1.6  مليون شخص توفوا بسبب مرض السل في عام 2021

يتم إحياء اليوم العالمي للسل كل سنة في 24 مارس لإذكاء الوعي بشأن السل والجهود الرامية إلى القضاء على هذا الوباء العالمي، ويخلد اكتشاف الجرثوم المسبب للسل في مثل ذلك اليوم من عام 1882.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان بالمناسبة إن اليوم العالمي للسل 2023، الذي وضع له شعار “نعم! يمكننا القضاء على السل!“، يهدف إلى بث الأمل والتشجيع على انخراط القادة على أعلى مستوى، والتعاون متعدد القطاعات لمكافحة الوباء. وينصب الاهتمام في اليوم العالمي للسل هذا العام على حث البلدان على إحراز المزيد من التقدم في الفترة التي تسبق الاجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة بشأن السل في شتنبر 2023. وستوجه منظمة الصحة أيضا نداء للعمل مع الشركاء من أجل حث الدول الأعضاء على تسريع وتيرة نشر المقررات العلاجية التي توصي المنظمة بإعطائها في مدة أقصر عن طريق الفم حصرا لعلاج السل المقاوم للأدوية.

ويعد وضع نهاية لوباء السل على الصعيد العالمي هو أحد غايات أهداف التنمية المستدامة لعام 2030. وتدعو استراتيجية منظمة الصحة العالمية «لدحر السل»، التي اعتمدتها جمعية الصحة العالمية في عام 2014، إلى الحد من الوفيات الناجمة عن السل بنسبة 90%، وخفض معدل وقوع حالات الإصابة به بنسبة 80% بحلول عام 2030 مقارنةً بذات المعدلات في عام 2015.
ويظل السل أحد أكثر الأمراض فتكا في العالم. وقد أنقذت الجهود العالمية لمكافحة السل أرواح نحو 74 مليون شخص منذ عام 2000. بيد أن جائحة كوفيد-19 وما اقترن بها من نزاعات في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط فضلا عن أوجه التفاوت الاجتماعية والاقتصادية، قد نسفت سنوات من التقدم المحرز في مكافحة السل، وزادت من ثقل الأعباء الملقاة على المصابين به، ولا سيما من الفئات الأكثر ضعفا. وقد أبرزت منظمة الصحة العالمية في أحدث تقرير عالمي لها عن السل أن معدل انتشار السل والوفيات الناجمة عنه قد زادا لأول مرة منذ ما أكثر من عقد.

فئات أكثر عرضة للخطر

يصاب ربع سكان العالم تقريبا ببكتريا السل. ولا يمرض بالسل فعليا سوى نسبة ضئيلة ممن يصابون بالعدوى. والأشخاص الذي يعانون من ضعف جهازهم المناعي هم أكثر عرضة للإصابة بالسل. ويرتفع احتمال إصابة الشخص المتعايش مع فيروس العوز المناعي البشري بالسل النشط بمقدار 26 إلى 31 ضعفا أكثر من غيره.

غالبا ما يصيب السل البالغين في سنوات العمر التي تشهد ذروة إنتاجيتهم. بيد أن كل الفئات العمرية معرّضة لخطره. وتحدث نسبة تتجاوز 95% من الحالات والوفيات في البلدان النامية.

وتزداد احتمالات تعرض مرضى فيروس العوز المناعي البشري للإصابة بالسل الفاعل 18 ضعفاً (انظر الفرع المعني بالسل وفيروس العوز المناعي البشري أدناه). وتزيد احتمالات الإصابة بالسل الفاعل أيضاً بين الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية أخرى تؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي. وتزيد المخاطر التي يتعرض لها الأشخاص المصابون بنقص التغذية 3 أضعاف مقارنة بغيرهم. وعلى الصعيد العالمي كانت هناك في عام 2020، 1.9 مليون حالة سل جديدة تُعزى إلى نقص التغذية.

ويؤدي اضطراب تعاطي الكحول وتدخين التبغ إلى زيادة مخاطر الإصابة بمرض السل بـ3.3 أضعاف و1.6 ضعف بالترتيب. وفي عام 2020، كان هناك 0.74 مليون حالة جديدة من حالات السل في العالم يمكن أن تعزى إلى اضطراب تعاطي الكحول، و0.73 مليون حالة يمكن أن تعزى إلى التدخين.

المرض المعدي الأشد فتكا بعد كوفيد 19

حصد السل في عام 2020 أرواح 1.5 مليون شخص (منهم 000 214 شخص من المصابين بفيروس العوز المناعي البشري). وعلى صعيد العالم، يمثل السل السبب الرئيسي الثالث عشر للوفاة والمرض المعدي الثاني الأشد فتكا بعد كوفيد-19 (يفوق في ذلك الإيدز والعدوى بفيروسه).

وفي عام 2020 أيضا، أصيب ما يقدر بنحو 9.9 ملايين شخص في العالم بالسل. 5.5 ملايين رجل و3.3 ملايين امرأة و1.1 مليون طفل. ويوجد مرض السل في جميع البلدان والفئات العمرية. لكن السل قابل للعلاج ويمكن الوقاية منه.

في نفس العام، شهدت البلدان الثلاثون التي تعاني من ارتفاع عبء السل 86% من حالات السل الجديدة. وشهدت ثمانية بلدان ثلثي مجموع الحالات، وتتصدر الهند هذه البلدان وتليها الصين وإندونيسيا والفلبين وباكستان ونيجيريا وبنغلاديش وجنوب أفريقيا.

الوباء يفتك بالأطفال

في عام 2020، أصيب 1.1 مليون طفل في العالم بالسل. وكثيرا ما يغفل مقدمو الخدمات الصحية عن السل بين الأطفال والمراهقين ويمكن أن يكون تشخيصه وعلاجه صعباً.

على الصعيد العالمي، يتراجع معدل الإصابة بالسل بنحو 2% سنويا، وبلغت نسبة التراجع التراكمي بين عامي 2015 و2020، 11%. ويتجاوز ذلك نصف الطريق إلى تحقيق الهدف المرحلي لاستراتيجية دحر السل المتمثل في خفض معدل الإصابة بنسبة 20% بين عامي 2015 و2020.

وتشير التقديرات إلى إنقاذ حياة نحو 66 مليون شخص في الفترة الواقعة بين عامي 2000 و2020 بفضل تشخيص السل وعلاجه.

السل المقاوم للأدوية المتعددة

ومازال السل المقاوم للأدوية المتعددة يشكل أزمة صحية عامة وخطرا يهدد الأمن الصحي. ولم يحصل على العلاج في عام 2020 إلا شخص واحد من كل ثلاثة أشخاص مصابين بالسل المقاوم للأدوية. وفي عام 2018، بلغ معدل نجاح علاج مرضى السل المقاوم للريفامبيسين/ الأدوية المتعددة 59%. وأوصت المنظمة في عام 2020 باتباع مقرر علاجي جديد يستغرق مدة أقصر (من 9 أشهر إلى 11 شهرا) ويؤخذ عن طريق الفم حصرا للمرضى المصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعددة. وأظهرت البحوث أن إتمام المرضى لهذا المقرر العلاجي يعد أسهل مقارنة بالمقررات العلاجية الأطول التي تستغرق مدة تصل إلى 20 شهرا. وينبغي استبعاد مقاومة الفلوروكينولون قبل استهلال العلاج بهذا المقرر العلاجي.

أثر السل على الصعيد العالمي

يحدث السل في جميع أنحاء العالم، وقد تركز العدد الأكبر من حالاته الجديدة في عام 2020 في إقليم جنوب شرق آسيا التابع للمنظمة الذي شهد 43% من تلك الحالات، وتلاه الإقليم الأفريقي التابع للمنظمة الذي شهد 25% منها، ثم إقليم غرب المحيط الهادئ التابع للمنظمة الذي شهد 18% منها.

وفي عام 2020، وقع 86% من حالات السل الجديدة في البلدان الثلاثين ذات عبء السل الثقيل. وشهدت ثمانية بلدان ثلثي حالات السل الجديدة، وهي: الهند والصين وإندونيسيا والفلبين وباكستان ونيجيريا وبنغلاديش وجنوب أفريقيا.

تكاليف كارثية وحاجة ماسة إلى رفع التمويل

على الصعيد العالمي، تواجه أسرة واحدة تقريبا من كل أسرتين متضررتين من السل تكاليف تزيد على 20% من دخلها، وفقا لبيانات المسح الوطني الأخير للتكاليف التي يتكبدها مرضى السل. ولم يحقق العالم الهدف المرحلي الذي يقضي بألا يتكبد أي مريض بالسل أو أسرته تكاليف كارثية من جراء المرض، بحلول عام 2020.

بحلول عام 2022، يلزم مبلغ 13 مليار دولار سنويا للوقاية من السل وتشخيصه وعلاجه ورعاية المصابين به لتحقيق الغاية العالمية المتفق عليها في اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن السل في عام 2018.

ويقل التمويل في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل التي تشهد 98% من حالات السل المبلغ عنها بقدر كبير عن المطلوب. وبلغ الإنفاق في عام 2020 ما يقل عن نصف الغاية العالمية المستهدفة بمقدار 5.3 مليارات دولار أمريكي (41%).

وقد حدث انخفاض بنسبة 8.7٪ في الإنفاق بين عامي 2019 و2020 (من 5.8 مليارات دولار أمريكي إلى 5.3 مليارات دولار أمريكي)، وعاد بذلك تمويل السل في عام 2020 إلى مستواه في عام 2016.

Related posts

Top