
ظهور بنعطية بمحيط الفريق الوطني، ليست المرة الأولى، إذ سبق أن شوهد أيضا بجانب اللاعبين خلال مونديال قطر، وخلال مباراة الرأس الأخضر الإعدادية، كان يرافق وليد الركراكي لحظة خروجه من مستودع الملابس، ويتحدث بين الفينة والأخرى مع بعض اللاعبين.
اختراق غير مقبول تماما، فكيف يعطى هذا الامتياز لبنعطية دون غيره؟ نحن هنا لا ندعو إلى فتح المجال أمام كل الوكلاء، بل بالعكس لابد من تحصين محيط المنتخب…
فالمسؤولية تقع بالدرجة الأولى على عاتق إدارة الجامعة، ولجنة المنتخبات، وأيضا وليد الركراكي الذي يصر دائما على التذكير بأنه مدرب محترف، يحترم شروط مهنته…
أدى بنعطية دوره كلاعب، بما له وما عليه من مؤاخذات عديدة، وبعد الاعتزال فهو مطالب بأخذ مسافة، والابتعاد عن محيط المنتخبات، لأن الفريق الوطني ليس ملكا له، كلاعب تصرف في شؤونه كما شاء، وبعد الاعتزال كوكيل لاعبين يبحث عن الفرص السانحة…

>محمد الروحلي

Related posts

Top