لن يستمر المدرب التونسي فوزي البنزرتي في تدريب الوداد، وقد تأكد التحاقه بمنتخب بلده تونس كما جاء في بلاغ الاتحاد التونسي لكرة القدم مساء الأحد.
ودخلت إدارة نادي الوداد مرحلة البحث عن البديل وتنصيب المدير الرياضي عبد الهادي السكتيوي مدربا مؤقتا، لتفادي الفراغ والاستمرار في التحضير للالتزامات المقبلة.
ويبدو أن مسؤولي الوداد في مقدمتهم الرئيس الناصري أبدوا تفهمهم كون المدرب طلبه اتحاد الكرة في بلده، وأعلنوا دفاع الوداد عن مصالحه في هذا الانفصال المفاجئ والذي تحرك من لدن طرف واحد يجسده المدرب.
فلا أحد ينكر قيمة فوزي البنزرتي المدرب الأكثر تتويجا قاريا، والرجل من مواليد 3 يناير 1950 بالمونستيري تونس، لعب في البداية لفريق بلدته المونستير، وعبر مسارا مميزا في مدار الكرة وأشرف على تدريب جل الفرق الكبرى في تونس من أبرزها، المونستيري والنادي الإفريقي ونجم الساحل والترجي والصفاقسي والإفريقي، كما درب منتخب تونس في مناسبتين، مارس 1994 ويونيو 2010 ومنتخب ليبيا بين 2007 و2009، ومنتخب الإمارات 2013.
أما رحلته مع كرة القدم المغربية، فقد بدأت رسميا في فريق الرجاء وبالضبط عند انفصال محمد فاخر يوم 28 نونبر 2013 في مدينة الجديدة، مباشرة بعد هزيمة الرجاء أمام الدفاع الحسني (1 – 0)، حيث نجح التغيير الذي راهن عليه مسؤولو الرجاء عبر قيادته في نهائي المونديال لمواجهة بايرن ميونيخ الألماني في نهائي كأس العالم للأندية، قبل أن يحظى باستقبال من لدن جلالة الملك في القصر بالدار البيضاء وتوشيحه بوسام ملكي من درجة ضابط..
وبعد المونديال، وتعذر على الرجاء الفوز باللقب وضاع منه في آخر دورة بسبب الهزيمة في آسفي أمام الأولمبيك 1 – 0 في وقت تمكن الفريق المنافس المغرب التطواني من هزم نهضة بركان في ملعب سانية الرمل 2 – 1 وانتزاع البطولة، وبعد أربعة أيام فقط عن الحدث غادر البنزرتي الرجاء.
وفي 19 يناير من السنة الحالية عاد البنزرتي إلى الدار البيضاء متعاقدا مع الوداد بعقد يمتد حتى السنة القادمة، وقاد الفريق في إياب دوري الموسم الماضي خلفا للمدرب الحسين عموتة.
وبعد أسبوعين فقط عن ارتباطه بالوداد يبتسم له الحظ من جديد ويقود الوداد في 24 فبراير 2018 للفوز بلقب السوبر الإفريقي على حساب تيبي مازيمبي الكونغولي 1 – 0، ويضيف إنجازا قاريا آخر غير مسبوق للوداد وإلى سجله الشخصي كمدرب، ويتضح أن الحظ مرتبط باجتهاد الرجل، واستمر البنزرتي في التنافس في الدوري من أجل اللقب وأضاعه في آخر الأنفاس حيث عاد لفريق اتحاد طنجة.
وعوض البنزرتي التميز في المنافسات القارية بوضع الوداد في صدارة مجموعته بنتائج محترمة، وسطر فترة التحضير للموسم الجديد، ونقل الوداد إلى مركز عين دراهم بتونس لفترة وصم إليه اللاعب التونسي أسامة الدراجي.
وأنهى رحلته مع الوداد في 28 يوليوز الأخير عائدا إلى تونس في رحلة أخرى في مساره يقود فيها منتخب بلده من جديد بعد محطتين سابقتين، والأكيد أن حدثا مماثلا لا يفاجئ في نظام احتراف كرة القدم، والوداد المؤسسة العريقة لم يرتبط مصير مساره في الحياة بأشخاص وهو أكبر كن البنزرتي وغيره من المرتبطين به، لأن الوداد مستمر والأشخاص يتبدلون.
< محمد أبو سهل