تكثر حالات التسمم بغاز أحادي أو أول أكسيد الكربون حول العالم، خصوصا خلال فصل الشتاء عندما تكون منافذ التهوية في المنازل مقفلة، ففي حال كانت الإمدادات غير صحيحة تحصر المادة المسربة داخل المنزل.
وزاد استخدام الغاز للتدفئة وحاجات تسخين المياه في المنازل ببعض الدول العربية، خصوصا تلك التي تعاني من أزمة انقطاع كهرباء، الأمر الذي يستدعي المزيد من التوعية والانتباه إلى أخطار تسرب الغاز.
فأول أكسيد الكربون مادة كيميائية تنتج من الاحتراق غير الكامل للغاز الطبيعي أو المنتجات الأخرى المحتوية على الكربون.
وتشير وكالة حماية البيئة الأميركية، إلى أن غاز أول أكسيد الكربون هو غاز سام عديم الرائحة وعديم اللون. ولأنه من المستحيل رؤية الأبخرة السامة أو تذوقها أو شمها، يمكن لغاز أول أكسيد الكربون قتل الشخص الذي يتعرض له قبل أن يدرك وجوده في المنزل.
وتختلف آثار التعرض لغاز أول أكسيد الكربون بين الأشخاص حسب عمر المصاب، وحالته الصحية، وفترة التعرض للغاز.
ومن مصادر انبعاث أول أكسيد الكربون؛ محركات السيارات، وشوايات الفحم، وأنظمة التدفئة الداخلية، وسخانات المياه التي تستخدم الغاز الطبيعي.
ماذا يحصل؟
عند استنشاق أول أكسيد الكربون، يحل مكان الأكسجين في مجرى الدم. وتختلف الأعراض من شخص لآخر. فالأشخاص المعرضون لخطر كبير هم الأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص المصابون بأمراض الرئة أو القلب والأشخاص الموجودون على ارتفاعات عالية والمدخنون.
وتتمثل أهم الأعراض التي تصيب الشخص المسمم بأول أكسيد الكربون في: مشاكل في التنفس، بما في ذلك عدم التنفس وضيق التنفس أو التنفس السريع- ألم في الصدر- غيبوبة- تشنجات- دوخة- النعاس- إغماء- صداع الرأس- ضغط دم منخفض- ضربات قلب سريعة أو غير طبيعية- صدمة- غثيان- ذبحة صدرية- ضعف البصر- انخفاض وظائف الدماغ.
كيفية إسعاف المصاب
إذا استنشق الشخص أول أكسيد الكربون، ينقل على الفور إلى الهواء الطلق. ويجب طلب مساعدة طبية فورا. ويجب تزويد فرق الإسعاف لدى حضورها، بالمعلومات الآتية: عمر الشخص ووزنه، والتوقيت والمدة اللذان تعرض خلالهما لأول أكسيد الكربون.
ولدى نقله إلى المستشفى، تقاس علامات المصاب الحيوية للشخص، بما في ذلك درجة الحرارة والنبض ومعدل التنفس وضغط الدم. إضافة إلى احتمال تلقي المصاب الأكسجين من خلال أنبوب التنفس عبر الفم، وخضوعه لتحاليل الدم والبول، ولتصوير الصدر بالأشعة السينية، ولتخطيط القلب، والعلاج بالأكسجين عالي الضغط وأدوية لعلاج الأعراض.
ويمكن أن يسبب التسمم بأول أكسيد الكربون الموت.
ومن يسلم، يمكن أن ينتعش بشكل بطيء، لكن يمكن ألا يسلم الأمرمن حصول تلف بالدماغ حسب كمية وطول فترة التعرض لأول أكسيد الكربون.
إجراءات الوقاية من تسرب الغاز
يؤكد الخبراء وجوب أن يكون في كل منزل كاشف أول أكسيد الكربون خصوصا قرب أي أجهزة لحرق الغاز (مثل الفرن أو سخان المياه).
ويشير إلى أن العديد من حالات التسمم بأول أكسيد الكربون تحدث خلال أشهر الشتاء عند استخدام الأفران والمدافئ الغازية والسخانات على الغاز وإغلاق النوافذ. لذلك يجب فحص السخانات وأجهزة حرق الغاز بانتظام للتأكد من أنها آمنة للاستخدام.
خطوات تقليل التعرض للغاز
من الضروري تثبيت جهاز إنذار أول أكسيد الكربون في الممرات بالقرب من مناطق النوم، وتجنب الزوايا التي لا يدور فيها الهواء، واتباع تعليمات الشركة المصنعة لاختبار المنبه كل شهر.
ومن المهم التأكد من صيانة معدات الاحتراق وتعديلها بشكل صحيح. ويجب التعامل مع استخدام المركبات بعناية بجوار المباني وفي البرامج المهنية، كما يمكن استخدام التهوية الإضافية على أنه إجراء مؤقت عند توقع وجود مستويات عالية من غاز أول أكسيد الكربون لفترات زمنية قصيرة.
إضافة إلى استخدام مروحة العادم ذات التهوية في الخارج فوق مواقد الغاز، وإصلاح أي حالة تسرب غاز على الفور.