“جمالية القبح” و”جمهورية الآداب الموازية” و”ما بعد الآداب الكبرى”..مشروع نقدي للباحث الأكاديمي سعيد علوش

 بعد مشروعه التأسيسي في الآداب المقارنة والمعجميات، أصدر سعيد علوش، حديثا، مشروعا نقديا من ثلاثة كتب: جمالية القبح (254 صفحة من الحجم الكبير)؛ جمهورية الآداب الموازية(624 صفحة من الحجم الكبير)؛ ما بعد الآداب الكبرى (200 صفحة من الحجة الصغير).

وتلتقي هذه المؤلفات ضمن البحث في الآداب الموازية، وجمالية القبح. ففي كتابه “جمالية القبح الذي يتأطر ضمن تصور جمالي ونقدي وثقافي وتجربة باحث يبحث عن فهم حياة المعاني في عبورها السفلي والمتلاشي والضائع، من خلال نصوص على مساحة تاريخ الأدب، بما حملته  وما تحمله في سياقات مختلفة.

يتموضع “جمالية القبح” ضمن الآداب الموازية بوصفه مقاربة ما استقبح عبر العصور، بالاعتماد على مدونة كبيرة ومتنوعة من أمهات الأعمال في تاريخ الأدب العربي للحفر فيها في سبعة فصول، تُغنيها خمسة ملاحق  من النصوص والصور، ثم لائحة مرجعية بالمصادر والمراجع.

في كتابه الثاني “جمهورية الآداب الموازية”، والذي يستكمل التصور العام الذي ابتدأه سعيد علوش في الكتاب الأول عن القبح أو الآداب الهامشية، يواصل النقاش والتنظير والبحث، في ثلاثة أجزاء مفصلة،  للآداب الموازية والتي باتت تزاحم الآداب المعتمدة إن لم تتفوق عليها باستعادة ما استبعدته طوال قرون سيطرت فيها البلاغة الكلاسيكية لجمالية المؤسسة.

يشرح سعيد علوش فكرة الكتاب قائلا: “لقد صاغ الفرنسي بيير بايل  عبارة (جمهورية الآداب) (ق 17) مدشنا الإشارة إلى شبكة ثقافية لتبادل الأفكار، وما لبثت التسمية أن سُرقت، لتطبق على موسوعة (ديدرو/ فولتير/ ج.ل. دلمير) (ق 18) ، فلا غرابة أن تستلهم كازانوفا هذا الإرث الفرنسي في (الجمهورية العالمية للآداب) لولا أنها جعلت من باريز عاصمة أوروبية لمركزية هذه العالمية التي لم يشكك في جدواها، لكونها كانت وراء زخم من المؤلفات والاستلهامات، خاصة بعد ترجمة كتابها وصدوره عن جامعة هارفارد (2004) وهو ما سيعتمده م.ج. الموسوي في جمهورية الآداب في العصر الوسيط العربي، كترسيم للمفهوم في العالم العربي… وعلى خلاف كل هؤلاء، يأتي عملنا عن (جمهورية الآداب الموازية” (2022) ليستلهم عملا نعتبره أساسيا لفيليب فيسيست وميشال ستريلنك عن (نظرية الهامش) التي تسعى إلى نيل اعتراف لمنح الكتاب مساحة في الجمهورية المتخيلة، وتحصيل شرعية وترسيم لنيل إجازة المركزيات الأدبية والمؤسسات الأكاديمية كما لو كانت خط (غرينيتش) الاعتراف للأدبي، بما ظل في عالمنا (حواشي/ شروح/ مجاميع / فصاحة/ نبويات/ عواميات/ جوامعيات/ مراسلات/ شفويات/ تدوينات) لتنال اهتمام م.ج. الموسوي في (جمهورية الآداب في العصر الإسلامي الوسيط) (2020) وما نعارضه بعملنا، عن موازيها في (جمهورية الآداب الموازية) (2022). من هذا المنظور، نقارب جمهورية الآداب الموازية التي ظلت خلفية خفية في كل تجلياتالآداب المعتمدة، وليست مقاربتنا رغبة أهواء عابرة بقدر ماهي (فوائد اللافوائد) في کتاب (2014) (l’utilité de l’unitilite) إذ يخرج علينا بقراءات التراث اللامادي كنماذج لما لا يلاقي الاعتراف في مدونات مؤرخي الآداب الوضعية والسلطانية … “

في الكتاب الثالث: “ما بعد الآداب الكبرى”، ينطلق سعيد علوش من الخلاصات التي نهضت في الكتابين السابقين، ويتحول نحو سؤال كبير يهزم الأجوبة الجاهزة، حول ما بعد الآداب الكبرى، مسائلا الأفكار والكتب الجديدة والقديمة في محاورة عمودية وأفقية للفكر والإبداع، للتيماتي وللمنهجي، فيجعل  من القصائد الشعرية لشعراء كبار من المغرب والعالم العربي، حول الموت والحداد والجنائزية والحياة ، مدخلا ترتقه نصوص وقضايا من الفكر والنقد.

 ثلاثة كتب جديدة لسعيد علوش، تفتح بابا جديدا حول سؤال الآداب وتواريخها وموقعها ومواضيعها.

وسعيد علوش أستاذ فخري بجامعة محمد الخامس بالرباط، دكتوراه من جامعة السربون، وأستاذ زائر بجامعات  عربية وأمريكية، حاصل على جائزة الملك فيصل وجائزة الرواية بالمغرب. له في الرواية عدة نصوص آخرها “لقالق آل الزفوط للبيع أو الكراء”؛  وله في النقد الأدبي  مؤلفات آخرها “معجم مصطلحات النقد الأدبي المعاصر”.

Related posts

Top