استضافت مدينة طنجة مؤخرا الملتقى الوطني الثاني لفن الكاريكاتير، وقد شكل فضاء للقاء والنقاش بين رواد الكاريكاتير والصحافيين المغاربة. وعرف الملتقى، الذي سهرت على تنظيمه، صحيفتا «جريدة طنجة» و»الشمال» بتعاون مع فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية. بمشاركة العديد من رسامي الكاريكاتير لمشاطرة تجاربهم وآرائهم حول واقع ممارسة المهنة بالمغرب.
كما سعى المنظمون إلى إغناء المشهد الثقافي والإعلامي بمدينة طنجة وصقل موهبة الكفاءات الشابة التي استطاعت فرض أسمائها على صفحات عدد من كبريات الجرائد الوطنية.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أشار الإعلامي خالد مشبال إلى أهمية الكاريكاتير باعتباره جنسا صحافيا قائم الذات، مبرزا تاريخ ظهور هذا الفن بالمغرب على يد مجموعة من الرواد من قبيل الرسامين محمد شكور وعباد إلى غاية العربي الصبان والدرقاوي.
ولاحظ أن رسام الكاريكاتير يضع رهن إشارة القارئ رؤية مختلفة للأحداث, بطريقة تتطلب في الوقت ذاته تفاعلا كبيرا وجرأة في المعالجة، معتبرا أن تطور هذا الفن رهين بتطور الممارسة الإعلامية عموما في المغرب.
في هذا الصدد، تأسف رسام الكاريكاتير خليل خيي على النظرة الدونية للبعض لهذا الفن، حتى في بعض المؤسسات الإعلامية، بالرغم من أنه عمل شاق يتطلب مجهودا كبيرا في البحث عن الفكرة وتنفيذها بطريقة لا تخرج عن الخط التحريري للصحيفة.
من جانبه، تطرق الحسين عصيد إلى المشاكل التي تعترض هذا النوع من التعبير بالمغرب، من بينها المعالجة السطحية، والمعاملة غير الملائمة أحيانا، لهذا الفن من طرف العديد من الصحافيين ورؤساء التحرير، فضلا عن تركز إصدار أغلب الجرائد بين محوري الرباط – الدار البيضاء.
كما انتقد الانفتاح المحدود لرسامي الكاريكاتير المغاربة على التجارب الحديثة على المستوى الدولي، مما يولد تشابها كبيرا في أساليب الرسم، وكذا ضعف المهنية لدى البعض، إذ أن أغلب الرسامين لا يمارسون رسم الكاريكاتير كمهنة قائمة الذات.
وكرم الملتقى، في دورته الثانية، رسام الكاريكاتير المغربي عبد السلام المريني، رائد «الشغب الجميل»، من خلال شهادات عدد من الصحافيين تعاملوا معه ومع رسوماته عميقة الدلالة والمعنى.
كما تضمن برنامج الملتقى تنظيم معرض «رؤى فنية متوازية»، الذي زاوج بين الرسم الورقي والإلكتروني، فضلا عن لقاء حول «الكاريكاتير المغربي بين إكراهات العمل الميداني وطموحات الفنانين»، وعقد لقاءات مباشرة مع مجموعة من التلاميذ بمدينة طنجة.