يتواصل السباق من أجل إيجاد لقاح مضاد لوباء كوفيد-19 لكن منظمة الصحة العالمية حذرت من عدم وجود حل سحري حاليا، في وقت لا يزال تفشي الوباء يتسارع في العالم ويدفع ببعض المدن مثل ملبورن في أستراليا إلى إغلاق المتاجر مجددا.
وقال مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس “ليس ثمة حل سحري حاليا وقد لا يكون هناك (حل) إطلاقا”. وأضاف “التجارب السريرية تعطينا أملا. هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون لدينا لقاح” فعال، خصوصا مع مرور الزمن.
وفيما تنخرط العديد من الدول في معركة اللقاحات، وصل بعضها إلى المراحل الأخيرة من التجارب. وأعلنت روسيا الاثنين أنها ستتمكن قريبا من إنتاج مئات آلاف الجرعات شهريا و”عدة ملايين” في بداية العام المقبل.
وفي انتظار ذلك، لا تزال وتيرة تفشي الوباء تتسارع، خصوصا في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية. وحتى اليوم، أصيب أكثر من 18 مليون شخص في العالم بالفيروس الذي أودى بأكثر من 680 ألفا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس الاثنين.
والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضررا من حيث الوفيات والإصابات، إذ سجلت 154.834 وفاة بينها 515 خلال 24 ساعة، تليها البرازيل (94.104 وفيات) والمكسيك (47.746 وفاة) والمملكة المتحدة (46.201 وفاة) والهند (38.135 وفاة).
ودفع ارتفاع عدد الإصابات بعض الدول إلى اتخاذ تدابير جديدة، مثل أستراليا حيث فرضت السلطات على سكان ملبورن الأحد حظر تجول ليليا لستة أسابيع. واعتبارا من منتصف ليل الأربعاء، ستغلق كافة المتاجر والإدارات غير الرسمية أبوابها في ثاني مدن أستراليا. وستكون السوبرماكات والصيدليات ومتاجر الكحول ضمن المتاجر التي تستفيد من إعفاءات.
وأعلن دانيال اندروز رئيس وزراء ولاية فيكتوريا وعاصمتها ملبورن أن “الوقت غير ملائم للتساهل وزمن التحذيرات ولى”. وأضاف “هذه الأسابيع الستة حاسمة بالتأكيد” لمنع استئناف تفشي الوباء.
ورغم فرض عزل مطلع يوليو، استمرت ملبورن في تسجيل مئات الإصابات الجديدة يوميا وأعلنت 13 وفاة الاثنين.
وفي فرنسا، دعا رئيس الوزراء جان كاستيكس المواطنين إلى “البقاء يقظين” من أجل تجنب سيناريو “إعادة فرض عزل عام”.
وتم إرجاء انطلاق طواف فرنسا الذي كان مقررا من العاصمة الدنماركية في العام 2021 إلى عام 2022.
وفي الفيليبين، أعادت السلطات فرض عزل على أكثر من 27 مليون نسمة أي حوالي ربع عدد السكان، اعتبارا من الثلاثاء بعد تحذيرات صدرت عن جمعيات طبية بأن البلاد على وشك خسارة معركتها ضد وباء كوفيد-19.
وسجلت أميركا اللاتينية والكاريبي أكثر من 201 ألف وفاة، وهي حاليا المنطقة الثانية الأكثر تضررا بالوباء في العالم بعد أوروبا، التي تعد 210 آلاف وفاة.
وفي الأرجنتين، أعلنت وزارة الصحة أن عدد الإصابات تجاوز 200 ألف وأن المناسبات الاجتماعية ستحظر في كل أنحاء البلاد اعتبارا من الاثنين.
وفي فنزويلا، أمر الرئيس نيكولاس مادورو الأحد بفرض حجر صارم في كافة أنحاء البلاد.
وفي شمال ألمانيا، عاد آلاف التلامذة والطلاب الاثنين إلى مقاعد الدراسة، ليكونوا أول العائدين إلى المدارس في أوروبا، مع التزام احترام بعض القواعد الصحية فيما عاودت الإصابات بكوفيد-19 الارتفاع.
والطلاب البالغ عددهم 150 ألفا في مقاطعة ميكلينبورغ-بوميرانيا في شمال شرق ألمانيا والذين غادروا في عطلة في منتصف يونيو، هم أول من يعود إلى المدارس بشكل أقرب إلى الوضع الطبيعي بعد أشهر من تلقيهم الدروس عبر الانترنت.
وقال شتيفن كاستنر مدير مدرسة “يوغندروف خريستوفوروس” في روستوك لوكالة فرانس برس إن “الأطفال بحاجة إلى الحضور إلى المدرسة، لأنه يجب تجنب التأخر في الدروس بشكل إضافي”.
وتمكنت ألمانيا حتى الآن من تجنب تفشي الوباء على نطاق واسع إذ سجلت أقل من 9200 وفاة، لكن السلطات قلقة من معاودة انتشار العدوى وإن ببطء.
في البحر المتوسط، الكارثة الاقتصادية حاضرة أيضا ويسود هدوء غير معتاد في ايبيزا، الجزيرة الواقعة في ارخبيل الباليار الاسباني، والمعروفة بأجواء السهر وحفلاتها الموسيقية الصاخبة.
واضطرت الأندية الليلية الكبرى التي تشتهر بها ايبيزا للإغلاق في هذا الموسم. وسمحت السلطات فقط بفتح مراقص صغيرة ومن أجل تناول مشروبات بدون السماح للزبائن بالرقص في الأماكن المخصصة لذلك.
وفي كينيا، تؤثر المأساة أيضا على المراهقات اللواتي أصبحن أكثر عرضة للحمل خلال فترة العزل.
وقال أوريما أوتينو وهو طبيب في أحد أحياء نيروبي، “عادة، عندما تكون المدارس مفتوحة، نرى حالتين كل ثلاثة أشهر. الآن هناك زيادة بحوالي 7 أو 8 حالات حمل مراهقات في الشهر الواحد”.
< أ.ف.ب