من المؤكد أن ذاكرة الرياضة المغربية، لا تخلو من لحظات كثيرة ونادرة لا ولن تسنى من عقول المغاربة على اختلاف الأعمار وتعاقب الأجيال، بفضل ما حققه رياضيون ورياضيات بمحافل رياضية كبرى في مختلف الألعاب سواء كانت جماعية أو فردية، لكن -مع الأسف- فالكثير من الأجيال اللاحقة والمتأخرة عن تلك اللحظات تجهلها تماما..
في كرة القدم ثم ألعاب القوى والملاكمة وكرة المضرب، وهي رياضات من الدرجة الأولى سجلت فيها المغرب حضورا بارزا، أكثر من مرة، على المستوى الدولي في الزمن الجميل، إضافة إلى بعض الومضات المتفرقة لألعاب أخرى، سطعت أسماء لأبطال وبطلات حققوا إنجازات وفازت بألقاب وبطولات وحطمت أرقام قياسية، أعلت بها راية الوطن خفاقة وسط أعلام دول العالم..
في الوقت الراهن، وأمام التراجع المخيف للرياضة المغربية التي باتت عاجزة في العقد الأخير عن التموقع مع الأقوياء ولو على المستوى القاري، نستعرض حلقات لأبرز اللحظات التي صنعها أبطالنا وعاشها الجمهور المغربي، وهو يتابع مباراة أو نزالا أو لقاء أو سباقا لمغربي أو مغربية في رياضة من الرياضات ببطولة عالمية أو ألعاب أولمبية..
هي مناسبة إذن لإحياء هذه اللحظات التاريخية والخالدة في سماء الرياضة المغربية، وعرضها بالنسبة لأجيال تجهل ساعات الفرح والحزن تجهل كيف قارع أبطال مغاربة كبار الساحرة المستديرة وأم الألعاب والفن النبيل والكرة السمراء، وتفوقوا عليهم في بعض الأحيان..
«بيان اليوم» اختارت هذه السنة، بمناسبة شهر رمضان الأبرك، استعراض حلقات من الماضي القريب والبعيد للحظات لاعب كرة قدم سجل هدفا ثمينا قادر فريقه إلى انتصار أو تأهل تاريخي أو عداء أحرز ميدالية ذهبية أو حطم رقما قياسيا، أو لاعب تنس وقف ندا لعملاق مع عمالقة اللعبة، أو ملاكم صال وجال بالحلبات.
قاد المنتخب المغربي إلى المباراة النهائية لـ “كان” 2004
بادو الزاكي من مواليد سيدي قاسم في 2 أبريل 1959 حارس مرمى مغربي مميز ومدرب المنتخب المغربي الأول من 2 ماي 2014 وإلى غاية 10 فبراير 2016، عندما تم فك الإرتباط به بشكل ودي .
اشتهر الزاكي بتدخلاته الرائعة ومرونته الفائقة. بدأ في إظهار خبراته ومهارته مع نادي الوداد البيضاوي، وفي سنة 1979 أصبح حارسا للمنتخب الوطني الذي شارك معه في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 1980 بنيجيريا وفاز بالميدالية النحاسية.
خاض أحسن تجربة في تاريخه الرياضي الحافل مع جيل 1986 بكأس العالم، عندما أبان عن علو كعبه في حراسة المرمى، ولم يدخل مرماه إلا هدفان فقط في أربع مباريات دولية لكأس العالم 1986 التي فتح فيها المغرب أبواب التأهل للأدوار الطلائعية في بطولة كأس العالم للدول الإفريقية والعربية، وبرزت مؤهلات بادو الزاكي عالميا في بطولة كأس العالم، عندما استطاع أن ينقد مرماه من هدف محقق إثر تسديدة لنجم ألمانيا كارل هانز رومينيغه.
احترف الزاكي بادو بنادي مايوركا الإسباني وحقق معه نتائج لا يستهان بها، وكان أهمها التأهل لنهائي كأس إسبانيا لأول مرة في تاريخ مايوركا سنة 1990. كما لمع الزاكي في الدوري الإسباني واستطاع التصدي لضربات جزاء أشهر لاعبي كرة القدم الدوليين، كالأرجنتيني سانشيز والهولندي كومان.
تم اختياره كأحسن لاعب أجنبي في “الليغا” سنة 1986-1987، كما أحرز لقب أحسن حارس مرمى في الدوري الإسباني في سنوات 1986-1987 و1988-1989 و1989-1990. في عام 1991 قاد فريق مايوركا الإسباني لنهائي كأس إسبانيا، حيث تم اختياره عميدا للفريق في نفس العام.
وذاعت شهرة الزاكي بعد أن أصبح حارسا رسميا للمنتخب المغربي في أول مباراة رسمية له بالجزائر سنة 1979 وكان عمره وقتها عشرين، وعلى الرغم من خسارة منتخب بلاده بثلاثة اهداف الا ان البداية كانت مشجعة بالنسبة له.
خاض 4 نهائيات لمسابقة كأس امم افريقيا، وتألق بالخصوص اعوام 80 في لاجوس ، و86 في مصر ، و88 في المغرب ، وحرمته الاصابة من التألق في دورة 92 ، حيث خرج مصابا فى المباراة الاول له .
وزادت شهرة الزاكي برفقة المنتخب المغربي الذي شارك في مونديال 1986 بمكسيكو، حيث كان واحدا من بين أفضل حراس المرمى الذين تم اختيارهم خلال هذا العرس الكروي.
أحرز الكرة الذهبية الافريقية في العام ذاته عن جدارة واستحقاق، وبعد مشاركته الناجحة في المونديال انضم الى مايوركا الاسباني واستطاع أن يحلق بالنادي إلى الأعالي حيث دخل قلوب الجماهير فنصب له تمثال تذكاري عربونا على وفائه وإخلاصه لفريق شبه الجزيرة الايبيرية.
وظل الزاكي مرتبطا بعشقه للكرة رغم اعتزاله إذ ولج عالم التدريب من بابه الواسع فدرب لفتح الرباطي وقاده إلى المباراة النهائية لكأس العرش، ودرب الوداد وأوصله إلى المباراة النهائية لمسابقة كأس الاتحاد الافريقي وخسرها أمام النجم الساحلي التونسي، لكن أبرز انجاز في مسيرته التدريبية هو قيادة المنتخب المغربي إلى المباراة النهائية لبطولة أمم إفريقيا عام 2004.
إعداد : القسم الرياضي