واصل لاعبو الرجاء البيضاوي لكرة القدم، حمل شارات سوداء خلال اللقاء الذي جمعهم أول أمس السبت أمام حسنية أكادير برسم الجولة الـ20 من البطولة الاحترافية بملعب “أدرار”.
الخطاب الذي أراد اللاعبون تمريره من خلال هذه الخطوة، هو لفت الانتباه إلى تخلي إدارة الفريق عن الوفاء بالتزاماتها، وعدم صرف مستحقاتهم المالية العالقة منذ مدة ليست بالقصيرة.
موقف اللاعبين انضاف إلى تذمر المدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو من نفس الوضعية، مع ملاحظة هذه المرة، وهي عدم إقدام أصدقاء العميد بدر بانون على مقاطعة التداريب، كما حدث من قبل، وهو السلوك الذي انتقده في حينه المدرب الإسباني بشدة، نظرا لتأثير ذلك على مردودية الفريق ككل.
ما يحدث وسط الفريق، انضاف إلى ما يشبه لعبة شد الحبل بين سعيد حسبان من جهة وإدارة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من جهة ثانية، لتكتمل صورة المعارضة اتجاه رئيس يبدو أنه متمسك بالمنصب بكل ما أوتي من قوة.
اتسعت إذن رقعة المعارضة لتصل إلى حدود المواجهة المفتوحة، تستعمل فيها كل الوسائل الممكنة، حتى تلك المحرمة أخلاقيا وحتى إنسانيا، إلا أن الغريب هو وصول كل الأطراف إلى ما يشبه الإجماع، على ضرورة تنحية حسبان عن المنصب، وفتح المجال أمام من يريد الترشح لتحمل مسؤولية فريق منهار على جميع المستويات.
وكالعادة، فقد تم استعمال الجمهور من خلال تعدد الوقفات المطالبة بالرحيل الجماعي للمسؤولين الحاليين وعلى رأسهم حسبان، كما تم استعمال اللاعبين من خلال الإضراب عن التداريب، وهذه المرة حمل الشارات السوداء، وخروج المدرب بتصريحات منتقدة لأوضاع الفريق الأخضر.
فالحل الذي توصلت إليه مكونات الرجاء، هو ضرورة رحيل حسبان، وإذا كان هذا هو الحال، وكما قلنا في أكثر من مناسبة، فلما لا يقبل حسبان بالتضحية من أجل مصلحة الفريق.
هناك إرادة قوية من أجل التضحية بشخص لم يحسب عليه قط أن أساء للفريق، رغم أنه تحمل المسؤولية في ظروف صعبة، وواجه حروبا بلا هوادة من طرف أناس يدعون حبهم الرجاء، وهم في الحقيقة فئة قليلة لا يحبون سوى مصالحهم الخاصة.
ففي ظرف سنتين، استطاع حسبان أن يقود الفريق إلى نوع من الاستقرار، لكنه استقرار هش بفعل الضربات الموجعة التي تلقاها الفريق في عهده، الهدف منها إجباره على ترك الجمل بما حمل، إلا أنه صمد في ظروف صعبة، ورغم ذلك حقق الفريق تحت قيادته، نتائج تبقى مقبولة.
فقد حقق الموسم الماضي المرتبة الثالثة بمنافسات البطولة، ومجموعة من المعطيات، تؤكد أن الرجاء كان بإمكانها الفوز باللقب، لولا عمليات التخريب التي مورست من الداخل مع سبق الإصرار والترصد، للحيلولة دون تحقيق لقب يقوي من حظوظ حسبان في البقاء، نعرف كذلك كيف حورب المدرب الجزائري عبد الحق بنشيخة ليفضل الانسحاب مبكرا، وكيف يحارب غاريدو، لكنه ما يزال صامدا حتى الآن.
وبالرغم من قلة الإمكانيات، تم جلب لاعبين مجربين، وقام بمعسكرات تدريبية استعدادا للموسم، ويحتل حاليا مرتبة متقدمة بالبطولة، كما فاز بلقب كأس العرش، ويقدم مقابلات جيدة تشذ انتباه عشاق الأداء الجميل.
رغم كل هذا، فإذا كان الحل بالنسبة للرجاء هو رحيل حسبان، فليرحل بصفة مستعجلة، قصد تسهيل إيجاد الحلول، وتسريع وتيرة المصالحة بين كل الأطراف، فالرجاء لا يمكن أن تكون قوية إلا بعائلتها الموحدة، دون تفرقة ولا إقصاء، وهذه هي الرجاء التي عرفناها، وكل رجاوي صادق مطالب بالعمل في هذا الاتجاه.
ولعل أول خطوة يمكن اتخاذها في هذا الإطار، عقد جمع عام استثنائي للفريق قبل متم شهر مارس الجاري وفتح باب الترشح لتحمل المسؤولية لمن أراد.
محمد الروحلي