الحرب الروسية الأوكرانية..-الحلقة 8-

عرفت الحرب الروسية الأوكرانية، التي بدأت منذ 24 فبراير 2022، اهتماما واسعا من قبل الرأي العام الدولي، نظرا لمكانة البلدين في الساحة العالمية، سواء على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري، ناهيك عن الجانب التاريخي المعقد الذي تمتد سرديته إلى التطورات الأخيرة في العلاقة المتوترة بين موسكو وكييف.
ويتوالى الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي يصفه الكرملين بـ”العملية العسكرية” المحددة الأهداف، بتدمير المنشآت العسكرية، ونزع سلاح هذا البلد، ودفعه إلى الحياد تجاه حلف الشمال الأطلسي”النيتو”.
ولا توجد حاليا مؤشرات دالة على قرب انتهاء هذه الأزمة التي أرخت بظلالها على العالم، بفعل دمار “الغزو” الذي لحق أوكرانيا، والعقوبات المفروضة على روسيا من قبل الغرب.
وتعد هذه الحرب الدائرة رحاها فوق الأراضي الأوكرانية، والتي أدت إلى نزوح أزيد من 10 ملايين أوكراني داخل البلاد وخارجها، تطورا حتميا للعلاقات المتشنجة بين الكرملين والغرب، هذا الأخير الذي يقدم مساعدات عسكرية لفائدة القوات الأوكرانية لمواجهة الجيش الروسي، وهو ما يدفع إلى مزيد من المواجهة في الوقت الذي تسير فيه المفاوضات بشكل “ثقيل” على حد وصف وزارة الخارجية الروسية.
ومن خلال هذه الزاوية الرمضانية، سنعيد تركيب قطع “البوزل” لمحاولة فهم ما يجري بين روسيا وأوكرانيا، والوقوف عند تداعيات هذه الحرب، وما سيترتب عنها في المستقبل من إعادة لرسم خريطة العلاقات الدولية، وهو ما ظهر بشكل واضح بتحالف التنين الصيني مع الدب الروسي في وجه الغرب”أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية”.

طيور ناقلة للفيروس

قالت الخارجية الروسية، في أبريل 2020، إن “البنتاغون” يستخدم مكافحة الإرهاب البيولوجي كذريعة لبناء المختبرات في أوكرانيا.

وفي 8 ماي 2020، نفى جهاز الأمن الأوكراني وجود مختبرات بيولوجية أجنبية في البلاد، وقال إن كييف وواشنطن تتعاونان في مكافحة الإرهاب البيولوجي في إطار التشريعات الأوكرانية.

وفي بكين، دعت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة إلى نشر جميع تفاصيل مختبراتها البيولوجية في أوكرانيا، وحثت الأطراف ذات الصلة إلى ضمان سلامتها، وفقا لوكالة شينخوا الصينية للأنباء.

وأوضح تشاو لي جيان، المتحدث باسم الخارجية الصينية، “أن الولايات المتحدة باعتبارها الطرف الذي يعرف المختبرات على نحو أفضل، ينبغي عليها نشر المعلومات في أقرب وقت، ومن بينها ما هي الفيروسات المخزنة والبحث الذي تم إجراؤه”.

وتابع تشاو قائلا إن الأنشطة العسكرية البيولوجية للولايات المتحدة في أوكرانيا ليست سوى “قطرة في بحر”، مضيفا أنه تحت أسماء مختلفة، سيطرت وزارة الدفاع الأمريكية على 336 من المختبرات البيولوجية في 30 دولة.

لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، وصفت في 10 مارس هذه الاتهامات بأنها “مزاعم كاذبة”، وأنها “نوع من عملية تضليل معلوماتي رأيناه كثيرا من الروس على مدار السنوات”.

وأكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي بينيزيا حصول روسيا على أدلة دامغة لوجود شبكة من 30 مركزا بيولوجيا بتمويل أمريكي في أوكرانيا، نشطت في ابتكار الأسلحة البيولوجية.

وقال بينيزيا في كلمته في مجلس الأمن الدولي: “أجريت اختبارات بيولوجية في أوكرانيا باستخدام الطيور المهاجرة بهدف نقل الأمراض للبشر، والمعلومات المتوفرة لدينا تؤكد وجود مختبرات بيولوجية في أوكرانيا بتمويل من واشنطن”.

وأضاف “التجارب البيولوجية تجرى في أراضي أوكرانيا وترسل نتائجها إلى الولايات المتحدة”.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية اصطياد طيور مرقمة تم إطلاقها من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا في مقاطعتي إيفانوفو وفورونيج الروسيتين.

وأشارت الوزارة إلى ما يعرف بمشروع UP-4، الذي تم تنفيذه بمشاركة مختبرات أوكرانية، الذي كان هدفه دراسة إمكانية انتشار العدوى فائقة الخطورة عبر الطيور المهاجرة، بما فيها إنفلونزا H5N1 شديدة العدوى، والتي تصل نسبة فتكها إلى 50٪، وكذلك مرض نيوكاسل.

وخلال ذلك تم تحديد نوعين على الأقل من الطيور المهاجرة، التي تمر طرقها بشكل رئيسي عبر روسيا، كما تم تلخيص معلومات عن طرق هجرتها عبر دول أوروبا الشرقية.

وأضافت الدفاع الروسية أنه من “بين الأساليب التي تم تطويرها في الولايات المتحدة لزعزعة استقرار الوضع الوبائي، تعد هذه الطريقة من أكثر الأساليب تهورا وعديمة المسؤولية، لأنها لا تسمح بالتحكم بها”.

ووفقا للوزارة تم تطوير مشروع R-781، حيث تعتبر الخفافيش ناقلات محتملة لعوامل الأسلحة البيولوجية.

وتؤكد الوزارة أن مواد المشروع UP-8 لدراسة فيروس حمى القرم-الكونغو النزفية، وفيروسات هانتا في أوكرانيا تدحض التأكيد العام الأمريكي بأن العلماء الأوكرانيين فقط هم من يعملون في مختبرات البنتاغون البيولوجية في أوكرانيا دون تدخل علماء الأحياء الأمريكيين.

وتثبت إحدى الوثائق أن جميع الأبحاث عالية الخطورة يتم إجراؤها تحت إشراف مباشر من مختصين أمريكيين. وتضمنت الوثائق، مقترحات لتوسيع البرنامج البيولوجي العسكري الأمريكي على الأراضي الأوكرانية.

وتم العثور على أدلة على استمرار المشاريع البيولوجية UP-2، UP-9، UP-10، التي تهدف إلى دراسة مسببات الأمراض من الجمرة الخبيثة وحمى الخنازير الإفريقية.

وقال إيغور كيريلوف قائد قوات الحماية من الإشعاع والسلاح الكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي، إن البنتاغون اهتم بالحشرات التي تحمل العدوى خلال التجارب في مختبرات أوكرانيا، وتم نقل أكثر من 140 عبوة تحمل البراغيث والقراد إلى الخارج من مختبر بيولوجي في خاركيف، قبيل اقتراب القوات الروسية من المنطقة.

> إعداد: يوسف الخيدر

Related posts

Top