هولندا تفكك جسرا تاريخيا ليعبر يخت جيف بيزوس

 توعد سكان مدينة روتردام الهولندية بإغراق اليخت الفاخر المملوك للملياردير الأميركي جيف بيزوس بالبيض الفاسد، بسبب غضبهم منه جراء التفكيك المحتمل لجسر تاريخي حتى يتمكن يخته من الإبحار في البحار المفتوحة.
وأكدت وسائل إعلام محلية أن بلدية روتردام ستقوم بتفكيك الجزء المركزي من جسر فولاذي تاريخي لتمكين مرور اليخت العملاق لبيزوس، والذي هو قيد التشييد في المدينة.
وأثارت هذه الخطوة غضبا واسعا بين السكان المحليين، الأمر الذي يبدو أنه دفع البلدية للتراجع عن تفكيك الجسر.
وطبقا لما أوردته صحيفة التلغراف البريطانية، أشار بعض السكان إلى أنَّ سياسة إدراج المباني ضمن المواقع الأثرية في هولندا معروفة بأنها صارمة؛ لذا لم يتمكنوا من فهم الاستثناء الواضح الممنوح للملياردير الأميركي الشهير.
كما أثار اقتراح العمل على تفكيك الجسر الفزع في بعض الأوساط؛ حيث دعا ستيفان ليويس عضو المجلس المحلي لليسار الأخضر إلى مناقشة طارئة، وقال “هذا يمثل تجاوزا شديدا حقا”.
ونفى عمدة مدينة روتردام أحمد أبوطالب لوسائل إعلام هولندية وجود اتفاق نهائي لتفكيك جسر “دي هيف” مؤقتا، مؤكدا أنه لم يتلقَّ طلبا رسميا للحصول على إذن التخطيط لذلك.
وأضاف “كل هذه الإثارة غريبة بعض الشيء، لم يكن هناك حتى قرار، ناهيك عن طلب إذن لتخطيط التفكيك والعبور”.
لكن تلك التصريحات تتناقض مع تعليقات مسؤولي المدينة، الذين قالوا قبل أيام إنَّ المجلس سيوافق على طلب شركة بناء السفن لتفكيك الجزء الأوسط من الجسر ليوم واحد للسماح بمرور صواري اليخت الفاخر.
وأكد متحدث لصحيفة التلغراف أنَّ الطلب جاء من شركة بناء السفن أوسيانكو لسفينة يملكها جيف بيزوس.
ويُقال إنَّ تكلفة اليخت، المعروف باسم Y721، تبلغ 430 مليون يورو (492.3 دولار أميركي) بطول 127 مترا، وارتفاع يزيد عن 40 مترا وبه أشرعة؛ ما يجعله طويلا جدا بحيث لا يمكن المرور به تحت جسر دي هيف.
في حين يُعتقَد أنَّ المركب الشراعي المصنوع من الألومنيوم والفولاذ قد نُقِل من حوض بناء السفن الخاص بشركة أوسيانكو، إلى بلدة ألبلاسيردام الجنوبية، الواقعة بالقرب من مدينة روتردام، للتجهيز النهائي، بما في ذلك إنشاء ثلاثة صوار.
وكان عمدة مدينة روتردام قد صرح قبل أيام بأنَّ القرار سيُتخَذ بناء على اعتبارات “الصورة الاقتصادية وخاصة البحرية لمنطقتنا وكذلك الوضع الفني: هل من الممكن تنفيذ ذلك دون إحداث ضرر؟ نريد أيضا معرفة ما إذا كان المشتري سيعوض هذه التكاليف بالفعل”.
كذلك أكدت مدينة روتردام، في بيان، أنها “تلقت طلبا من شركة بناء سفن محلية لرفع وإزالة الجزء المركزي من جسر دي هيف الصيف المقبل. وسيسمح هذا للسفينة التي يبنيها صانع السفن المعني بالتوجه إلى البحر”.
ويُذكر أنَّ جسر “دي هيف”، الذي يعود تاريخه إلى العام 1878، مُدرَج ضمن فئة الدرجة الأولى في السكك الحديدية، التي تعني أنه جسر تراثي يتمتع بأعلى درجات الحماية، والذي تضرر في القصف النازي عام 1940.

Related posts

Top