إسبانيا ينبغي أن تجمعها “أفضل العلاقات” مع المغرب “الشريك الأساسي”

أكد وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أن إسبانيا ينبغي أن تجمعها “أفضل العلاقات” مع المغرب، “الشريك الأساسي” في عدة مجالات.
وقال ألباريس أمام مجلس الشيوخ الإسباني، يوم الثلاثاء المنصرم، “يجب أن تكون لإسبانيا أفضل العلاقات مع جار مثل المغرب. هذه قاعدة من قواعد السياسة الخارجية وسياسة الدولة”.
وأشار رئيس الدبلوماسية الإسبانية في هذا السياق، إلى أن “المغرب شريك أساسي في مكافحة الإرهاب وتفكيك الخلايا الجهادية ومكافحة الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى أهميته بالنسبة للنسيج الاقتصادي الإسباني”.
وأفاد بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين يتجاوز 21 مليار يورو، وأن أزيد من 17 ألف شركة إسبانية تصدر منتجاتها إلى المغرب.
كما سلط ألباريس الضوء على الروابط الإنسانية القائمة بين البلدين، مشيرا إلى أن ما يقرب من مليون مغربي يعيشون في إسبانيا و17 ألف إسباني يعيشون في المغرب.
وذكر بالزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى المغرب في 21 فبراير من هذا العام، وبانعقاد الاجتماع رفيع المستوى العام الماضي، وهو الأول من نوعه منذ 8 سنوات، والذي توج بالتوقيع على أكبر عدد من الاتفاقيات الثنائية بين المغرب وإسبانيا.
وكانت زيارة سانشيز إلى المغرب قد اتت في توقيت دقيق ومناسب في ظل العلاقات المتنامية والقوية بين مدريد والرباط، بعد توقيع خارطة الطريق بين المملكتين في أبريل 2021 بالرباط، عقب موقف إسبانيا من ملف الصحراء المغربية، حيث اعتبرت مدريد أن مبادرة الحكم الذاتي أساس لإيجاد حل نهائي وذات مصداقية. كما أتت بعد مرور أيام قليلة على تعليق زيارة ألباريس إلى الجزائر، التي كانت تنتظر أن تراجع إسبانيا موقفها من قضية الصحراء المغربية.
وتزامنت الزيارة أيضا مع استمرار تعرقل إعادة فتح الجمارك التجارية عبر معابر سبتة ومليلية المحتلتين، وهو الملف الذي سبق أن طُرح خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإسباني إلى المغرب في دجنبر الماضي، والذي أكد آنذاك غياب جدول زمني متفق عليه حول الأمر.
وصف بيان صادر عن رئاسة الحكومة الإسبانية المغرب بأنه بلد مجاور وصديق وشريك إستراتيجي لإسبانيا في جميع المجالات”. وأضاف البيان أن رحلة سانشيز إلى المغرب تأتي في بداية الولاية التشريعية الجديدة لحكومته، “ما يؤكد العلاقات الوطيدة التي توحد البلدين.
وأكد البيان ذاته أن العلاقات بين البلدين تمر بأفضل لحظاتها على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، مشيرا إلى أن هذه العلاقات “مبنية على الثقة والالتزام بما تم الاتفاق عليه في إطار من الاحترام والحوار الدائم”. وشدد ألباريس على أن “كل ما تم الاتفاق حوله خلال القمة الثنائية الأخيرة بين البلدين، سيتم تنفيذه”، في حين أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة أن الإشكال في موضوع سبتة ومليلية “تقني، وليس سياسيا”.
يشار إلى أن إسبانيا حافظت، منذ إعلانها دعم الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية على موقفها رغم العديد من الضغوط الداخلية والخارجية. وبعد تشكيل الحكومة الإسبانية الجديدة، زار ألباريس الرباط لتجديد هذا الدعم. وأكد سانشيز بعد تجديد الثقة به إثر الانتخابات التشريعية التي شهدتها إسبانيا على أهمية علاقات الصداقة التي تجمع بين بلاده والمملكة المغربية، وذلك في مكالمة مع رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش.
كما أكد على جهود بلاده في مساعي تعزيز العلاقة الوثيقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي باعتبار أن إسبانيا تترأس الاتحاد في الدورة الحالية، مشددا على أهمية الرفع من وتيرة تنفيذ بنود خارطة الطريق التي كان قد تم الاتفاق عليها بين الحكومتين المغربية والإسبانية.
وسعت الرباط ومدريد لتعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات، كالاستثمار والتجارة والهجرة ومكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة الدولية، كما اتفقتا على الابتعاد عن اتخاذ أي موقف أحادي الجانب قد يكون وراء خلق أزمة بين الطرفين مثلما حدث في ملف الصحراء المغربية قبل تعديل السلطات الإسبانية موقفها.
وتشير تقارير إلى ارتفاع في حجم التعاون الاقتصادي بين المغرب وإسبانيا في الفترة الأخيرة حيث اختتم عام 2023 برقم قياسي جديد في حجم المبادلات التجارية مع المغرب، وهو من تبعات تغير المواقف الإسبانية في ملف الصحراء. وكشفت البيانات خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2023 ارتفاع صادرات إسبانيا إلى المغرب من 3 إلى 3.2 في المئة، في حين ارتفعت الواردات من 1.9 في المئة إلى 2.1 في المئة.
وأصبحت مدريد الشريك الاقتصادي الأول بالنسبة إلى المغرب، فيما تعد الرباط هي الأخرى من أهم شركاء إسبانيا من خارج الاتحاد الأوروبي. كما تعزز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وقد لمست مدريد التداعيات الإيجابية على أمنها نتيجة هذا التعاون.
وتطمح مدريد لأن تصبح مستثمرا رائدا، وقد تجاوزت التجارة الثنائية بين إسبانيا والمغرب 20 مليار يورو في عام 2022 وهي في نمو مستمر. وحسب وزير الخارجية ناصر بوريطة، فإن “مدريد هي أول شريك تجاري خارجي للمملكة”، مشيرا خلال لقائه مع نظيره الإسباني في شهر ديسمبر الماضي إلى أن “العلاقات بين البلدين لها آفاق قوية في إطار تنظيم مونديال 2030، وتدفعنا إلى تطويرها بشكل كامل”.

Top