قال الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، محمد بن عيسى، إن موسم أصيلة الثقافي الدولي، المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، قد حقق خلال دورته الـ 44 نجاحا قياسيا رغم الظروف القاسية، التي يمر بها العالم (حرب غزة، أزمة السودان وليبيا وسوريا ولبنان والحرب الروسية الأوكرانية)، مشيرا إلى أن الدورة الجديدة من الموسم نجحت في تنفيذ برنامجها الغني والمتنوع، وواصلت إبراز الوجه المشرف لمملكة الحرية والأمن والاستقرار.
وأبرز بن عيسى خلال تقديمه حصيلة الموسم، في كلمة تلاها خلال حفل اختتام الدورة 44 التي أسدل الستار على فعالياتها الخميس الماضي، أن هذا الحدث الثقافي المتميز يساهم في إبراز صورة المغرب، البلد الذي ما فتئ يحقق التقدم والرخاء تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، مشيرا إلى أن الدورة الخريفية استقبلت أزيد من 300 ضيف من أبرز رجال السياسة والفكر والأدب والإعلام والفن التشكيلي من مختلف أنحاء العالم.
وكشف بن عيسى أن كل ضيوف أصيلة عبروا عن انبهارهم بالدينامية والاستقرار والحرية والتعددية، التي تعيشها المملكة، مؤكدين أنهم يتفاجؤون كل سنة بحجم ونوعية المنجزات التي يحققها المغرب على مختلف الأصعدة، كما أشادوا بالأمن والاستقرار اللذين ينعم بهما المغرب.
وتميز حفل اختتام الموسم الثقافي الدولي، الذي نظمته مؤسسة منتدى أصيلة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) وبلدية أصيلة، بتكريم وتتويج عدد من الفاعلين الثقافيين والجمعيات الشبابية والمبادرات البيئية بالمدينة، عرفانا بجهودها المبذولة في مجال إشاعة ثقافة الإبداع والتطوع والحفاظ على البيئة.
وفاز بجوائز مشغل التعبير الأدبي وكتابة الطفل، الذي استفاد منه حوالي 100 طفل، أطفال أبانوا عن ملكات إبداعية وقدرات على الاكتساب والتطور، ويتعلق الأمر بشهد بوحراث، ووسيم أبو علي وتوبة بوق، بينما عادت جائزة البيئة “الحي الجميل” إلى سكان زقاق “شقائق النعمان” لمبادرتهم الخلاقة في تزيين الحي.
أما جائزة “أم السنة” فقد عادت للأم والجدة خدوج اليرولي، من مواليد 1947، فيما عادت جائزة “طفل السنة” إلى هيثم الصيداي، المزداد سنة 2013، الذي بصم على أداء مميز في عدة مباريات رياضية بانضباط وكثير من الروح التنافسية مع فريقه الشباب الأصيلي لكرة القدم.
كما منحت مؤسسة منتدى أصيلة جائزة “جمعية السنة” إلى جمعية نادي الشباب الأصيلي لكرة القدم، التي قدمت العديد من الأسماء لكرة القدم المحلية والجهوية والوطنية على مدى الأجيال الماضية.
وتم خلال الحفل توزيع الجوائز على المتفوقين في دورة باكالوريا 2023، ويتعلق الأمر بندى أفكير من شعبة علوم الحياة والأرض (14.68)، وآلاء البوخاري من شعبة الآداب والعلوم الإنسانية (16.35)، ومحمد الكبير من شعبة العلوم الفيزيائية والكيميائية (17.34)، وعبد السلام البقالي من شعبة العلوم الفيزيائية والكيميائية بالفرنسية (18.05)، وهاجر دار اعمار من شعبة الاقتصاد (15.26).
جدير بالذكر أن برنامج الندوات، الذي نظمه موسم أصيلة الثقافي الدولي الـ 44، وجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة الـ 37، من 6 إلى 26 أكتوبر الجاري، شهد مناقشة قضايا حيوية آنية منها موضوع “الصحراء الكبرى: من الحاجز إلى المحور”، و”إفريقيا والغرب: الموروث والمأمول”، و”أوروبا: بين نوازع القوة والخروج من التاريخ”، و”العرب اليوم وأعباء الفراغ الاستراتيجي” على امتداد السابع عشر والثامن عشر من أكتوبر.
كما نظمت مؤسسة منتدى أصيلة بالشراكة مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد ندوتين، الأولى حول موضوع “التفكك الجيوسياسي والمناخ والهجرة والأمن الغذائي: الجنوب الجديد وعلاقاته مع أوروبا”، والثانية حول موضوع “التحولات الطاقية: التحديات والآفاق بالنسبة إلى إفريقيا والدول العربية وأوروبا”.
وبالإضافة إلى الندوات، جرى تنظيم ملتقى الرواية العربية الذي تناول محور “الرواية العربية والخطاب البصري”.
واحتفت “خيمة الإبداع” لهذه الدورة من موسم أصيلة الثقافي الدولي الرابع والأربعين بالأكاديمي والمفكر المغربي سعيد بنسعيد العلوي، بمشاركة 20 من الجامعيين والأكاديميين، فضلا عن إصدار كتاب يتضمن شهادات المشاركين.
وإلى جانب ذلك، جرى، أيضا، خلال هذه الدورة من الموسم تسليم “جائزة محمد زفزاف للرواية العربية” في دورتها الثامنة، والتي آلت للروائي اللبناني رشيد الضعيف عقب ندوة “الرواية العربية والخطاب البصري”.
وتبعا لما جرت عليه العادة، نظم الموسم مشاغل الفنون التشكيلية بمشاركة فنانين من المغرب والبحرين والسنغال وسوريا وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا.
واستقبلت أروقة المعارض في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، معرضين كبيرين للفنانين سعيد المساري من المغرب وعلي علي سلطان من سوريا. كما استضاف قصر الثقافة معرضين، الأول للفنان المغربي معاد الجباري، والثاني للفنانين الشباب. واحتضن بهو مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية معرضا خاصا بمواهب الموسم “مرسم الطفل”.
وخلال الدورة الـ 44 جرى، أيضا، تنظيم مشغل التعبير الأدبي وكتابة الطفل، الذي يعنى بالكتابة في مختلف المجالات مثل الشعر والقصة والسيناريو وغير ذلك.
وكانت مؤسسة منتدى أصيلة نظمت ما بين 4 و25 يوليوز المنصرم الدورة الصيفية للموسم الثقافي الدولي الـ 44.
وتميزت الدورة بتنظيم معرضين للفنانين نرجس الجباري ومحمد عنزاوي، ومشاغل الفنون، وصباغة الجداريات، كما جرى تنظيم ندوتين، الأولى حول “الفن المغربي المعاصر والسؤال الثقافي”، والثانية حول “الفن التشكيلي المغربي والتداول النقدي”. وجرى خلال هذه الدورة الصيفية تكريم الفنان التشكيلي المغربي عبد الكبير ربيع.
<مبعوث بيان اليوم إلى أصيلة: حسن عربي